الإعلام بين التجاهل.. والعرض بسخرية لمقابلة الأسد.. ومظاهرة على الـ«فيس بوك»

سوريون على الإنترنت للأسد: فاتكم القطار

TT

لقيت المقابلة التي أجراها التلفزيون الرسمي السوري مع الرئيس السوري، أمس، تجاهلا كبيرا من عدد من وسائل الإعلام العربية، فيما قامت وسائل إعلام أجنبية بعرض مقتطفات صغيرة منها، وفيما تجاهلتها تماما قناة «الجزيرة» القطرية، قامت قناة «العربية» بعرضها، مع مشاهد للقتلى والمجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد المحتجين. لكن الأمر كان مغايرا على شبكة الإنترنت، فمنذ لحظة الإعلان عن إطلال الرئيس الأسد، في مقابلة تلفزيونية مسجلة عبر «الفضائية السورية»، تدفقت تعليقات السوريين على موقع «فيس بوك» ما بين الجد والهزل، اتفقت الغالبية المعارضة على جملة واحدة وهي: لا تحتاج لمقابلة، بل إلى بيان تقول فيه «قرار التنحي عن السلطة».

فبعد أقل من عشر دقائق على بدء المقابلة، بدأت تعليقاتهم تنهال على صفحات الـ«فيس بوك» كأنها مظاهرة فيسبوكية واسعة، وعلى الفور قال الكاتب المعارض، ياسين حج صالح: «ما في فايدة»، بينما اعتبر الصحافي، حكم البابا، أن حكمة إلهية أو من محاسن الصدف أو ربما تكون سوء طالع أن «يتزامن حديث الرئيس السوري بشار الأسد التلفزيوني مع لحظات سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي»، الصحافي إياد شربتجي توقف عند قول الأسد: «البعث هو باني ماضي سوريا وحاضرها». وعلق على ذلك بالقول إن ذلك يعني أن «تاريخ سوريا منذ 5 آلاف سنة بكل ما تخلله من حضارات وشخوص عظام هو ببساطة من إنجازات هذا الحزب العظيم». بناء على ذلك أقترح أن «نحاسب في الآخرة وفق منطلقات نظرية الحزب». أبو كفاح عقب على قول الأسد إنهم «اقترحوا أن يكون هناك حوار على مستوى المحافظات» بالقول: «لكن التشكيك بعملية الإصلاح.. اضطرهم لقصف المحافظات». في حين تساءلت سهير الأتاسي بتعجب: «شو سر غرامه بالحزمات والشرائح.. يا هل ترى هذا تأثير رامي مخلوف عليه؟»، الكاتبة والأديبة غالية قباني تعجبت أيضا من عدم اقتناع الطغاة بأن «النهاية قادمة لا ريب فيها، وأن الزمن يمد في أعمارهم بعض الوقت لا أكثر، (القذافي نموذجا)». الصحافي والكاتب الكردي برادوست آزيزي عبر عن غضبه بالقول: «شكلي بدي أكسر شي.. مثل العادة يتفلسف ويسفسط» وكان تعليق ياسر الزيات بوصفه الأسد «يتكلم كأنه تسلم الرئاسة للتو».

وسخر معارض من توقيت بث المقابلة، وقال: «توقيت بث اللقاء مع بشار.. يلائم حساباتهم التراويحية والتظاهراتية لكنني أظن.. أن ينقلب السحر على الساحر».

وأطلق آخرون نكتة عن سبب اختيار المذيعة السورية لونا الشبل، التي كانت تعمل في قناة «الجزيرة» لإجراء المقابلة، بدلا من المذيعة السورية المخضرمة ماريا ديب، المعروفة بأم عمار، التي كان لها برنامج أغاني باسم «ما يطلبه الجمهور» استمر لأكثر من عشرين عاما، وتقول النكتة: «لماذا تم اختيار لونا الشبل لإجراء مقابلة تاريخية مع أبو حافظ بدل الإعلامية الأولى أم عمار؟ الجواب: خوفا أنو أم عمار تغلط وتحقق (ما يطلبه الجمهور).. أي إسقاط الرئيس».

الإعلامية أسمهان التي تعد من المعارضة المعتدلة، لخصت موقفها من الخطاب بالقول: «إطلالة جديدة.. حديث جديد.. إصلاحات.. إلغاء مادة.. بعد هذا الدم لم تعد تعنيني».

محمد حج صالح أعلن موقفا واضحا وصريحا، وقال: «لن أسمع خطابه التافه وسأرهف سمعي لهتافات الشباب في الشوارع فهي غذاء الروح».