عبد السلام جلود.. يغادر خيمة العقيد

رافق القذافي سنوات الدراسة وقادا انقلاب 1969 وأقصي في التسعينيات

TT

مثل انشقاق الرائد عبد السلام جلود الرجل الثاني السابق في ليبيا، عن العقيد معمر القذافي، ولجوؤه إلى منطقة يسيطر عليها الثوار في غرب البلاد، ضربة كبرى للنظام الليبي، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد توالي الانشقاقات عنه ومحاصرة الثوار للعاصمة طرابلس.

وأعلن متحدث باسم المعارضة المسلحة الليبية الجمعة الماضية، أن جلود لجأ إلى المنطقة التي يسيطر عليها المعارضون في الجبال الغربية بليبيا.

كان جلود رفيقا للقذافي منذ المراحل الأولية للدراسة، ودخل معه الكلية العسكرية، فشكلا نواة حركة الضباط الأحرار التي قادت إلى انقلاب 1969 على النظام الملكي، الذي أدى إلى وصول معمر القذافي إلى السلطة، وأصبح جلود نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة في ليبيا.

ولد جلود في 15 ديسمبر (كانون الأول) عام 1944، وينتمي إلى قبيلة المقارحة التي معقلها في صبحة بوسط غرب البلاد، وهي ذات القبيلة التي ينتمي إليها أيضا عبد الباسط المقرحي المتهم بتفجير لوكربي.

وتولى العديد من المناصب الرسمية، أبرزها رئيس الوزراء في الفترة من 16 يوليو (تموز) 1972 إلى 2 مارس (آذار) 1977. بالإضافة إلى نيابة رئاسة الوزراء ووزارتي المال والصناعة، وكان من أبرز الضباط الذين شاركوا في ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول) التي قادت العقيد القذافي إلى السلطة.

كما كلف بالإشراف على القطاع النفطي، حيث ترأس المفاوضات مع شركات النفط التي أجبرت الشركات على رفع أسعاره.

احتل جلود مكانة عالية جدا لدى العقيد الليبي معمر القذافي، فاعتبر الرجل الثاني في القيادة الليبية، وكان من المحيطين بالقذافي الذين يطلق عليهم مصطلح «رجال الخيمة»، نسبة للخيمة البدوية الشهيرة التي ترافق القذافي في حله وترحاله، قبل أن يغضب منه القذافي ويستبعده اعتبارا من أوائل التسعينيات من القرن الماضي، بعد خلافات شديدة أبقته قيد الإقامة الجبرية لأعوام عدة.

اشتهر جلود بمواقفه الرافضة لحركة اللجان الثورية، التي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري، الذي دشنه القذافي عام 1977، بالإضافة إلى دعوته للإصلاح والتحول إلى الديمقراطية الحقيقية من قبل اختفائه. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2010، أوردت وسائل إعلام تابعة لسيف الإسلام نجل القذافي اسمه كمرشح محتمل لتولي رئاسة الوزراء، وإحداث إصلاحات داخلية.

ويمثل خروج جلود من طرابلس وإعلانه الانضمام للثورة الشعبية، ضربة موجعة لنظام القذافي، الذي سبق أن استدعاه في البدايات الأولى لثورة 17 فبراير وطلب منه التوجه فورا إلى مدينة بنغازي التي نالها القسط الأوفر من عدد القتلى والضحايا، لتهدئة الوضع.

ووفقا لمواقع ليبية محلية فإن جلود دخل في مشادة كلامية حادة مع القذافي، وأبلغه رفضه هذه الفكرة ما لم يأمر القذافي فورا بوقف المجازر التي ترتكبها قوات الجيش والشرطة المدعومة بمرتزقة أفارقة ضد المواطنين العزل.

ويرجع تاريخ آخر ظهور علني لجلود إلى منتصف عام 1997 خلف السرير الطبي الذي رقد عليه العقيد القذافي بعدما تعرض إلى كسر مفاجئ في الركبة خلال تأديته لأحد التمارين الرياضية الصباحية.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»