المستوطنون يستغلون وقت إفطار رمضان لارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين

جرفوا وأحرقوا مئات الدونمات في الشمال والجنوب

TT

استغل المستوطنون شهر رمضان المبارك، لمواصلة استهداف الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، في المناطق القريبة من المستوطنات في الضفة الغربية، لا سيما في مناطق قريبة من بيت لحم ونابلس.. بل واستغلوا انشغال العائلات وقت الإفطار، لينفذوا جرائمهم واعتداءاتهم.

فقبل يومين انتظر المستوطنون أذان المغرب لينقضوا على أراض زراعية قرب بيت لحم، ويجرفون ما يقارب 300 دونم من المزروعات، وقبلها أقدموا على إحراق أشجارا في نفس الوقت في بلدات حوارة وبرقة وبورين في محافظة نابلس شمال وسط الضفة.

وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، لـ«الشرق الأوسط»: «لم يردعهم أبدا شهر رمضان، بل استغلوه لتنفيذ مزيد من الهجمات». وأضاف «لقد استغلوا انشغال أصحاب الأراضي بالإفطار، وشنوا هجمات على أراضيهم». وتابع القول «أحرقوا مساحات واسعة من أراضي تابعة لقرى حوارة وبرقة وبورين»، مؤكدا أن ذلك تكرر أكثر من مرة، «وخلف خسائر كبيرة».

وهذا النهج ليس جديدا على المستوطنين، وعادة ما يقومون به لا سيما في المناطق القريبة من مستوطناتهم، غير أنه أخذ يتصاعد في السنوات الأخيرة وبدعم من كبار رجال الدين، الذين يفتون بأن «الأرض وما عليها من مزروعات ملك للإسرائيليين وحسب».

واتهم الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، غسان الخطيب، الحكومة الإسرائيلية، بدعم المستوطنين في هجماتهم، مشيرا إلى قيام مجموعات من المستوطنين، هذا الأسبوع، باستغلال وقت الإفطار في رمضان لتجريف مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في قرية الخضر قرب بين لحم، وإحراق أشجار في أراضي قرية برقة شمال نابلس، قائلا إن تلك الأفعال ناجمة عن صمت حكومة إسرائيل عن سياسة التحريض ضد الفلسطينيين. واعتبر الخطيب أن «هذه الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، تستوجب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي والحكومة الإسرائيلية لوقف حملات التحريض ضد الفلسطينيين».

ولا يعاني جيران المستوطنات من هجمات من هذا النوع وحسب، بل إن التضييق اليومي يطال كل مناحي حياتهم تقريبا.. هجوم على المنازل وعلى الأراضي، ويحاولون منعهم من التوسع العمراني أيضا واستهدافهم وهم يفلحون أراضيهم وهم يعتنون بمحاصيلهم.. لضرب مواسم زراعية مهمة.

ويوم الاثنين الماضي، عقد مستوطنون مؤتمرا في مستوطنة بسغات زئيف في القدس الشرقية المحتلة للبحث في سبل منع الفلسطينيين من بناء مدرسة في حي بيت حنينيا القريب من المستوطنة، ومنعهم كذلك من استخدام القطار الخفيف داخل المدينة تجنبا لأي اختلاط بينهم وبين النساء اليهوديات، بالإضافة إلى منع أي علاقات بين اليهود وجيرانهم العرب.

وشارك في المؤتمر بعض أبرز قادة الاستيطان والحاخامات، بينهم رئيس حركة بسغات الاستيطانية التي بادرت إلى عقد المؤتمر، موشي بن زكري، الناشط المعروف في اليمين الإسرائيلي، والحاخام المتطرف يتسحاق شابيرو، مؤلف كتاب «توراة الملك» الذي يدعو لقتل الأطفال غير اليهود. وتركز النقاش على سبل منع أي اختلاط بين العرب واليهود حتى في المتاجر الرئيسية في القدس، حفاظا على «العرق اليهودي».

ونددت الحكومة الفلسطينية بالمؤتمر، وقال الخطيب إن صمت الحكومة الإسرائيلية وسماحها بعقد مؤتمر عنصري على أرض القدس، يحملها المسؤولية عنه.

وندد الخطيب في بيان صحافي بعقد مثل هذا المؤتمر العنصري على شرف الحاخام المتطرف يتسحاق شابيرو. وقال «الحكومة الإسرائيلية ما زالت ماضية في دعم خطابات التحريض والكراهية تجاه الفلسطينيين، التي تؤدي لارتكاب الكثير من جرائم المستوطنين ضد المواطنين العزل».