تونس: اشتباكات مسلحة وسقوط طائرة مروحية ومقتل طياريها

مصادر تونسية تستبعد أن تكون قوات القذافي وراء العملية

TT

تشهد المناطق الجنوبية المحاذية لليبيا مجموعة من الأحداث الدامية عرفتها منطقة بن قردان التابعة لولاية (محافظة) مدنين، ومدينة دوز خلال ليلة الجمعة وصباح أمس. فقد عرفت منطقة تسمى «قرعة بوفليجة» من منطقة دوز بالجنوب الصحراوي التونسي، مواجهات مسلحة مع خمس سيارات رباعية الدفع وتم تبادل إطلاق النار بين مجموعة من المسلحين وقوات الجيش التونسي لم تسفر، حسب بلاغات وزارة الدفاع التونسية، عن أي إصابات في صفوفها، في حين أكدت وقوع إصابات مباشرة في صفوف المسلحين. وقالت مصادر مطلعة على عين المكان إن تأويلات عديدة قد تبعت المواجهة واستبعدت في معظمها أن تكون قوات القذافي وراء العملية، ورجحت أن تكون عصابات تهريب للأسلحة أو مجموعات إرهابية قد تكون تخطط لمهاجمة الثورة التونسية وزعزعة الاستقرار. وذكرت نفس المصادر أن المجموعات المسلحة تمتلك أسلحة متطورة من نوع قذائف «آر بي جي». ولا تزال قوات الجيش التونسي مدعومة بمجموعة من متتبعي الأثر يلاحقون تلك المجموعات عبر وسائل جوية وبرية. وقال الإعلامي محمد هدية، وهو من سكان منطقة تطاوين الصحراوية، إن اختيار مسار جبلي شاق بعيدا عن أنظار قوات الجيش وأجهزة الأمن قد يكون وراءه العديد من الدلالات، من أهمها أن العملية برمتها قد تكون عبارة عن عمليات تهريب لبعض الأسلحة قد تكون لفائدة قوات القذافي وإن كان الأمر مستبعدا باعتبار بعد المنطقة التي تمت فيها المواجهات عن الحدود الليبية - التونسية، إلى جانب ترجيح قدوم تلك المجموعات المسلحة من الجزائر لمعرفة المهربين بتلك المناطق التي لا يغامر بدخولها إلا من يعرفها جيدا لصعوبة تضاريسها ولكثرة الجبال الرملية الخطيرة والصعبة.

وفي منطقة بن قردان القريبة من الحدود التونسية - الليبية من الناحية الشرقية، سقطت في حدود الرابعة صباحا طائرة مروحية من نوع «غزال» في منطقة مكشوفة بعيدة عن الأحياء السكنية ووسط غابات قليلة من أشجار الزيتون، وقد أدى الحادث في الحين إلى هلاك طيارين كانا على متن الطائرة تابعين لقوات الجيش التونسي، وقد لقيا حتفهما على عين المكان. وحسب ما ورد من معطيات من الحدود بين البلدين، فقد كانت الطائرة تقوم بعمليات مراقبة روتينية للحدود على مستوى منطقة راس الجدير - المنفذ الحدودي بين تونس وليبيا، خاصة بعد تسارع نسق الاشتباكات بين طرفي النزاع في ليبيا. ورجحت مصادر عسكرية تونسية أن يكون سبب سقوط الطائرة تقنيا بالأساس. وذكر شهود عيان أن الطائرة من نوع غزال وهي متكونة من واجهات جانبية بلورية مما يجعل الرؤية جيدة. ولم تتح عملية السقوط أي فرصة لصالح طاقم الطائرة، حيث لم يتمكنا من إنقاذ نفسيهما عن طريق المظلات التي يقع اللجوء لها في مثل تلك الحالات. ويبدو، حسب نفس المصادر، أن سائقها قد حاول توجيهها إلى منطقة خالية من السكان بعد أن تأكد من حصول العطب بصورة مفاجئة. وحول احتمال تعرضها لهجوم صاروخي من أحد طرفي النزاع في ليبيا، قالت نفس المصادر إن الحادث وقع على بعد 25 كلم بعيدا عن مدية بن قردان (ولاية - محافظة مدنين جنوب تونس) في اتجاه مدينة قابس، كما أن منطقة بن قردان نفسها تبعد عن الحدود التونسية - الليبية وبالتحديد المعبر الحدودي رأس الجدير قرابة 30 كلم، وهو ما يعني أن الحادث وقع على بعد 55 كلم بعيدا عن مناطق النزاع بين الثوار وقوات القذافي. وهذه المسافة البعيدة نسبيا أبعدت احتمال تعرض الطائرة لهجوم عسكري. وذكرت مصادر عسكرية تونسية، أن تحقيقات جارية لتحديد أسباب الحادث التي سيقع الكشف عنها خلال الأيام القادمة.