جماعة مرتبطة بـ«القاعدة» تشيد بهجوم إيلات وتعلن «أرض الكنانة» عنوانا للصراع القادم

اللواء كاطو لـ«الشرق الأوسط»: المستفيد مما يحدث في سيناء سوريا وإسرائيل

TT

رحبت جماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في قطاع غزة أمس بهجوم شنه مسلحون على جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع مصر، وأسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين، واعتبرت الجماعة أن مصر ومنطقة سيناء دخلت مرحلة جديدة ستكون من خلالها عنوانا في المرحلة القادمة للصراع مع إسرائيل. لكن مراقبين استبعدوا وجود علاقة لـ«تنظيم القاعدة» بالعملية قائلين إن إسرائيل تروج لهذا الطرح، للتأثير سياسيا على الرأي العام الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.

ونقلت وكالة «رويترز»، بيانا لجماعة «التوحيد والجهاد»، في غزة، أشاد بالهجوم المسلح أول من أمس على إسرائيل، متوعدا إياها بأن تتوقع المزيد من الهجمات. ونعت الجماعة، التي وصفت بأنها جماعة صغيرة مرتبطة بتنظيم القاعدة، زعيم لجان المقاومة الشعبية ونائبه وثلاثة أعضاء آخرين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية مساء الخميس الماضي على لجان المقاومة الشعبية في غزة، أسفرت عن مقتل طفل فلسطيني في التاسعة من عمره أيضا.

وقالت الجماعة في بيان على الإنترنت: «إننا في جماعة التوحيد والجهاد نبارك تلك السواعد المباركة التي دكت حصون العدو اليهودي الحاقد فيما يسمى بمنطقة إيلات جنوب فلسطين المحتلة حيث مرغوا أنف اليهود في التراب وأذاقوهم الويلات في عقر دارهم رغم كل التحصينات والتدابير الأمنية الواهية».

وأضافت أن «الهجوم يبعث برسالة لإسرائيل ولحرس حدودهم في الجيش المصري رسالة واضحة مفادها أن أرض الكنانة وجبال الطور قد دخلت مرحلة جديدة ستكون من خلالها عنوانا بإذن الله الواحد الأحد في المرحلة القادمة من الصراع مع أعداء الله اليهود وذيولهم».

وتشن القوات المسلحة المصرية حملة أمنية منذ أسبوع في سيناء تحت اسم «النسر»، وذلك بعد عدة هجمات نفذها مسلحون ضد محطة تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل، وهجوم لمسلحين على قسم شرطة بمدينة العريش منذ أسبوعين، رفعوا فيه رايات سوداء كتب عليها «لا إله إلا الله»، وتسببوا في مقتل ضابطين في الجيش والشرطة وثلاثة مدنيين. كما وزع مجهولون بيانات زعموا فيها أنهم من «تنظيم القاعدة في سيناء»، أعلنوا فيها سعيهم لإقامة إمارة إسلامية.

لكن اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة المصري الأسبق، أكد أنه ليس هناك وجود لتنظيم القاعدة بالشكل المتعارف عليه في سيناء. وقال إنه من غير المنطقي أو المعقول أن يقوم هذا التنظيم الذي يلاحق منذ أكثر من 12 عاما من جميع الأجهزة الأمنية في دول العالم بعمليات مسلحة بهذا الحجم، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة المركزي إمكانياته الآن لا تتعدى شريط فيديو يصدره الظواهري يهدد فيه العالم بكلام مكرر.

وأشار علام إلى أن الذي يروج لوجود تنظيم القاعدة في سيناء هي إسرائيل نفسها، لافتا إلى أن سيناء تعد من أكثر المناطق في مصر سهولة في اتخاذ التدابير الأمنية، داعيا إلى ضرورة تعديل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لمضاعفة القوات المسلحة الموجودة هناك.

وقال اللواء عبد المنعم كاطو الخبير العسكري والاستراتيجي لـ«الشرق الأوسط» إن سوريا مستفيدة مما يحدث في سيناء وكذلك إسرائيل وحماس وكل الأطراف الخارجة على القانون. وأوضح: «نحن في مصر ما يهمنا هو التعامل مع كل الخارجين على القانون وضبط الأمن لصالح الاستقرار في مصر وبناء سيناء». واستبعد أن يكون ما يحدث بداية لحرب بين مصر وإسرائيل مشيرا إلى أنه لا يمكن لإسرائيل أن تعتدي على مصر وأن المناخ العالمي لن يسمح بذلك وكذلك في إسرائيل.

وردا على سؤال حول ما ذكرته تسيبي ليفني رئيس حزب كديما بأن مصر التي وقعت معها إسرائيل «كامب» ديفيد ليست هي مصر الراهنة، قال: «الكلام متاح للجميع ولكن مصر ملتزمة باتفاقية السلام». وعما إذا كان ما يحدث فرصة لنشر قوات مسلحة في سيناء، قال: «المطلوب هو إعادة النظر في اتفاقية السلام».