كابل: مقتل 8 في هجومين انتحاريين على المركز الثقافي البريطاني

في الذكرى الـ92 لاستقلال أفغانستان عن بريطانيا

TT

قتل ثمانية أشخاص معظمهم شرطيون وأصيب عشرة آخرون بجروح في هجومين انتحاريين استهدفا صباح أمس المركز الثقافي البريطاني في كابل وتبنته حركة طالبان، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الداخلية الأفغانية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي لوكالة الصحافة الفرنسية «قتل ثمانية أشخاص معظمهم شرطيون وأصيب عشرة آخرون بجروح».

وأوضح أن «أحد المهاجمين ما زال على قيد الحياة ويقاوم»، مضيفا أنه «لم يتم فرض الأمن في المنطقة بعد». وكانت حصيلة أولى من شرطة كابل أفادت بأربعة قتلى هم شرطيان وموظفان في البلدية وعدد من الجرحى بينهم أحد حراس المجلس الثقافي البريطاني. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن انفجارا قويا سمع في موقع الهجوم فيما عاد إطلاق النار إثر مواجهات استمرت نحو ثلاث ساعات.

وتبنت حركة طالبان الهجوم الذي وقع في الذكرى الثانية والتسعين لاستقلال أفغانستان عن بريطانيا في 19 أغسطس (آب) 1919.

وبدأ الهجوم قرابة الساعة 5:45 (1:15 بتوقيت غرينتش) بانفجارين قويين بفارق دقائق نفذهما بحسب الشرطة انتحاريان وتلاهما إطلاق نار متقطع في حي كارتي باروان غرب كابل على مسافة نحو 6 كلم من وسط المدينة، بحسب صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية وشهود. وقال محمد زاهر، الناطق باسم الشرطة الأفغانية، إن قوات الأمن شددت إجراءاتها بالمنطقة، مشيرا إلى أن المروحيات تجوب السماء حول موقع العملية. من جانبها، أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن العملية، وفق الناطق باسمها.

يشار إلى أن المركز الثقافي البريطاني يقع في منطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة، وهو ضمن المجمع الذي توجد فيه أيضا السفارة البريطانية وسط كابل، وهو قريب من فندق «إنتركونتيننتال» الذي تعرض بدوره لهجوم استهدف عددا من الأجانب في يونيو (حزيران) الماضي. وأحدث الهجوم فجوة في أحد جدران السور المحيط بالمركز الثقافي البريطاني نتيجة انفجار سيارة لم يبق منها سوى هيكل متفحم. وقال أيوب سالانغي قائد شرطة كابل لوكالة الصحافة الفرنسية بعد قليل من بدء الهجوم «وقع انفجاران نفذهما انتحاريان».

وأكدت السفارة البريطانية في كابل تعرض مجمع المركز الثقافي البريطاني لهجوم بدون المزيد من التفاصيل. وأكد متحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية أن بين المواقع المستهدفة بالهجوم «القنصلية البريطانية» ومركزا تابعا للأمم المتحدة. وقال إن «مجاهدي طالبان هاجموا هذين المجمعين». ونفى متحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان دان ماكنورتون أن يكون موقع تابع للمنظمة الدولية تعرض لهجوم.

وقال ذبيح الله مجاهد «اليوم هو ذكرى استقلالنا الذي حصلنا عليه من البريطانيين قبل 92 عاما. هجوم اليوم يحيي هذه الذكرى. البريطانيون اجتاحوا بلادنا مرة جديدة وعليهم أن يعترفوا من جديد باستقلالنا».

واستقلت أفغانستان عن القوة الاستعمارية البريطانية في 19 أغسطس 1919. وتنشر لندن 9500 عسكري في أفغانستان في إطار قوة «إيساف» الدولية التابعة للحلف الأطلسي في هذا البلد البالغ عديدها 130 ألف جندي ثلثاهم من الأميركيين. وروى مهام، المقيم في الجانب المقابل من الشارع والذي تحطم زجاج منزله «كنت نائما حين أيقظني دوي انفجار قوي، صعدت إلى السطح ورأيت سيارة مشتعلة، وفجأة دوى انفجار ثان وبدأ إطلاق النار». وأفاد مراسل الصحافة الفرنسية بانتشار أعداد كبيرة من رجال الشرطة والإطفاء وسيارات الإسعاف في منطقة الهجوم التي تحلق فوقها مروحيات، مشيرا إلى أنه شاهد أيضا جنودا من قوة «إيساف» في المكان.