القوات الأميركية تدفع العراقيين للاضطلاع بدور أكبر في قيادة التدريبات

ضباط في معسكر بالموصل: ندرب مدربين ونضع الخطط

TT

تعمل القوات الأميركية في العراق على دفع نظيرتها العراقية نحو لعب دور أكبر في قيادة التدريبات العسكرية حتى تتمكن من تولي المسؤولية الكاملة لهذه التدريبات بعد الانسحاب الأميركي. ويتفق الجنود العراقيون والأميركيون في مركز الغزلاني للتدريب الحربي قرب مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد)، على أن القوات العراقية ستتمكن على الأرجح من التدرب وحدها، إلا أنها ستجني فائدة كبيرة من خلال عملها مع القوات الأميركية.

ويقول الضابط الأميركي اللفتنانت كولونيل جون كوشينغ الذي سبق أن أشرف على المركز التدريبي حيث يخضع نحو أربعة آلاف جندي عراقي للتدريب منذ ثمانية أشهر، «هذه الدورة الثانية التي يشترك فيها مدربون عراقيون». وغالبا ما تستمر الدورات التدريبية في مركز الغزلاني لنحو أربعة أسابيع، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. ويوضح كوشينغ أن «التدريب تتولاه في الأساس قيادة أميركية، إلا أننا بدأنا إشراك مدربين عراقيين للإشراف على التدريب، أي أن ما نقوم به هو شكل من أشكال تدريب المدربين». وتابع «رغم أنهم يتولون التدريبات، إلا أننا نساعدهم بشكل كبير في ما يتعلق بوضع خطط التدريب»، مشيرا إلى أن الهدف هو أنه «عندما نغادر، يكون هؤلاء جاهزين لمواصلة التدريبات التي لقناهم إياها، ونحن في منتصف تلك المرحلة حاليا».

وفي أحد مقرات المركز، كان مدربون عراقيون يرشدون جنودا تجمعوا حول قذيفة ولوح تعليمات مليء بالأرقام، فيما يراقب جنود أميركيون ما يجري من الخلف، بانتظار الإجابة عن أي أسئلة يطرحها المدربون العراقيون. وقال المدرب العراقي العريف عبد الله علي محمود خلال مشاركته في محاضرة تدريب إن «القوات العراقية تستطيع تدريب نفسها الآن، لكن التدريبات التي نقيمها مع الأميركيين تساعدنا أيضا». إلا أن أحد المدربين الأميركيين أبدى تشاؤما أكبر، قائلا «لو لم نكن هنا اليوم، وبقينا في الخلف نراقب فقط ما يقومون به، لكان الأمر عبارة عن مزحة». وأوضح «لأننا هنا، يطرحون أسئلة، لكن إذا لم يتقدموا بأسئلة فلن نستطيع مساعدتهم، لأنه يتوجب علينا أن ندع المدربين وقيادة التدريب يشرفون وحدهم على التدريبات». وتابع «هناك مدربون (عراقيون) خضعوا لتدريبات معنا، ورؤيتهم لا يدربون الآخرين بالطريقة التي تعلموها معنا أمر مخيب للآمال».

وفي مكان آخر من المركز التدريبي، يسير جنود عراقيون بشكل مثلث حاملين رشاشاتهم، فيما يراقبهم جنود أميركيون عن قرب. ويقول الملازم أول العراقي شاهين تمرخان الزيباري، إن «العراق قوي الآن، لكننا نحتاج إلى مدربين أميركيين نستفيد من خبراتهم». ويجيب المدرب الأميركي دون غيلام ردا على سؤال حول العملية الانتقالية الجارية، بأن «الأمور تسير بطريقة سلسة، وحتى أكثر سلاسة مما اعتقدنا في السابق». ويرى غيلام أن الجنود العراقيين «سيكونون جاهزين للتدرب لوحدهم إن غادرت كل القوات الأميركية بحلول نهاية العام (..) أقوم بالمراقبة فقط منذ أسبوعين، وقد قاموا هم (العراقيون) بكل شيء بأنفسهم».

ومنذ أن أعلنت القوات الأميركية انتهاء العمليات القتالية العام الماضي، تحول تركيزها نحو تدريب القوات العراقية. وقال الكولونيل الأميركي براين وينسكي إن لواء المساعدة والإرشاد الرابع الذي يضم 3500 جندي يعمل على تدريب القوات العراقية، وبينها فرق في الجيش والشرطة، في الغزلاني منذ انتشاره هناك. وتابع «كنا شركاء مع نحو 60 ألف عسكري عراقي». واعتبر أن دفع العراقيين نحو تسلم مسؤولية التدريبات بشكل كامل مرحلة مهمة قبل الانسحاب الأميركي. وأضاف وينسكي في إشارة إلى التدريبات في مركز الغزلاني «هناك دورات إضافية باقية حيث سنقوم بتدريب المدربين العراقيين، أو مراقبتهم، وبعدها سيواصلون هم عملهم هذا، وحدهم».