كفيف سعودي يتحدى الإعاقة: لا تتعاملوا معنا بالشفقة

قال إن الإعاقة ليست في الجسد بل هي في العقل والفكر والسلوك

TT

تمكن عبد الرزاق التركي من قهر إعاقته ومواصلة مشوار حياته، متعلما وعاملا وإداريا، بل وفي لحظة جنوح انطلق بسيارته في شوارع مدينة أميركية. وروى التركي أمام حشد من الجمهور الذي تشوق لاستماع تجربته، نتفا من مغامراته في تحدي الإعاقة. وكانت الأمسية بعنوان «من هو المعاق؟»، وقال للحضور: «إن الإعاقة ليست في الجسد، بل هي في العقل والفكر والسلوك»، حيث أبحر في انتقاد الحال الذي يعيشه المعاقون في العالم العربي، من انعدام الخدمات وعدم توفير فرص الاندماج في التعليم والتأهيل، وخاطب الحاضرين بالقول: «لا تتعاملوا معنا بالشفقة وأننا مساكين، فنحن مثلكم بشر لدينا إحساس وشعور وحب للحياة وللوطن وللعمل، ونمتلك أدوات الإبداع والتميز». تحدث عبد الرزاق التركي في البداية عن ولادته وحياته في الطفولة، فقال: «جئت للحياة في مدينتي الظهران عام 1960 فاقدا للبصر، كفيفا بعد عام من الولادة، ولكن فقداني للبصر لم يمثل لي إعاقة أو سببا للانكسار، ولم يمنعني من أن أمارس طفولتي بشكل طبيعي مع باقي الأطفال، وبشكل فوق الطبيعي مثلي مثلهم، ومارست جميع الألعاب وتبادل الأحاديث بشكل طبيعي».

ويضيف التركي: «بسبب عدم وجود مدارس للمكفوفين في الظهران قرر والدي أن يأتي ببعض المعلمين لتعليمي أساسيات اللغة والكتابة، فكان في داخلي إرادة وقرار أن أكون متميزا، وبالفعل كنت متميزا في دروسي».

وأضاف: «بعد ذلك قررت مع والدي الالتحاق بمعهد النور للمكفوفين في منطقة القطيف، وحصلت على الثانوية العامة، وفي بداية رحلتي التعليمية التحقت بأحد المعاهد المتخصصة في لندن، وهناك تعلمت وتدربت على كل الفنون التعليمية من فن الحركة والطباعة، وأهم شيء هو الاعتماد على النفس والذات، وعدم انتظار الشفقة من الآخرين أو الاستسلام لأي مرض أو عاهة».