النظام في ميانمار ينفتح على المعارضة ويستقبل سانغ سو تشي

أول اجتماع بين الرئيس «المدني» وحائزة نوبل عشية وصول المبعوث الدولي

TT

التقت زعيمة المعارضة في ميانمار، أونغ سانغ سو تشي، أمس، الرئيس الجديد (المدني) ثين سين، في خطوة غير مسبوقة من النظام الذي يسعى على ما يبدو لتحسين علاقاته مع المعارضة.

واستمر اللقاء قرابة ساعة في مكتب الرئيس في نايبيداو، كما قال مقرب من زعيمة المعارضة، لكن لم يعرف شيء عن مضمون ما دار خلاله. وقال كو كو هلينغ، المستشار الرئيسي للرئيس قبل اللقاء إنها «خطوة مهمة للمصالحة الوطنية. علينا أن نعمل معا».

وغادرت سو تشي صباح أمس رانغون للمشاركة في منتدى اقتصادي في نايبيداو يحضره أيضا الرئيس الجديد. وقالت مصادر في الرابطة الوطنية للديمقراطية، الحزب المحظور الذي كانت تتزعمه سو تشي، إن الرحلة البرية نظمتها السلطات.

ولم يعرف بعد السبب وراء موافقة الرئيس على لقاء سو تشي التي أطلق سراحها من الإقامة الجبرية في منزلها لمدة سبع سنوات، في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكانت سو تشي التقت في 12 أغسطس (آب) الحالي مع كبير وسطاء الحكومة، وزير العمل، أونغ كاي، الذي أبلغها على ما يبدو باحتمال اجتماع ثين سين بها. وقال نيان وين، المتحدث باسم حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية: «خلال اجتماعهما لمح أونغ كاي إلى مسألة الاجتماع» مع ثين سين. يُذكر أن ثين سين، وهو عسكري سابق برتبة جنرال، أعلن في خطاب تنصيبه مطلع أبريل (نيسان) الماضي أنه مستعد للتحدث مع الجميع بغية تطوير البلاد، لكن السلطة عادت وطلبت في يونيو (حزيران) الماضي، من زعيمة المعارضة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، عبر بلاغ نشر في صحيفة «نيو لايت أوف ميانمار» الرسمية، وقف أنشطتها السياسية. ويبدو أن لرئيس عدل عن موقفه ذلك.

وجاء اجتماع سو تشي مع الرئيس قبل يومين من وصول مبعوث الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان توماس كوينتانا، إلى ميانمار، في زيارة تستغرق خمسة أيام. وقالت مصادر إن كوينتانا سيلتقي سو تشي يومي الأربعاء والخميس المقبلين، بعد أول لقاء للمسؤول الأممي مع أعضاء الحكومة. وتعد هذه المرة الأولى التي يسمح فيها للمبعوث الأممي كوينتانا بزيارة البلاد، منذ أن أثار غضب السلطات هناك في مارس (آذار) 2010 بطلبه أن تفتح الأمم المتحدة تحقيقا في ملف حقوق الإنسان في ميانمار.

يذكر أن سو تشي البالغة من العمر 66 عاما قامت يوم الأحد الماضي بأول زيارة سياسية لها إلى خارج رانغون، حيث دعت إلى الوحدة بينما اصطف الآلاف من أنصارها لتحيتها. وجرت انتخابات عامة في ميانمار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 اعتبرها الغرب مهزلة. وإثر الانتخابات تقاعد رئيس المجلس العسكري الحاكم سابقا تان شوي الذي كان معاديا بشدة لسو تشي، ومارس حكما مطلقا على البلاد منذ 1992، وحل محله رئيس الوزراء المنتهية ولايته الجنرال السابق ثين سين. وأفرج عن سو تشي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد سبع سنوات من الإقامة الجبرية. وحلت السلطات حزبها السنة الماضية لرفضه المشاركة في انتخابات نوفمبر التي كانت الأولى منذ عشرين عاما.