توالي الاعترافات العربية بالمجلس الانتقالي الليبي.. وتسلمه مقر السفارات

رفع علم الثوار في عدة سفارات.. وأبوظبي تهنئ عبد الجليل

ليبيون وكويتيون يحتفلون بسقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي في السفارة الليبية بالكويت أمس (أ.ب)
TT

اعترفت عدد من الدول العربية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، كبديل لنظام العقيد معمر القذافي الذي انهار بالكامل، من بينها مصر والسودان وفلسطين، والجزائر وتونس والكويت، فيما رفع علم الثوار في مباني السفارة الليبية في عدد من الدول العربية.

وجاء اعتراف القاهرة بعد الكثير من المطالبات كان أبرزها من شباب ائتلاف ثورة 25 يناير (كانون الثاني). وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو في مؤتمر صحافي أمس إن مصر اعترفت بالنظام الجديد في ليبيا تحت القيادة الشرعية الممثلة في المجلس الانتقالي، وهنأ عمرو شعب ليبيا وتمنى له الرقي في ظل النظام الجديد. كما أعلن وزير الخارجية المصري عن تسليم مقر السفارة والمندوبية الدائمة في القاهرة إلى المجلس لممارسة عمله من خلالهما. وكان عمرو يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني الانتقالي في مصر الذي كان مندوبا لبلاده في الجامعة العربية ثم انشق عن نظام القذافي بعيد اندلاع الانتفاضة الليبية في منتصف فبراير (شباط) الماضي.

وأعلنت الكويت اعترافها أيضا بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلا «شرعيا ووحيدا» للشعب الليبي وذلك عقب سيطرة الثوار الليبيين على العاصمة طرابلس. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «دعم دولة الكويت وتأييدها للمجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتباره ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي». وكانت العلاقات بين الكويت والثوار الليبيين جيدة حيث منحت المجلس الانتقالي مبلغ 180 مليون دولار كمساعدات عاجلة خلال زيارة قام بها رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل للدولة الخليجية في أبريل (نيسان) الماضي، إلا أنها لم تعترف بالمجلس. وأعلن السفير الليبي في الكويت انضمامه للانتفاضة الشعبية الليبية. وفي رام الله أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن «دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية تعلنان اعترافهما بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي متمنين للشعب الليبي الازدهار والعودة للحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن مؤكدين احترام الشعب الليبي وإرادته ونضاله من أجل الحرية والازدهار».

وأعلنت الحكومة السودانية عن ترحيبها بتغيير الحكم في ليبيا، وقالت إنها تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في الشقيقة ليبيا، مؤكدة اعترافها بالنظام الجديد، واستبعدت أن يلجأ العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي إلى داخل أراضيها في دارفور، مؤكدة أن قوات تشادية وسودانية انتشرت على طول الحدود بين الدول الثلاث، في وقت تحفظت أنجمينا من التعليق عما يجري على جارتها طرابلس.

وأعلنت الجالية الليبية في السودان عن استيلائها على مبنى سفارتها في الخرطوم وأنزلت علم ليبيا ورفعت مكانه علم الثوار.

وهنأت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور الثوار في ليبيا، ودعتهم إلى ضمان سلامة رئيسها دكتور خليل إبراهيم الموجود في طرابلس منذ مايو (أيار) الماضي.

وهنأت الإمارات العربية المتحدة التي التزمت الصمت غالبا خلال انتفاضة استمرت 6 أشهر ضد معمر القذافي المعارضين الليبيين على دخولهم طرابلس. وقالت وكالة أنباء الإمارات في بيان إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي «أشاد بالحكمة التي أبداها السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا في التعامل مع مختلف التطورات على الساحة الليبية». وكانت أبوظبي اعترفت بالمجلس الانتقالي ممثلا للشعب الليبي في يونيو (حزيران) لكنها لم تعلن منذ ذلك الحين أي بيانات مهمة عن الانتفاضة.

ورفعت السفارة الليبية في الجزائر علم الثورة الليبية، وأنزلوا العلم الليبي الأخضر. وقال موظف بالسفارة لوكالة الصحافة الفرنسية «لا أحد من الدبلوماسيين بمن فيهم السفير والقنصل ونائب القنصل التحق بمنصبه ولا يوجد في السفارة إلا الموظفون الإداريون الذين يواصلون عملهم بشكل عادي». كما أعلنت السفارة الليبية في دمشق انشقاقها عن القذافي وانضمامها إلى المجلس الوطني الانتقالي.

وهنأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، بالانتصار والتحرر من «حكم الطاغية معمر القذافي»، متمنيا وضع حد لجريمة اختطاف رئيس المجلس الشيعي الأعلى السيد موسى الصدر. وقال بري، في رسالة وجهها إلى عبد الجليل: «باسمي وباسم مجلس النواب اللبناني أتقدم منكم ومن المجلس الوطني الانتقالي ومن الشعب الليبي العظيم بأحر التهاني بالانتصارات التي حققها الثوار ودخولهم طرابلس الغرب ووصولهم إلى ميدان الشهداء على طريق تحرير ليبيا من حكم الطاغية معمر القذافي وآثاره وإقامة دولته الدستورية المدنية».

وأضاف أن «لبنان الذي يشارككم فرحتكم الكبرى تحكمه غصة الحزن بسبب استمرار الطاغية معمر القذافي منذ نهاية شهر أغسطس 1978 في اختطاف وتغييب الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمفكر الإسلامي الذي عمل من أجل التقريب بين المذاهب ورجل الإصلاح والاعتدال والحوار والتعايش الوطني في لبنان، وكذلك اختطاف رفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين».

وفي عمان عبر الأردن عن أمله بأن تشهد ليبيا «انتقالا سريعا وسلميا» للسلطة بعد إعلان الثوار سيطرتهم على مناطق واسعة من العاصمة طرابلس. وقال وزير الخارجية ناصر جودة إن «الأردن يراقب عن كثب التطورات المتسارعة في ليبيا ويأمل أن تشهد الآن انتقالا سريعا وسلميا للسلطة يسمح بتوافق القوى السياسية والاجتماعية فيها على خارطة طريق تؤسس لنظام سياسي ديمقراطي جديد فيها».