«غاندي الجديد» يغادر السجن ويباشر إضرابه عن الطعام

هازاري لأنصاره: حدثت ثورة ورحلت بريطانيا والآن بدأنا معركة ثانية

أنصار للناشط آنا هازاري يحملون هواتفهم لالتقاط صور له أثناء مغادرته السجن في نيودلهي أمس (رويترز)
TT

حيت حشود كبيرة الناشط الهندي آنا هازاري الذي يشن حملة لمكافحة الفساد، لدى مغادرته السجن أمس ليواصل إضرابا عن الطعام، وذلك في أحدث حلقات الغضب الشعبي بسبب الفساد، الذي وضع الحكومة الهندية في مأزق.

وتخبطت الحكومة مع تنامي التأييد لهازاري في أنحاء البلاد؛ إذ كانت أقدمت على سجنه في البداية يوم الثلاثاء الماضي، ثم أمرت بالإفراج عنه، وفي النهاية عندما رفض المغادرة منحته إذنا بالإضراب عن الطعام لمدة 15 يوما.

ومع مغادرة هازاري، الذي يلقبه البعض بـ«غاندي الجديد»، سجن تيهار في نيودلهي علا هدير احتفالات تصم الآذان من مؤيدين لم تردعهم الأمطار الموسمية. وأظهرت لقطات تلفزيونية بثت في جميع أرجاء البلاد أشخاصا يتسلقون أعمدة الإنارة وأعمدة إشارات المرور كي يتمكنوا من إلقاء نظرة على هازاري، وهتف كثيرون: «نحن معك يا آنا».

وبعد أن عبر بوابة السجن تحدث إلى الحشد ورفع قبضته وهتف «النصر للهند الأم» و«بدأت المعركة من أجل الحرية» قبل أن يشق طريقه ببطء إلى شاحنة زينت بالأعلام أحاط بها المؤيدون من كل صوب. وبزيه التقليدي وقبعته البيضاء ونظارته، يثير هازاري النحيف البالغ من العمر 74 عاما الذكريات عن زعيم الاستقلال المهاتما غاندي الذي يعتبر «أبو الأمة». وفي وقت لاحق، قال هازاري لحشد من نحو 2500 في ساحة عامة حيث يضرب عن الطعام: «حدثت ثورة ورحلت بريطانيا. لكن الفساد وسوء الإدارة لم يرحلا. الآن هذه معركة ثانية من أجل الحرية.. ثورة ثانية». وقال أيضا: «علينا أن نحدث تغييرا شاملا في هذا البلد. ستكونون قدوة للعالم حول كيفية القيام بثورة سلمية».

ودفعت عدة فضائح؛ بينها رشوة في قطاع الاتصالات قد تكلف الحكومة ما يصل إلى 39 مليار دولار، هازاري إلى المطالبة بإجراءات لمكافحة الفساد. لكن مشروع قانون قدمته الحكومة لإنشاء جهاز لمكافحة الفساد وصف بأنه ضعيف للغاية. واجتذبت مطالب هازاري انتباه ملايين الهنود، لا سيما من أبناء الطبقة المتوسطة الجديدة التي يغضبها استشراء الرشى بدءا من استخراج رخصة قيادة وانتهاء بالحصول على مقعد بالجامعة.