إسرائيل تقبل اقتراح حماس وقف إطلاق النار

بعد 3 أيام من القصف وقيادة حزب المعارضة «كديما» حملة لاجتياح غزة

صاروخ إسرائيلي مضاد للصواريخ ينطلق من قاذف في قاعدة قريبة من مدينة أشكلون جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

وافقت إسرائيل على اقتراح حركة حماس بإعلان وقف لإطلاق النار في التاسعة من مساء أمس حسب التوقيت المحلي، مؤكدة أن الحديث يجري عن وقف إطلاق نار وليس عن تهدئة طويلة الأمد في هذه المرحلة. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن وقف إطلاق النار سيقاس وفقا للبحث في اقتراح مصري لرزمة صفقات بين الطرفين، يتضمن تهدئة طويلة لاحقا وصفقة تبادل أسرى ومصالحة فلسطينية.

جاء هذا التطور بعد ثلاثة أيام من القصف الصاروخي الفلسطيني باتجاه إسرائيل والقصف الإسرائيلي لقطاع غزة، وقد بدأت بالهجمات المسلحة على حافلات ركاب عمومية نفذتها خلايا مسلحة تسللت من الحدود المصرية يوم الخميس الماضي. وقالت مصادر إسرائيلية إن الفلسطينيين أطلقوا ما يزيد على 100 صاروخ باتجاه إسرائيل تسببت في مقتل مواطن وإصابة نحو 30 آخرين، وإن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ في قطاع غزة نحو 60 غارة جوية قتلت عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال كثيرون.

وأشاد الناطق العسكري الإسرائيلي بمنظومة «القبة الحديدية»، وهي صواريخ مضادة للصواريخ، استخدمت في مواجهة الصواريخ الفلسطينية، وقال إنها تمكنت من تفجير معظم الصواريخ الفلسطينية التي استهدفت مواقع مأهولة بالسكان وتجاهلت الصواريخ التي بان أنها موجهة إلى مناطق مفتوحة. وأضاف أن هذه المنظومة لا تضمن النجاح بنسبة مائة في المائة، لكنها تثبت نجوعها.

وكان عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين، في الحكم وفي المعارضة، قد أطلقوا تهديدا للفلسطينيين، وطالبوا بانتهاز الفرصة الناشئة لتصفية حكم حماس في القطاع وتنفيذ عمليات اغتيال واسعة لقادة هذه الحركة. وقال نائب رئيس الحكومة وزير التطوير الإقليمي سيلفان شالوم إن «إبقاء مليون شخص إسرائيلي في الجنوب تحت قصف الصواريخ هو أمر غير منطقي، ويجب ضرب البنى التحتية لحركة حماس والمسؤولين عن إطلاق الصواريخ». وأضاف أن سياسة الاغتيالات قد أثبتت نفسها في السابق، ودعا إلى تجديدها. وقال وزير الدولة يوسي بيليد إن هناك أوضاعا لا يمكن لإسرائيل السكوت عنها، وأضاف أن الوقت ليس مناسبا لإطلاق تصريحات، ولكن إسرائيل لا يمكن أن تستمر في هذا الوضع.

كما تصاعدت المطالبات بتنفيذ حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة، خاصة من قبل أعضاء في حزب «كديما» المعارض. وقال شاؤول موفاز رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه على إسرائيل أن توسع عملياتها ضد حركة حماس، وتدمير بنى تحتية، وإقامة علاقات مع مصر لمنع تنفيذ عمليات من أراضيها. وقال النائب يوحنان بلسنر، القائم بأعمال رئيسة «كديما»، إن اللجنة ستدعم القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، وإنها ستوفر الغطاء لكل عملية تقوم بها الحكومة لتحسين قوة الردع مقابل حماس والمنظمات الفلسطينية. وبحسبه، فإن واقع الاستنزاف الحاصل في الجنوب يشكل انتصارا لحماس والمنظمات الفلسطينية، وأن إسرائيل لا يمكن أن تتعايش مع هذا الوضع. ودعم بلسنر وموفاز رئيسة «كديما»، التي أعلنت أمس أنها ستدعم القيام بحملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع.

وقال عضو الكنيست آفي ديختر رئيس الشاباك (جهاز المخابرات العامة) سابقا، إنه في أعقاب الأحداث الأخيرة، على العالم أن يفكر جيدا قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأما وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، فقد رأى أن العدو الحقيقي هو السلطة الفلسطينية «التي تستعد لمصالحة حركة حماس وتوزيع الأدوار معها». وقال إن «أحداث الأيام الأخيرة تثبت أن الحديث الفلسطيني عن التخلي عن الإرهاب والانتقال إلى العمل الدبلوماسي بعيد عن الواقع مثل بعد رام الله عن مبنى الأمم المتحدة في نيويورك». وعاد لتكرار دعوته السابقة لقطع أية صلة بالسلطة الفلسطينية. وقال رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، روبي رفلين، إن «الدفاع الأساسي هو الردع، وإذا كان الردع مهتزا فيجب إعادة التفكير بذلك». وأضاف أنه «من غير المعقول أن ينتفضوا علينا المرة تلو الأخرى.. نحن نتطور من جهة الدفاع وليس الردع.. علينا أن نجعل الطرف الثاني يدرك أن من يتعرض لنا سيتلقى ضربة قاصمة».

يذكر أن الإسرائيليين يوجهون انتقادات واسعة لقيادة الجيش على إهماله في مواجهة الهجمات على الأراضي الإسرائيلية. فقد تبين أن أفراد الخلايا المسلحة التي نفذت الهجمات، يوجدون في سيناء المصرية منذ شهر على الأقل، وأن معلومات عن نشاطهم وأهدافهم تسربت إلى إسرائيل، وبناء عليها تم إغلاق شارع رقم 12 في النقب، وهو الذي يمر قرب الحدود الجنوبية بين إسرائيل ومصر. ولكن قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي، طال روسو، أمر بفتح الشارع يوم الخميس الماضي، مما أتاح للمسلحين تنفيذ هجماتهم.

وقد أعلن روسو، أمس، أنه أخطأ بقراره وأنه يتحمل مسؤولية هذا الخطأ. ولكن اعترافه هذا لم يهدئ من روع سكان الجنوب الإسرائيلي، الذين اتهموا الجيش بإهمالهم وهدر أرواحهم. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، عشرات اللقاءات مع سكان إيلات والبلدات المجاورة، شكوا فيها من أنهم توجهوا إلى قيادات الجيش محذرين من الفلتان على هذه الحدود وتسلل عشرات العرب إلى إسرائيل بشكل علني في كل يوم.