قللت الحكومة العراقية من شأن الخطة التي أعلن عن إطلاقها مؤخرا تنظيم القاعدة - الفرع العراقي، وذلك عقب قيامه بأعمال عنف وتفجيرات طالت نحو 7 محافظات عراقية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مثل هذه البيانات التي يطلقها تنظيم القاعدة لا تعدو أن تكون مجرد زوبعات إعلامية معروفة المقاصد والأهداف والنيات بالنسبة إلينا كأجهزة عسكرية وأمنية متخصصة نعرف حقيقة ما يجري في الميدان». وأضاف العسكري أن «(القاعدة) نفذت فعلا في الآونة الأخيرة عمليات إجرامية في عدد من المحافظات ولكنها تمت عبر أهداف سهلة غالبيتها أسواق شعبية أو أن بعضها مجرد عمليات بسيطة ولكن كونها انتشرت في أكثر من محافظة فإنها بدت وكأنها عمليات كبرى، وهو ما يحتاج إليه هذا التنظيم الذي يعيش الآن أصعب أوضاعه إلى الحد الذي بدا فيه يشحذ النصر شحذا عبر التهويل الإعلامي لكي يثبت أنه لا يزال في الساحة». وكشف العسكري عن أن «هناك عملا كبيرا يبذل الآن يتمثل في توجيه ضربات قوية لـ(القاعدة) ولكننا لن نعلن تفاصيله إلا في الوقت المناسب وهو ما يجعل هذا التنظيم وعبر هذه البيانات الإعلامية يعيد التوازن إلى نفسه ويمنح الثقة في نفوس أتباعه». وأوضح «لقد ألقينا القبض على قيادات مهمة لتنظيم القاعدة وتمكنا من وضع اليد على معلومات ووثائق، والأهم من ذلك أيضا أن هذا التنظيم لم يعد يملك القدرة على عمل شيء بعد أن كان في السابق يسيطر على طرق وحتى مدن بينما اليوم هو مطارد من مكان إلى مكان ولا يحسن القيام إلا بأعمال جبانة تتجه نحو أهداف سهلة، ومع ذلك فإن هذه العمليات في تراجع كبير ولا سيما أن القوات العراقية والأجهزة الأمنية والاستخبارية قد تمكنت من ضرب قلب (القاعدة)». وتوقع العسكري أن «يستمر هذا التنظيم في فرقعاته الإعلامية التي لم تعد تغني ولا تسمن من جوع». وكان تنظيم القاعدة في العراق قد أعلن أمس إطلاقه هجوما يتضمن مائة عملية تشمل أنحاء العراق، مؤكدا أنه باشر المرحلة الثالثة من الهجوم تحت اسم «الثأر لابن لادن والقادة». وقال تنظيم ما يسمى بـ«دولة العراق الإسلامية» التابع لتنظيم القاعدة في بيان أصدره، إن «التنظيم أطلق في منتصف رمضان هجوما جديدا تضمن مائة عملية في كل أنحاء العراق سمي (خطة حصاد الخير)». وأوضح أن «العمليات تتنوع ما بين اقتحام وعمليات استشهادية وتفجير بعبوات واغتيال بالكواتم والقناصات في جميع المدن والأرياف والولايات».