الناطق باسم القوات الأميركية في العراق: تعطيل تسمية وزيري الدفاع والداخلية أثر على الوضع الأمني

الجنرال بيوكانن في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»: التهديد الأكبر مصدره ميليشيات إيران

الجنرال جيفري بيوكانن
TT

اعتبر الناطق باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال جيفري بيوكانن أن التهديد الأكبر للأمن العراقي اليوم يأتي من ميليشيات تدعمها إيران في العراق. وقال بيوكانن في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»: «إنني قلق بشكل أكبر من المجموعات العسكرية المدعومة من إيران، سواء كانت (عصائب أهل الحق) أم كتائب حزب الله». وأضاف: «كل هذه المجموعات لديها علاقات مع إيران وكل قياداتها في إيران، وهناك روابط واضحة مع (قوات القدس) التابعة للحرس الثوري». وتابع: «القوات العراقية والحكومة العراقية تزيد من استهداف تلك المجموعات، ولكن دور إيران في السعي لإبقاء العراق ضعيفا ومنعزلا عن المنطقة المحيطة به يجعلني أقلق بشكل أكبر على مستقبل العراق من دور تنظيم القاعدة».

ولفت بيوكانن إلى أن التهديد الأكبر لاستقرار العراق، بدلا من التهديد الأمني البحت، يكمن في مدى «قدرة الحكومة على تزويد الشعب بالخدمات البسيطة والضرورية، وعلى الحكومة أن يكون لديها حوار حقيقي بين الطوائف المختلفة للتحرك كبلد واحد».

وعلى الرغم من التهديد من الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق على الوضع الأمني، فإن تنظيم القاعدة ما زال نشطا في البلاد. وعن الهجمات الدامية يوم الاثنين الماضي وتصاعد العمليات الإرهابية في البلاد، قال بيوكانن: «إنها تعكس الوضع العام. إنها بيئة أمنية معقدة، وهناك عوامل عدة تجلب العنف». وأضاف: «لم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجمات، ولكنها تبدو من عمل (القاعدة) في العراق». واعتبر أن هذه الهجمات «تؤكد أن تنظيم القاعدة ما زال يمثل تهديدا خطرا. إنه لا يمثل التهديد نفسه للدولة كلها مثلما كان الحال عامي 2005 و2006 لأنه معزول، ولكن ما زال العراق مكانا خطرا». لكن بيوكانن حرص على الحديث عن الوضع الأمني العام في العراق ككل الذي اعتبره يشهد «أنماطا تتجه في الاتجاه الصحيح»، موضحا أن «عام 2007 كان معدل الهجمات 145 يوميا. اليوم أصبح نحو 14، فعدد الهجمات انخفض، والقوات الأمنية العراقية تتولى الأمن في البلاد، ويقومون بعمل ممتاز».

وهناك وعي أميركي بخطورة التهديد من «تنظيم القاعدة في العراق»، خاصة بسبب قدرة التنظيم على جلب المزيد من المؤيدين ومنفذي الهجمات الانتحارية. وشرح بيوكانن أنه «على الرغم من بعض النجاح في استهداف زعماء (القاعدة) في العراق مثل (أبو مصعب) الزرقاوي وآخرين، فإن القائد الحالي ما زل موجودا ومستقرا نسبيا، ولكن على مستوى القيادة المتوسطة والبسيطة يغيرون القيادات بشكل متواصل بسبب نجاحنا في استهداف تلك القيادات بشكل عام». وعلى سبيل المثال، تم تسمية «أمير عسكري» تابع لتنظيم «القاعدة في العراق» في نينوى 5 مرات هذا العام فقط، بعد اعتقال أو قتل أربعة من «الأمراء» هذا العام. وأوضح بيوكانن أن «الذي يتولى هذه المراتب لا يتمتع بالخبرة التي يتمتع بها عناصر (القاعدة) القدامى، ولكن من جهة أخرى، لدى التنظيم قدرة على جلب قيادات جديدة بشكل متواصل».

من ناحية ثانية، يرى بيوكانن أن من أسباب عدم الاستقرار الأمني تأخر تسمية وزيري الدفاع والداخلية. وقال بيوكانن: «لقد أثر ذلك على الوضع الأمني وأثر على العمليات اليومية لكلتا الوزارتين؛ الدفاع والداخلية؛ فهاتان مؤسستان بيروقراطيتان كبيرتان أسستا على أساس اتخاذ الوزير قرارات يومية مهمة في قضايا واسعة، من تحديد المصادر المالية إلى العمليات الأمنية المحددة». وأضاف أن قرار جعل رئيس الوزراء نوري المالكي وزيرا بالوكالة، بدلا من منح وكيل الوزير الصلاحيات لاتخاذ القرارات، أدى إلى تأجيل قرارات مهمة ولكن روتينية بسبب انشغال رئيس الوزراء بالملفات الأخرى. وتابع: «تأثير ذلك، مع مرور الشهور، أدى إلى تجميد قرارات مهمة»، موضحا: «هناك حاجة للقيادة في الوزارتين. هذا أمر ضروري».

وقد أثر عدم تسمية وزيري الدفاع والداخلية أيضا على عملية البحث في إمكانية توقيع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة لإبقاء قوات في العراق بعد نهاية عام 2011 وانتهاء صلاحية اتفاقية وضع القوات الأميركية في العراق «سوفا». وقال بيوكانن: «لقد أثر ذلك على العملية التي تقوم بها الوزارات لتحديد نقاط قوتهم وضعفهم»، موضحا: «من دون وجود الوزيرين كان هناك تأثير على تقييم عمل الوزارات واستعداداتها» للمرحلة المقبلة. وحول إمكانية طلب العراق من الولايات المتحدة توقيع اتفاقية جديدة، قال بيوكانن: «في النهاية، على القيادة العراقية أن تحدد المخاطر المرتبطة بالتهديدات التي تواجههم، وإذا كانوا قادرين على قبول تلك التهديدات، فالسؤال هو: كيف سيواجهون التهديدات؟ وإحدى الوسائل أمامهم هو الطلب من الولايات المتحدة إبقاء قوات في البلاد». وقد قامت القيادات العراقية بالاجتماع في 2 أغسطس (آب) الجاري والتلميح إلى إمكانية التقدم بمثل هذا الطلب الرسمي من أجل التفاوض مع الولايات المتحدة حول آلية إبقاء قوات أميركية لتدعم القوات العراقية، إلا أنه حتى الآن لم يتم طلب ذلك رسميا.