5 قتلى بنيران الشبيحة.. وارتفاع الإجمالي منذ اندلاع الانتفاضة إلى 2200

بان كي مون «منزعج».. والسفير الأميركي يزور حماه مرة ثانية.. * متظاهرون هتفوا أمام وفد الأمم المتحدة: شدوا الهمة يا ثوار بدنا نعيد بلا بشار

صورة نشرتها مواقع سورية معارضة أمس لمتظاهرين يتجمعون أمام موكب لجنة حقوق الإنسان في منطقة المعضمية على أطراف دمشق
TT

قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون بجروح أمس برصاص عناصر الشبيحة، الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وجاء ذلك بينما ارتفعت حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة في مارس (آذار) إلى 2200 حسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وذلك لدى عقد جلسة خاصة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان حول الوضع في سوريا. وبينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن عدم وفاء الأسد بوعده أمر «مزعج»، زار السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد مدينة حماه مرة أخرى بعد زيارته الأولى في يوليو (تموز) الماضي، والتي استدعت ردود فعل ميدانية ورسمية.

وأفادت وكالة الأسوشييتدبرس أمس أن آلاف السوريين في أنحاء البلاد انطلقوا إلى الشوارع في الساعات الأولى من يوم أمس بعد اللقاء التلفزيوني مع الأسد، والذي بثته القناة السورية الرسمية، تنديدا بالأسد مطالبين إياه بالتنحي. وخرجت المظاهرات في مناطق عدة في سوريا، شملت مدينة تدمر وميدان دمشق ومنطقة تل رفعت في حلب، ومنطقة زملكا في محافظة ريف دمشق، وفي بلدات درعا وأنخل وتسيل وداعل والكسوة. وتزامن ذلك مع الأنباء التي كانت ترد حول سقوط العاصمة الليبية طرابلس بيد الثوار وانهيار نظام العقيد الليبي معمر القذافي، مما زاد من حماس المتظاهرين السوريين الذين هتفوا «القذافي رحل.. وجاء دورك يا بشار».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مواطنين قتلا وجرح أربعة آخرون عند الساعة الواحدة من فجر الاثنين (22,00 تغ مساء الأحد) في مدينة مصياف بالقرب من حماه (وسط) إثر إطلاق الشبيحة (عناصر مولية للنظام) المحتفلين بحديث الرئيس السوري بشار الأسد الرصاص الحي في شارع معارض للنظام السوري».

وأضاف المرصد أن «الشبيحة قاموا بالإضافة إلى ذلك بالاعتداء على محلات تجارية تابعة لمعارضين للنظام».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «إن 3 أشخاص قتلوا وجرح آخرون عندما أطلق رجال الأمن والشبيحة (عناصر موالية للنظام) النار على متظاهرين في حمص (وسط)» التي تزورها بعثة الأمم المتحدة الإنسانية.

وأوضح عبد الرحمن أن «مئات المتظاهرين خرجوا في شارع عبد الرحمن الدروبي في وسط حمص لدى سماعهم خبر زيارة بعثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة».

وذكر ناشط من مدينة دوما (ريف دمشق) أن «عددا من أهالي المدينة تجمعوا أمام البعثة لدى زيارتها المدينة أمس (الأحد) وهتفوا بهتافات مناهضة للنظام السوري قائلين: شدوا الهمة يا ثوار بدنا نعيد بلا بشار».

كما أفادت صفحة الثورة السورية على موقع «فيس بوك» بأن مظاهرات حاشدة انطلقت لدى وصول اللجنة الأممية إلى حمص في ساحة الحرية، على وقع هتافات انطلقت من كل مكان وبشكل موحد، مكررة أن «الشعب يريد إعدام الرئيس».

وفي تلك الأثناء زار السفير الأميركي روبرت فورد مدينة حماه للمرة الثانية، وتزامنت زيارته مع جولة البعثة الدولية في مناطق سورية عدة، منها ريف دمشق، وذلك بهدف تفقد الأوضاع الإنسانية فيها. وزارت البعثة بلدتي داريا والمعضمية، حيث خرجت مظاهرة منددة بحملة القمع التي تقوم بها القوات السورية ضد المواطنين.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن دبلوماسي غربي إشارته إلى أن «القوات السورية أجرت عملية تطهير في مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية لمحو أي أدلة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، مشيرا إلى «التقارير بشأن عملية تطهير تمثل أدلة دامغة على ما ينفيه النظام، حيث هناك هجوم على مخيم اللاجئين الذين أجبروا على الفرار بعد أن تعرضوا لإطلاق نار».

في موازاة ذلك، واصل النظام عملياته العسكرية واستمرت العمليات العسكرية باتجاه مناطق عدة، فحاصرت الدبابات السورية مدينة الميادين في جنوب دير الزور تمهيدا لاقتحامها، فيما أعاد الجيش السوري اقتحام مدينة البوكمال وسراقب وشرق معرة النعمان والحولة وأحياء في اللاذقية، ونفذ فيها حملات اعتقال واسعة.

إلى ذلك، قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي أمس إن أكثر من 2200 شخص قتلوا في الحملة السورية على المحتجين المناهضين للحكومة منذ منتصف مارس (آذار).

بعد أن كان الإحصاء السابق للأمم المتحدة يتراوح بين 1900 وألفي قتيل.

وقالت بيلاي لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية الذي يعقد جلسة عاجلة بشأن الوضع في سوريا «حتى اليوم قتل أكثر من 2200 شخص منذ بدء الاحتجاجات الحاشدة في منتصف مارس مع ورود أنباء عن مقتل أكثر من 350 شخصا منذ بداية رمضان، إن الجيش وقوات الأمن تواصل استخدام القوة المفرطة بما في ذلك المدفعية الثقيلة لإخماد المظاهرات السلمية واستعادة السيطرة على سكان المدن المختلفة»، حسبما أوردته وكالة رويترز.

وكان مجلس حقوق الإنسان قد اضطر أمس إلى تأجيل جلسته الاستثنائية لبحث الوضع في سوريا، لمدة ثلاث ساعات بسبب عطل في أجهزة الصوت. وكتب على لوح الرسائل في المجلس عبارة «نظام المايكروفونات لا يزال معطلا. تم تأجيل الاجتماع إلى الساعة الثالثة مساء (14,00 تغ)».

وتقدم بالدعوة إلى هذه الجلسة الخاصة للمجلس وهو إجراء غير اعتيادي، 23 بلدا عضوا في المجلس من بينها أربعة بلدان عربية هي السعودية والأردن وقطر والكويت. وتندد مسودة القرار «بقوة بالانتهاكات المستمرة والخطيرة لحقوق الإنسان من جانب السلطات السورية» وتدعوها إلى «الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد الشعب».

ويطالب النص أيضا بـ«إرسال لجنة تحقيق مستقلة بشكل عاجل» على الأرض «لإجراء تحقيقات حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا منذ شهر مارس (آذار) الماضي» و«تحديد المرتكبين للتأكد من إمكانية محاسبتهم».

وفي تقرير نشر الخميس، عددت بعثة خبراء شكلتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان سلسلة انتهاكات قالت إن القوات السورية ارتكبتها «قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية» وبالتالي قد تفتح الباب أمام اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أمس إن عدم وفاء الأسد بوعده بوضع نهاية لعمليات الجيش والشرطة ضد المحتجين أمر «مزعج». وكان الأسد قد قال لبان كي مون في اتصال هاتفي الأربعاء الماضي إن العمليات ضد المتظاهرين قد توقفت. وقال بان للصحافيين «من المزعج أنه لم يف بوعده. آمل صادقا أن يستجيب لكل مناشدات المجتمع الدولي ودعواته»، حسبما أوردته وكالة رويترز.

من جهة ثانية، أعلن المحامي ورئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير خليل معتوق أن السلطات السورية أفرجت أمس عن الناشط عبد الكريم الريحاوي الذي اعتقل بعد ظهر الخميس 11 أغسطس (آب) في مقهى في دمشق.

والريحاوي البالغ من العمر 43 عاما يدير الرابطة السورية لحقوق الإنسان منذ 2004 ويستند إلى شبكة واسعة من الناشطين في الرابطة موزعين على جميع أنحاء سوريا وأصبح مصدر معلومات مهما للصحافة الأجنبية في وقت تحد فيه السلطات من قدرتها على التحرك.