برعاية ملكية.. السعودية تختار مكة المكرمة لمحاصرة التطرف وإحلال مطالب المواطنة 7 ورش علمية و100 معلم لإثراء قيم الاعتدال

TT

لأول مرة وبرعاية ملكية، تتجه الأنظار في السعودية إلى محاربة ظاهرتي العنف والتطرف في الأوساط التعليمية، عبر منبر جامعة أم القرى وفي توقيت يراه تربويون أنه جاء في وقته، حيث وجه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى سبر أغوار حيثيات العنف، باختيار الميادين التربوية، نقطة الانطلاق نحو بناء نمذجة بعيدة كل البعد عن التطرف.

وستكون جامعة أم القرى بمكة المكرمة في الغد، محط اهتمام السعوديين، والتربويون منهم على وجه الخصوص، وستشهد أروقتها جلسات عمل مكثفة بعنوان «أدوار ومسؤوليات المعلم في التعليم العام والعالي تجاه ظاهرة العنف والتطرف في ضوء متغيرات العصر ومطالب المواطنة»، وتهدف إلى مناقشة تداعيات العنف، والطرق الفاعلة نحو خلق بيئات تربوية فاعلة.

وبحسب الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى، فقد قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن المؤتمر يأتي من دعوة كريمة وهي ترجمة لما يوليه خادم الحرمين الشريفين من رعاية للعلم ورجالاته وحرصه على الرقي بمستوى أداء المعلم وتعزيز مكانته.

وأوضح مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، أنه تم تشكيل العديد من اللجان الإشرافية والتنظيمية والتحضيرية والعلمية والإعلامية لوضع جميع الترتيبات لهذا المؤتمر المهم وإظهاره بالمظهر اللائق به استكمالا للدور الذي تقدمه كلية التربية من منطلق رسالتها في الاهتمام بشؤون المعلم المهنية.

وأضاف أن شعار مؤتمر هذا العام، جاء متوافقا مع السياسة الحكيمة التي تتبناها القيادة الرشيدة لإظهار الوسطية ويبرز الجهود المبذولة من الدولة الفتية في محاربة الفكر الضال، كما يأتي متطابقا مع خطوات الجامعة التي تسير عليها نحو تعزيز دورها في إبراز القضايا والمسائل المتعلقة بالارتقاء بمكانة وتطوير أداء المعلم والسعي إلى معالجة جميع القضايا والمسائل التي تخص المعلم بهدف توفير الأجواء المناسبة لأداء رسالته.

وأشار إلى أن الملتقى يهدف إلى دراسة مدى مساهمة برامج إعداد المعلمين في تنمية قيم المواطنة والاعتدال والتسامح لدى المتعلمين، وكذلك محاولة استخلاص معايير وقيم للحد من ظاهرتي التطرف والانحراف في تقديم برامج إعداد المعلم، وكذا تحديد التوجيهات المستقبلية لبرامج إعداد المعلمين بمؤسسات التعليم العالي.

وأوضح عميد كلية التربية رئيس اللجنة التحضيرية والتنظيمية للمؤتمر الدكتور زايد بن عجير الحارثي، أن المؤتمر سيناقش بمشيئة الله تعالى العديد من المواضيع من خلال ستة محاور خصص الأول منها لبحث دور برامج الإعداد قبل وأثناء الخدمة التعليمية في إكساب وتعزيز قيم المواطنة والاعتدال والتسامح وقبول الآخر في معلم التعليم العام.

وحدد المحور الثاني لمناقشة مهام ومسؤوليات معلم التعليم العام والعالي في تخطيط وتنفيذ المناهج المدرسية بجميع مكوناتها، فيما سيناقش المحور الثالث تغيرات العصر والعوامل المرتبطة ببعضها وعلاقتها بتشكيل بعض مظاهر التطرف لدى النشء «الواقع والحلول».

وسيتناول المحور الرابع قيم واتجاهات المعلم السلبية أثناء العمل وأثرها على ظهور أو تنامي ظاهرة التطرف لدى النشء، فيما سيكون المحور الخامس لطرح نماذج من بعض الجهود التعاونية بين مؤسسات التعليم والقطاع الخاص في الحد من ظاهرة التطرف والإرهاب.

وسيتم تخصيص المحور السادس لمناقشة موضوع دور الأنشطة غير الصفية للحد من ظاهرة التطرف والإرهاب وتعزيز المواطنة، إلى جانب استقطاب مجموعة من القيادات التربوية وأصحاب الخبرات في ميدان التربية والتعليم في جلسات خاصة ضمن أهداف المؤتمر لمناقشة وبحث مجمل المواضيع المتعلقة بالمعلم ورسالته التربوية والتعليمية بما يتوافق مع خطة خادم الحرمين الشريفين الاستراتيجية لتطوير التعليم في المملكة.

وقال الحارثي: «إن المؤتمر سيتضمن إقامة 7 ورش علمية تدور حول محاور المؤتمر بمشاركة القيادات التربوية في السعودية إلى جانب 100 معلم ومعلمة، بالإضافة إلى تنظيم ندوة مستديرة يشارك فيها بعض رموز التعليم القدامى والشاهدين على عصر التعليم ومكانته ورسالة المعلم من أجل الاستفادة من خبراتهم وشهاداتهم على مكانة المعلم الماضية».

واختتم الحارثي «الملتقى سيتزامن معه تنظيم اللقاء الثاني لعمداء كليات التربية بالجامعات السعودية بمشاركة 40 عميدا وعميدة لمناقشة موضوع الشراكة بين كليات التربية والغرف التجارية في تحقيق مصالح المجتمع وأهداف ورسالة كليات التربية، وسيصاحب المؤتمر معرض للتربية الفنية من إنتاج أعضاء هيئة التدريس بالكلية والمعلمين بما يخدم أهداف المؤتمر»، مبينا أن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت منذ الإعلان عن المؤتمر 80 بحثا وورقة عمل، أقرت اللجنة العلمية 30 منها.