المقدم محمد أبو القاسم عثمان لـ«الشرق الأوسط»: القذافي سرق ثورة 1969 ليقوم بانقلاب عسكري

رئيس تنظيم الرواد: العقيد الليبي تجاهلني 42 عاما وتذكرني حين قامت الثورة

TT

كشف المقدم محمد أبو القاسم عثمان، رئيس تنظيم الرواد، الذي كان ينوي الإطاحة بحكم العاهل الليبي، الراحل إدريس السنوسي، عام 1969، عن أن الملازم (آنذاك) معمر القذافي وتنظيم صغار الضباط المدعوم من المخابرات الأجنبية، التف على الثورة الحقيقية التي كان يخطط لها ضباط ليبيا الشرفاء للإطاحة بحكم الملك إدريس بعد أن انتشر الفساد في أركان الحكم في تلك الفترة، وإن لم يكن بفساد نظام القذافي نفسه.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها المقدم عثمان عن حقيقة الاتصالات التي جرت مع القذافي قبل وقوع الانقلاب العسكري الذي نفذه تنظيم الضباط الأحرار بقيادة القذافي ضد السنوسي.

وأضاف عثمان، الذي ينحدر من مدينة الزاوية التي تقع على بعد خمسين كيلومترا غربي العاصمة الليبية طرابلس، والذي كان يتولى رئاسة التنظيم في تلك الفترة، أن القذافي زاره في بيته في مدينة المرج (شرق بنغازي) في شهر أبريل (نيسان) من عام 1969، وعرض عليه توحيد التنظيمين، وهما تنظيم الرواد وتنظيم الضباط الوحدويين الأحرار، غير أنه أثناء الزيارة التي رافقه فيها الرائد السيد الفار من مدينة المطرد، وجد القذافي محمد أرحيم وشقيقه وأسرتهما، وهم من مدينة درنة، لدي وتناول طعام الغداء وانصرف، ولكن السيد الفار نقل لي - والحديث للمقدم محمد عثمان - رغبة الضباط الصغار في الانضمام لتنظيمنا، ولكنه كان يحاول الحصول على بعض المعلومات فقط.

وعن سبب عدم ذكر القذافي طيلة الأربعين عاما أي معلومات عن لقاء التنظيمين وكيف تعامل مع أعضائه بعد ذلك، قال المقدم محمد عثمان، الذي كان آمر سرية الإسناد بالكتيبة الرابعة: «إن القذافي تحدث عن لقائنا في عام 1970 في أول احتفال بالانقلاب، ولكنه عمد بعد ذلك إلى التعتيم الكامل على هذه القصة، وبعد خروجي من السجن حيث سجنت لفترة محدودة، وخلال زيارة جمال عبد الناصر ليبيا اقترح عليه إبعاد كل الضباط الكبار من الذين تم إطلاق سراحهم، وتم إيفادي لسويسرا حيث قضيت 4 سنوات، إلى أن تم إرجاعي لليبيا، ومنذ ذلك التاريخ وأنا في إقامة شبه جبرية، حيث لا أستطيع مغادرة البلاد إلا بموافقة من الاستخبارات العسكرية، ناهيك عن المراقبة شبه الدائمة لتحركاتي في الداخل».

وروى محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم الرواد كان يسعى لتفجير الثورة دون السعي للاحتفاظ بالسلطة، عكس ما فعل القذافي، وقال إن السنوسي الأطيوش، رئيس الأركان في الجيش الليبي، كان يسعى أيضا للانقلاب، فقد كانت الحاشية الملكية في أواخر حكم الملك إدريس هي التي تحكم بطريقة غير مباشرة، وكان الملك غير قادر على اتخاذ القرارات ولا يدرك الصورة الحقيقية لما يحدث في البلاد.

وكشف النقاب عن أن اللواء مصطفى الخروبي، عضو مجلس قيادة الثورة التاريخية، وأبرز المقربين من القذافي، قد اتصل به قبل اندلاع الثورة الشعبية ضد القذافي في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي، وقال إنه يريد أن يجمعه بالقذافي، وعرض عليه أن يكتب طلبا لتذكير القذافي بما حدث بينهما في عام 1969، لكن عثمان رفض الذهاب للخروبي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه أبلغه بأنه منهك صحيا ولا يستطيع مغادرة البيت.

وأضاف عثمان: «تصور الثورة تذكرتني بعد 42 سنة، وقالوا لي اطلب أي شيء من القذافي، فقلت لهم لست بحاجة لشيء، أولادي يقومون بالواجب» وختم المقدم محمد عثمان قائلا: «إن الثورة الحقيقية هي ثورة فبراير، وما عجزنا عن تحقيقه نحن، فعله أبناؤنا وأحفادنا، وهذه الثورة ستقود ليبيا للمستقبل، وأنا بشوق للقاء أصدقائي في نواة الجيش الليبي، وأدعو أستاذي جلال الدغيلي الذي كان مدربي في الكلية العسكرية، لأن يبذل جهدا في ذلك».

يذكر أن محمد عثمان هو خريج الدفعة الأولى من الجيش الملكي؛ إذ تخرج في عام 1959 في الكلية العسكرية بمنطقة أبو عطني ببنغازي، وقد ضمت الدفعة الأولى 32 طالبا.