أوباما للشعب الليبي: الثورة ثورتكم وسنكون شركاءكم

البنتاغون تواصل مراقبة الأجواء الليبية وتؤكد عدم إرسال قوات برية

TT

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما عزم بلاده تقديم المساعدة والصداقة لليبيا في وقت ترسم مستقبلها بعد ما سماه «نهاية نظام (العقيد الليبي معمر) القذافي». وقال أوباما، في خطاب شفوي بُث أمس: «شجاعتكم وقوة شعبكم لم يتراجعا في وجه الديكتاتور.. هذه الثورة هي ثورتكم». وأضاف: «ستكون هناك تحديات كبيرة جدا، لكن الشعوب التي تسعى إلى الحرية يمكنها أن تجلب يوما أفضل».

وراقب الرئيس الأميركي التطورات في ليبيا بأدق تفاصيلها على الرغم من أنه بدأ إجازته الصيفية في «مارثاز فينيارد». واعتبر أن الموقف في ليبيا ما زال «متغيرا.. ولكن بات من الواضح نهاية نظام القذافي، الآن مستقبل ليبيا في أيدي الشعب الليبي». وأضاف: «حتى الآن بإمكان القذافي ومناصريه وقف إراقة الدماء» والاستسلام. أما مستقبل ليبيا فقال أوباما إنه يجب أن يشهد «انتقالا سلميا وشاملا وعادلا، والولايات المتحدة ستكون صديقة وشريكة وستواصل العمل على حماية الشعب الليبي».

وأشاد أوباما بالتحالف بين حلف الشمال الأطلسي (الناتو) ودول عربية مثل الأردن والإمارات وقطر التي شاركت في العمليات العسكرية ضد القذافي، معتبرا أن الأحداث في ليبيا تبرهن على الإنجازات الممكنة عندما يتحالف المجتمع الدولي.

وأصدر أوباما، مساء أول من أمس، بيانا يحيي الشعب الليبي، قائلا: «الشعب الليبي أثبت أن السعي العالمي المطالب بالكرامة والحرية أقوى بكثير من قبضة الديكتاتور الحديدية». وطالب أوباما العقيد الليبي معمر القذافي ونظامه بالاعتراف بانتهاء قيادتهم لليبيا من أجل منع سفك المزيد من الدماء. وقال: «على القذافي أن يعترف بحقيقة أنه لم يعد يسيطر على ليبيا. وعليه أن يتنازل عن السلطة مرة واحدة الآن وإلى الأبد». في الوقت نفسه، اعتبر أوباما أن «على المجلس الوطني الانتقالي، عند هذا المنعطف التاريخي، أن يبرهن على دوره القيادي اللازم والضروري لتوجيه البلاد عبر المرحلة الانتقالية باحترام حقوق الشعب الليبي وتفادي إيقاع إصابات بين المدنيين وحماية مؤسسات الدولة الليبية والمضي في الانتقال إلى ديمقراطية تكون عادلة وشاملة وجامعة لشعب ليبيا كله».

وهناك وعي أميركي بأهمية مواصلة الجهود داخل ليبيا لبدء مرحلة انتقالية ديمقراطية والإعداد لانتخابات خلال المرحلة المقبلة، كي يتولى الحكم عناصر منتخبة من الشعب الليبي. وقال مصدر أميركي مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك أسئلة كثيرة مهمة حول القيادة في البلاد، وكي تتمتع هذه العملية بالشرعية يجب أن تكون ديمقراطية بأقرب وقت ممكن». وأضاف المصدر المطلع على الملف الليبي أن هذه مسألة مهمة وجوهرية «على الشعب الليبي أن يقررها»، فيما يخص تحديد العملية السياسية في البلاد.

وبينما أجرى أوباما اتصالات عدة مع كبار مسؤوليه الأمنيين والدبلوماسيين خلال اليومين الماضيين للاطلاع على التطورات في ليبيا، كان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، في بنغازي خلال الأيام الثلاثة الماضية قبل أن ينتقل إلى القاهرة عصر أول من أمس، بينما يواصل المبعوث الأميركي الخاص لليبيا، كريس ستيفنز، مشاوراته في بنغازي. وقال فيلتمان، في مقابلة مع قناة «إي بي سي» الأميركية، صباح أمس: «من الواضح أن المتمردين يفوزون، فقط مسألة وقت قبل أن يضطر القذافي إلى التنحي». وعن مستقبل ليبيا، شرح فيلتمان أن عناصر من المجلس الانتقالي الليبي الذين التقاهم في بنغازي أكدوا له أن «الخطوة الأولى ستكون العمل على منع دائرة من الانتقام، هذه خطوة مهمة جدا».

وأكد مسؤول أميركي، على دراية بالملف الليبي، أن المجلس الانتقالي الليبي أعرب عن حرصه على منع عمليات الانتقام، وهي من القضايا التي بحثها فيلتمان مع عناصر المعارضة الليبية في بنغازي. أما ما يخص نظام القذافي وتقديمه ورموز نظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية، فقد قال مصدر في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأمر يعود لليبيين أنفسهم». وأضاف المصدر أن «الشعب الليبي وقيادته سيواجهون قرارات مهمة في محاسبة» نظام القذافي ورموزه.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، مواصلة عمليات مراقبة الأجواء الليبية ودعم قوات المعارضة الليبية. إلا أن الناطق باسم البنتاغون، الكولونيل ديفيد لابان، أوضح أن الولايات المتحدة لا تنوي إرسال قوات برية إلى ليبيا، مشددا على أهمية دور الولايات المتحدة في مراقبة الأجواء الليبية. وقال: «إذا كانت هناك مهمة للمرحلة الانتقالية، وهذا أمر لم يُحسم بعد، ستكون من الأمم المتحدة أو الناتو، ولكن لا نخطط لإرسال أي قوات أميركية إلى ليبيا».