سوريا تثير توترا مع تركيا في خطوة جديدة على الحدود

سلطاتها أمرت بزيادة الدوريات العسكرية على طول الحدود لثني أنقرة عن إقامة منطقة عازلة

اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن السوري في الحراك - حوران
TT

أمرت السلطات السورية الوحدات العسكرية بزيادة دورياتها بالقرب من الحدود التركية المضطربة، فيما يرقى إلى مستوى إنذار لجارتها الشمالية، بعدم الإقدام على إقامة منطقة عازلة داخل سوريا.

وحسب دبلوماسيين في بيروت وأنقرة تحدثوا إلى صحيفة «الغارديان» البريطانية، لم تذكر أسماءهم، فإن القوات السورية التي اقتحمت قرى حدودية من بينها خربة الجوز، الخميس، كانت بمثابة إنذار مبطن وجهته دمشق إلى أنقرة، التي تتحول باطراد ضد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه الذي يقود حملة شرسة ومستمرة على معارضيه. وكانت السلطات السورية قالت إن دخول القوات السورية للقرية الحدودية هو جزء من حملة لطرد المنشقين. وكان المسؤولون الأتراك قد منحوا الرئيس الأسد الأسبوع الماضي مهلة قالوا: إنها أخيرة لمدة أسبوعين، لإجراء إصلاحات، ووقف الآلة العسكرية، أو التخلي عنه، ودعم المعارضة أو أي إجراءات تتخذ ضد سوريا، في الأمم المتحدة.

وحسب صحيفة «الأوبزيرفر» البريطانية، فإن دبلوماسيين بريطانيين، زاروا قبل أيام المنطقة الحدودية بجنوب تركيا للتحدث إلى السوريين الذين عبروا الحدود إلى بر الأمان، وهم يعيشون الآن في مخيمات اللاجئين. وقال مسؤول في وزارة الخارجية للصحيفة إن الدبلوماسيين، قاموا بجمع معلومات بشأن ما حدث في بلدة حدودية مهجورة الآن وهي جسر الشغور، والقرى المحيطة بها خلال الأسبوعين الأولين من يونيو (حزيران)، عندما قام الجيش السوري بشن سلسلة من الغارات، أدى إلى فرار نحو 41 ألف مواطن، إلى التلال القريبة، ومن ثم العبور إلى تركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الموضوعات التي جرى البحث عنها التقارير المستمرة عن وجود جنود إيرانيين يعملون مع القوات السورية. وكان الاتحاد الأوروبي قد اعتمد عقوبات ضد 3 من كبار الضباط في قوات الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اللواء قاسم سليماني، قائد قوة القدس النخبة، الذي يعرف على نطاق واسع بأنه رئيس جميع البعثات العسكرية الإيرانية السرية في الخارج. وقال دبلوماسي رفيع في بيروت يوم الجمعة إن معلومات استخبارية أكدت وجود دليل على أن إيران قد أرسلت أسلحة ودعما لوجيستيا إلى سوريا، لكن لم يحددوا بعد ما إذا كانت هناك قوات إيرانية على أرض الواقع يشاركون في القمع السوري.

ومن علامات الضيق التركي على دمشق، فإن مسؤولي جمعية الهلال الأحمر التركي، التي تدير 5 مخيمات للاجئين على طول الحدود، لم يعد يمنعون من التحدث إلى الصحافيين. ومن بين ذلك التحدث عن أحوال اللاجئين، وقصص هروبهم من الهجمات العنيفة التي تشنها الأجهزة الأمنية على قراهم وهو ما يحرج المسؤولين السوريين. وتستخدم روايات هؤلاء اللاجئين كشهادات على وقوع جرائم ضد الإنسانية، أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي ستطلب محاكمة مسؤولي نظام الأسد. وتقوم الكثير من جماعات حقوق الإنسان الدولية بتجميع شهادات من عدد من الجنود السوريين الذين أعلنوا انشقاقهم. وباتت تركيا الغاضبة على النظام السوري، وإسطنبول خاصة، مكانا جاذبا لحركة المعارضة السورية، خاصة بعد أن أصبحت بيروت مكانا خطرا بالنسبة لهم، حيث يمكن ملاحقتهم من قبل أجهزة أمن النظام السوري.