المالكي يحذر من «سايكس ـ بيكو» جديدة في المنطقة في ثاني حديث له عن «الربيع العربي»

مقرب منه لـ «الشرق الأوسط» : العراق يخشى من هيمنة التيار السلفي على سوريا

TT

للمرة الثانية وفي غضون ثلاثة أيام يبدي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قلقه مما يجري من انتفاضات وثورات شعبية في المنطقة العربية. ففي الوقت الذي كان قد أعلن فيه قبل يومين وفي إطار كلمة لها ألقاها بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس منظمة بدر - الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي - من أن إسرائيل والصهيونية العالمية قد تكون هي المستفيدة من رياح التغيير التي بدأت تهب في إطار ما بات يسمى «الربيع العربي» فإنه حذر أمس من إمكانية أن «تؤدي الاحتجاجات التي تشهدها بعض الدول العربية إلى سايكس - بيكو جديدة وتقسيم الدول إلى دويلات».

وقال بيان صادر عن مكتب المالكي وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه خلال لقائه كوادر نسوية عراقية إنه «رغم تجاوزنا الهجمة الإرهابية ونجاحنا في إعادة الحياة إلى جميع مرافقها سيما في الجامعات والمعاهد والمؤسسات الخدمية المختلفة فإن هذا لا يعني أننا تجاوزنا دائرة الخطر فالعراق لا يزال تحت هذه الدائرة، لذلك يجب أن نواجه كل من يتحدث بلغة طائفية أو مذهبية، لأننا نشعر أن البعض وعندما يجد أنه خسر جزءا من مكتسباته فإنه يلجأ إلى النهج الطائفي أو القومي أو الإرهابي، لذا فعلى الجميع أن يقف ضد هذه التوجهات وأن يحذر لأن هذا الأمر يعد أشبه باللعب بالنار وهذه النار لن يكتوي بها أحد سوى أبناء شعبنا». وأضاف المالكي، طبقا للبيان، أن «ما نراه اليوم من حركات احتجاجية في بعض البلدان تمثل رغبة تلك الشعوب في الحصول على هذه الحرية» إلا أنه حذر من «أن تلك الاحتجاجات تتعرض في بعض الأحيان إلى السرّاق واللصوص، وهؤلاء يطلق عليهم لصوص الثورات، لذلك فإن تلك الاحتجاجات والمظاهرات إذا لم يرافقها وعي كامل فإنها لن تكون ربيعا بل ستتحول إلى خريف يجر تلك البلدان إلى سايكس - بيكو جديدة وتقسيم الدول إلى دويلات».

من جهته، أكد القيادي بدولة القانون عدنان السراج وهو مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من الواضح أن منطقتنا العربية لا تزال قائمة على فلسفة وعقيدة سياسية أسهمت بريطانيا في رسمها منذ أوائل القرن الماضي وأنها قائمة على توازنات قومية وعرقية حينا وطائفية حينا آخر أو قائمة على أساس الأكثرية والأقلية حينا» ثالثا، مشيرا إلى أن «هذه القاعدة أو العقيدة بدأت تهتز الآن سلبا وإيجابا وبات الجميع بقدر ما يفرح لبعض نتائجها لا سيما حاجة الشعوب إلى الحرية، إلا أنه يقلق لتبعاتها وما يمكن أن تؤدي إليه في حال لم تحسن القوى السياسية والفكرية الموجودة في المنطقة طبيعة الاختيار والتوجه». وأضاف السراج أن «مفهوم الربيع العربي يبدو مقبولا إذا كان الأمر يتعلق بالدعوة إلى الديمقراطية فهي من هذه الناحية تمثل قمة النضوج الفكري والسياسي والوعي الجمعي لشعوب المنطقة بهذا الاتجاه لكن ما بتنا نلاحظه أن اللعبة حتى في سياقها الديمقراطي لم تعد تدار بالشكل الصحيح، الأمر الذي يمكن أن تكون له انعكاساته السلبية على المنطقة». وردا على سؤال بخصوص ما يكرره المسؤولون العراقيون من أن العراق هو من ألهم الشعوب العربية البحث عن الحرية بينما الآن بدأ يفكر بمخاطرها، قال السراج إن «ما نشاهده الآن بات يتحول إلى أمر آخر، فالأوضاع لم تحسم في مصر أو حتى تونس بالشكل الذي كان متصورا، كما أن ما يجري في اليمن أمر مخيف لأن هناك سيطرة لـ(القاعدة) على مجريات الأحداث.. وما يحصل في سوريا اليوم هو محاولات بهذا الاتجاه». وحول طبيعة الاهتمام الذي بات يبديه المالكي الآن عندما بدأت الأوضاع تميل باتجاهات قد تكون غير محسوبة في سوريا، قال السراج إن «ما يجري في سوريا يهمنا جدا في العراق كما يهم المنطقة وإننا نخشى بالدرجة الأولى وصول التيار السلفي في سوريا إلى الحكم كما أن ظهور النزعة القومية يمكن أن تكون لها تداعيات على الأقليات في المنطقة مثل الأكراد في العراق، وهذه قضايا تمثل مخاوف حقيقية بالنسبة لنا».