أبناء القذافي.. في قبضة الثورة

بعضهم اعتقل والآخر يحاول الهرب خوفا من الانتقام

ليبيون يحتفلون في بنغازي بإلقاء القبض على سيف الإسلام وتحرير طرابلس (أ.ب)
TT

مع انهيار النظام الليبي وسيطرة الثوار شبه التامة على الأوضاع في العاصمة طرابلس وكل مؤسسات الحكم، أصبح مصير العقيد معمر القذافي وعائلته في مهب الريح.. فليس أمامهم إلا 3 خيارات، أحلاها مر؛ هي: الهروب خارج البلاد، أو الاعتقال والمحاكمة، أو القتل على يد أحد الثوار.

ولد القذافي عام 1942 بالقرب من مدينة سرت، ويبلغ من العمر 68 عاما، وهو الحاكم العربي والأفريقي الأطول في السلطة (42 عاما)، منذ أطاح، على رأس تنظيم الضباط الأحرار، بالملك إدريس الأول (السنوسي) في انقلاب في الأول من سبتمبر (أيلول) 1969.

وللقذافي 10 أبناء، أكبرهم محمد من زوجته الأولى، فتحية نوري خالد، التي كانت تعمل مدرسة، لكن لم يستمر زواجهما كثيرا فطلقت، و7 من الزوجة الثانية، صفية فركاش، وهي ممرضة ليبية سابقة تعرف إليها أول مرة أثناء خضوعه للعلاج في أحد المستشفيات، بالإضافة إلى اثنين بالتبني.

وخلال 42 عاما من حكم ليبيا، لعبت عائلة القذافي دورا بارزا وقويا على الساحة السياسية والاجتماعية في البلاد، وكان لكل فرد من أبنائه نفوذ قوي في مجال معين، وسلطة في اتخاذ القرارات، لعل أبرزهم سيف الإسلام الذي توقع الكثيرون قبل الثورة خلافة والده في الحكم.

وفي ما يلي تقرير شامل عن أبناء القذافي ودورهم في الحياة الليبية خلال فترة الحكم «البائد»، ومصيرهم حتى هذه الساعة:

* محمد - الابن البكر من زوجة القذافي الأولى. وبينما لم تكن له أي اهتمامات سياسية، كان يعد من أكبر رجال الأعمال، فهو يملك أكبر شبكة اتصالات هاتفية في ليبيا، وترأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك 40 في المائة من شركة المشروبات الليبية، وحاليا هي صاحبة امتياز شركة «كوكاكولا» في ليبيا، كما يدير لجان البريد العام والاتصالات السلكية واللاسلكية والشركات المتفرعة منها.

- أعلن أول من أمس استسلامه لقوات الثوار بعد سيطرتهم على طرابلس. وقال رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، إن «محمد معتقل لدينا ولم يصب بسوء لا هو ولا عائلته».

سيف الإسلام - ثاني أكبر أبناء القذافي، ولد في ‏5‏ يونيو (حزيران) ‏1972‏، ينظر إليه طوال الفترة الماضية قبل ثورة 17 فبراير (شباط) على أنه الزعيم الذي يجري تحضيره لخلافة والده في السلطة. وقد ظهر بعد أيام من اندلاع الاحتجاجات على شاشات التلفزيون وخاطب الأمة محذرا من نشوب حرب أهلية.

وسبق لسيف الإسلام، المهندس الحائز على شهادة الدكتوراه من كلية العلوم الاقتصادية في لندن، أن نادى بالإصلاح ودعم دور منظمات غير حكومية من خلال ترؤسه «مؤسسة القذافي الخيرية العالمية». قالت عنه السفارة الأميركية في طرابلس: «لقد كان دور سيف الإسلام الرفيع المستوى كواجهة دولية للنظام بمثابة نعمة ونقمة عليه.. عزز صورته ولكن العديد من الليبيين ينظرون إليه باعتباره شديد الاعتداد بنفسه وحريصا على استرضاء الأجانب».

ومنذ عام 2000 يلعب سيف الإسلام دورا هاما في الشأن الليبي العام الداخلي والخارجي دون أن يكون له أي منصب سياسي في الجهاز الرسمي الليبي. وقد دعا إلى ما سماه «مبادرة تاريخية وطنية» تتضمن إقامة مؤتمر شعبي عام لإجراء حوار وطني للنظر في الدستور. وقاد مفاوضات بين ليبيا وجهات أجنبية، واستطاع تسوية العديد من القضايا الشائكة؛ مثل تسوية «ملف لوكيربي».

- ألقي القبض عليه من قبل الثوار وفق تصريحات مدعي المحكمة، لويس مورينو أوكامبو.

* الساعدي - ثالث أبناء القذافي (36 عاما)، يُعرف عنه سوء السلوك، فله ماض مضطرب يتضمن اشتباكات مع الشرطة في أوروبا، وبالتحديد في إيطاليا، ويشتهر بتعاطي المخدرات والكحول والاحتفالات المستمرة، والسفر إلى الخارج رغم أنف والده.

هو في الأصل لاعب كرة قدم محترف سابق، لعب موسما واحدا مع بيروجيا، وكان في دوري الدرجة الأولى في إيطاليا، ويملك حصة كبيرة في فريق الأهلي، أحد أكبر فريقين لكرة القدم في ليبيا، وترأس الاتحاد الليبي لكرة القدم.

يحمل الساعدي شهادة في الهندسة، وعمل لفترة وجيزة ضابطا في وحدة للقوات الخاصة، ولديه قوات خاصة به استخدمها للحصول على امتيازات تجارية. كما يمتلك شركة إنتاج تلفزيوني.

- هناك أنباء شبه مؤكدة تشير إلى أنه ألقي القبض عليه.

* هانيبال - الابن الرابع، متزوج بعارضة الأزياء اللبنانية، إيلين سكاف، وله منها ولدان، يوصف بـ«المشاغب»، فتاريخه مليء بالمواجهات، أبرزها مع السلطات في أوروبا وأماكن أخرى. اعتقل وزوجته في جنيف على خلفية اتهامات بضرب خادمة، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا انتهت بتوقف سويسرا عن ملاحقة هانيبال بعد تهديدات ليبية بسحب الاستثمارات. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2009، استدعى العاملون في فندق كلاريدج بالعاصمة البريطانية، لندن، الشرطة بعد سماعهم صراخا صادرا من غرفة هانيبال، وقد وجدت زوجته ووجهها مليء بالجروح، لكنها لم تتقدم بشكوى ضده، وادعت أن الجروح نتيجة تعثرها وسقوطها على الأرض.

هانيبال القذافي كان يعمل في الشركة الوطنية العامة للنقل البحري المتخصصة في صادرات النفط.

- لم يعرف مصيره حتى الآن.

* المعتصم - الابن الخامس، ويحمل رتبة عقيد في الجيش، وهو مستشار والده للأمن القومي، وكان حتى وقت قريب يتمتع بحظوة كبيرة. في عام 2008 طلب مبلغ 1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بتلك التي يقودها أخوه الأصغر خميس. فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية بين عامي 2001 و2005 عندما استغل إخوته غيابه وفرضوا سطوة شركاتهم الخاصة على البلاد، وصفه السفير الصربي لدى ليبيا بأنه «لا يتمتع بذكاء حاد».

- لم يعرف مصيره حتى الآن، ولم يسمع عنه الكثير خلال المعارك مع الثوار منذ بداية الانتفاضة الشعبية في فبراير الماضي.

* خميس - الابن السادس، قائد وحدة للقوات الخاصة (الكتيبة 32) (أو لواء خميس)، وهو لواء تم تدريبه في روسيا، ويضطلع على نحو فعال بحماية النظام. كما شاركت هذه الوحدة في قمع المحتجين المعارضين لنظام القذافي.

- قالت مصادر ليبية، أمس، إن خميس يقود حاليا قوة عسكرية تتجه ناحية طرابلس، لمقاومة هجمات المعارضة. كما تحدثت الأنباء عن العثور على جثتين يحتمل أن يكونا لخميس وعبد الله السنوسي، رئيس المخابرات.

* سيف العرب - أقل أبناء القذافي شهرة، كان يدرس ويعيش في مدينة ميونيخ الألمانية، ويقال إنه يدير عددا من المصالح غير الواضحة المعالم، ويعرف عنه قضاء الكثير من وقته في الحفلات.

- قالت السلطات الليبية في طرابلس إنه «قتل إثر قصف جوي لأحد المباني التابعة للقذافي من قبل مقاتلات (الناتو) مساء 30 أبريل (نيسان) 2011، شنته على منزل تابع لمعمر القذافي»، وأعلن التلفزيون الليبي الرسمي أنه قتل و3 من أحفاد العقيد في قصف لحلف شمال الأطلسي على منزله حين وجد والده معمر القذافي وزوجته هناك.

* عائشة - تبلغ من العمر 34 عاما، وهي الابنة الوحيدة للقذافي، وتضطلع بدور الوسيط في حل الخلافات العائلية. تعمل بالمحاماة والمنظمات غير الحكومية، وكانت ضمن فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وتزوجت أحد أبناء عمومة والدها في عام 2006. يتذكر الليبيون استقدامها المغني العالمي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ عدة سنوات ليغني في حفل عيد ميلادها. وكان القذافي يسمي حارساته كلهن باسمها، مع إضافة رقم لكل واحدة منهن، مثل «عائشة1» و«عائشة2».. وهكذا.

يقال إن عائشة اختلفت مع والدها ووالدتها في مسألة الزواج مما أثر على نفسيتها وجعلها تتوقف عن مواصلة دراستها في باريس بعد أن أقامت فيها لفترة زمنية من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وبعد انقطاعها عن الدراسة وعودتها إلى طرابلس تم منحها دكتوراه فخرية في القانون الدولي من جامعة ليبية، ترضية لها ولطموحها.

- لم يتأكد من مصيرها أيضا، لكن معلومات تشير إلى هروبها إلى الجزائر مع عدد من أولادها.

* هناء - ابنة متبناة للقذافي قيل إنها قُتلت في القصف الأميركي لطرابلس عام 1986، على المنزل الذي ظهر فيه خلال خطبته الشهيرة وطالب فيها بالقضاء على المتمردين.

* ميلاد - الابن الأصغر للقذافي، وهو ابن شقيقه الذي تبناه، ولا يعرف عنه الكثير.