جربة تعيش على شائعات وجود رموز النظام الليبي فيها

نزل تونسي يضطر إلى نفي وجود البغدادي المحمودي وعبد الله منصور ضمن نزلائه

TT

اضطرت إدارة أحد النزل السياحية بجزيرة جربة التونسية إلى نفي وجود شخصيات ليبية مهمة تقيم به. وقال مدير إدارة نزل «بارك إين»، إن البغدادي المحمودي رئيس الوزراء في حكومة القذافي، وعبد الله منصور رئيس جهاز الأمن الداخلي، لا وجود لأي منهما لديها. وذلك بعد ما ترددت أنباء منذ أول من أمس، عن وجودهما بالنزل المذكور، وهو ما أثار حفيظة التونسيين وجعلهم يترددون على النزل بنية التأكد من الخبر. وأعربت إدارة النزل السياحي المعروف برفاهته في الجزيرة ذات النشاط السياحي المهم عن «استيائها لإقدام مؤسسات إعلامية على بث ما سمته إشاعات لا أساس لها من الصحة لإثارة الرأي العام وتعكير الجو، خاصة أن جزيرة جربة تؤوي حاليا آلاف الليبيين»، على حد ما جاء في البلاغ الذي أصدرته إدارة النزل المذكور. وأشار سامي عون الله، المدير التجاري للنزل، لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، إلى تنظيم تجمع احتجاجي ليلة أمس، من قبل عدد كبير من الليبيين أمام النزل، طالبوا بإخراج الشخصيتين الليبيتين ومغادرتهما النزل على الرغم من عدم وجودهما هناك، على حد قول عون الله. وشهد النزل تدخل قوات الجيش التونسي لفض التجمع، حيث أجبر المواطنون الليبيون المقيمون بالجزيرة على مغادرة مكان الاحتجاج دون حدوث مواجهات. واضطرت إدارة النزل لإعلان رأيها في الموضوع بالقول إنها «غير مستعدة في هذا الظرف الحساس لاستقبال أي شخصية ليبية فارة» من المواجهات الحاصلة في العاصمة الليبية طرابلس والمنطقة الغربية من ليبيا. وتعد جزيرة جربة التونسية المنفذ الجوي الوحيد لخروج مناصري النظام الليبي، حيث غادر الجزيرة نحو العالم الخارجي الكثير من المسؤولين الليبيين عبر مطارها الدولي سواء لشرح المواقف الليبية أو للتفاوض حول كيفية الخروج من عتق الزجاجة.

وكانت الاحتجاجات قد انطلقت بعد أن أوردت إحدى القنوات الإخبارية العربية نبأ وجودهما في جزيرة جربة، وهو ما أدى إلى حصول هجوم احتجاجي على النزل. وذكرت بعض المصادر المطلعة أن إمكانية دخول البغدادي المحمودي وعبد الله منصور خلال هذه الفترة غير واردة، باعتبار سيطرة الثوار على الطريق الرئيسية الرابطة بين تونس والعاصمة الليبية طرابلس. وذكرت المصادر نفسها، أن خبرا أشيع حول وجود ابن لسيف الإسلام القذافي يوم أمس بمطار جربة بنية السفر إلى الخارج، مما جعل بعض الليبيين مدعومين من تونسيين يهاجمون المطار، وهو ما أدى إلى تدخل قوات الجيش لإحباط الهجوم الذي اتضح أنه بني على شائعات، الكثير منها لا أساس له من الصحة.

وتعيش جزيرة جربة والمناطق الحدودية بين تونس وليبيا خلال هذه الفترة على مجموعة كبيرة من الشائعات يطلقها في معظم الأحيان طرفا النزاع في الحرب الدائرة في ليبيا. وهي تعكس في معظم الحالات، حالة الصراع الدائر بين الطرفين. وتعرف الجزيرة السياحية حركية كبرى بقدوم آلاف الليبيين إليها دون اعتبار آلاف اللاجئين الذين تم إجلاؤهم عبر مطارها الدولي.