فصائل ومحللون فلسطينيون يرون أن إسرائيل أكبر المستفيدين من عملية إيلات بالإضافة إلى سوريا

قالوا إن السلفية الجهادية أقرب إلى تنفيذ العملية من فصائل فلسطينية

TT

لأول مرة، يتفق الفرقاء السياسيون في الأراضي الفلسطينية على رأي له علاقة «بالمقاومة»، فالعملية التي نفذت في إيلات، «تخدم أكثر ما تخدم، إسرائيل»، هكذا قالت غالبية الفصائل الفلسطينية بشكل مباشر وغير مباشر، وزاد عليهم محللون أنها قد تخدم أيضا سوريا.

وفي الوقت الذي نفت فيه ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، علاقتها بالعملية، وفعلت نفس الأمر، حركتا حماس والجهاد، والفصائل الأخرى، أصبح يعتقد على نطاق واسع أن سلفيين جهاديين يقفون وراء هذا الهجوم الذي ضرب الحصن الحصين في إسرائيل.

ويرى المحلل السياسي أكرم عطا الله، أن بعض الخلايا الإسلامية التي ضيقت مصر الخناق عليها في منطقة سيناء، هي ربما التي تقف وراء عملية إيلات. وقال عطا الله لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن بعض الخلايا الإسلامية التي طاردتها السلطات المصرية بعدما قامت بضرب مقرات أمنية وخطوط نفط في العريش وسيناء، هي التي تقف وراء الهجوم على إيلات». وأضاف: «هؤلاء ممن هربوا من قبضة المصريين اختاروا أن يضربوا ضربتهم الأخيرة في إسرائيل كما يبدو». وأردف: «أرادوا أن يفتحوا جبهة أخرى، بالإضافة إلى اعتقادهم بالاستشهاد على أرض فلسطين».

ومن وجهة نظر عطا الله، فإن إسرائيل استغلت العملية بشكل يخدم مصالحها. وقال: «حتى قبل أن ينتهي إطلاق النار اتهمت إسرائيل غزة» وأضاف: «هذا الاتهام السريع يدلل على أن هناك شيئا في نفس يعقوب، إنه اتهام مريح للحكومة الإسرائيلية التي تعيش ظروفا صعبة».

وأوضح: «لدى (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو أزمة اقتصادية بحاجة إلى نحو 60 مليار شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكل)، وسقوط حكومته أقرب وأسهل من حل الأزمة، ولذلك استغل الحدث، فاتهم غزة وبدأ فورا سلسلة اغتيالات». و ويتفق معظم الفصائل الفلسطينية مع تصور عطا الله، وحتى محللون ومراقبون إسرائيليون يرون في العملية، والرد الإسرائيلي عليها، فرصة لوقف «انتفاضة» الإضرابات والاحتجاجات ضد نتنياهو أولا، بالإضافة إلى جلب الانتباه إلى حدود مصر ودورها.

وكان هذا رأي حماس أيضا، إذ قال أحمد بحر، أحد أبرز قيادييها، ونائب رئيس المجلس التشريعي: «إن حكومة الاحتلال انتهزت ما جرى في إيلات لتصدّر أزمتها الداخلية المتفاقمة التي تهدد حكومة نتنياهو، وتحاول عرقلة توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، عبر شن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة لخلط الأوراق في إطار المشهد الفلسطيني – الإسرائيلي، وتنفيذ أجندة سياسية وعسكرية تم إعدادها والتخطيط لها ضمن دوائر ومستويات صنع القرار السياسي والعسكري مؤخرا.

غير أن طرفا ثالثا أيضا، قد يكون مستفيدا من العملية، بحسب المحلل السياسي طلال عوكل، إنه سوريا. وقال عوكل لـ«الشرق الأوسط»: «الأقرب لتنفيذ العملية، جماعات سلفية جهادية.. الفصائل الفلسطينية المعروفة والرسمية وحتى الألوية، نفت علاقتها بالعملية، إذن السلفيون يقفون وراءها، بالإضافة إلى جهات استخبارية إقليمية مستفيدة من ذلك».