خادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني تبرعوا بـ35 مليون ريال

السعوديون يتدافعون لإنقاذ الشعب الصومالي

طفلة سعودية أصرت على وضع تبرعها الشخصي في أحد صناديق التبرعات خلال انطلاق حملة تبرعات إغاثة الشعب الصومالي مساء أمس (تصوير: سلمان مرزوقي)
TT

دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي التي كان قد دعا إليها أمس في كافة مناطق السعودية، مفتتحا التبرعات بمبلغ 20 مليون ريال، فيما تبرع الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعشرة ملايين ريال، إضافة إلى خمسة ملايين ريال تبرع بها الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وقد بلغت حصيلة التبرعات حتى كتابة هذا التقرير عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، أكثر من 73 مليون ريال.

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز وبصفته المشرف على الحملة الإنسانية، دعا كافة المواطنين ورجال الأعمال والموسرين وأصحاب الشركات والمؤسسات والبنوك إلى المبادرة إلى تقديم العون والمساعدة «لإخوانهم وأشقائهم أبناء الشعب الصومالي الذين يعانون أصعب الظروف وأسوأ الأحوال والذين هم في وضع مأسوي مؤلم يحتاجون فيه إلى وقفة صادقة معهودة من إخوانهم أبناء هذا الشعب الكريم والمقيمين فيه كما هي عادتهم مع كل متضرر ومنكوب يحتاج إلى مد يد العون والمساعدة».

ودعا الأمير نايف الجميع إلى المسارعة في فعل الخير في هذا الشهر الكريم، منوها بـ«التجاوب المعهود من أبناء هذا الشعب الكريم مع توجيه ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أمر بإطلاق الحملة الوطنية لإغاثة الشعب الصومالي الشقيق في هذا الظرف العصيب الذي هو فيه بأمس الحاجة إلى عون ومساعدة إخوانهم وتقديم ما تجود به أنفسهم في هذا الشهر المبارك الذي يضاعف الله فيه الأجر والمثوبة»، داعياً «الله تعالى أن يخلف على كل منفق ما أنفقه وأن يجعله في موازين حسناته وأن يثيب خادم الحرمين الشريفين على هذه المبادرة الإنسانية المعهودة منه تجاه أبناء الشعب الصومالي».

فيما بدأ المواطنون والمقيمون منذ عصر يوم أمس بالتبرع لصالح المتضررين من الجفاف بإشراف مباشر من الأمير نايف بن عبد العزيز، وقامت القناة الأولى في التلفزيون السعودي بتغطية حملة التبرعات في عموم مناطق السعودية، بالإضافة إلى الإذاعة عبر البرنامج العام من الرياض والبرنامج الثاني من جدة وإذاعة القرآن الكريم وإذاعة نداء الإسلام.

من جانبه أشرف الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على الحملة في المنطقة، بينما حدد الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة موقع تلقي التبرعات بالمحافظة في الأستاد الرياضي التابع لوزارة التربية والتعليم بمحافظة جدة .

وبحسب ياسر المداح رئيس المراسم في محافظة جدة، كونت لجنه تحت إشراف أمير المنطقة على أن يتم تلقي التبرعات العينية المناسبة فقط والتي يمكن للمتضررين الأستفادة منها والتبرعات النقدية عن طريق إيداعات في رقم الحساب البنكي لحملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الصومالي لدى البنك الأهلي التجاري وعبر هاتف الأهلي المصرفي المجاني أو الإيداع المباشر سواء نقدي أو بشيك، أو عبر الصراف الآلي ، أو التحويل له عن طريق جميع البنوك في المملكة حسب المتبع في الحملات السابقة أو عبر موقع البنك على الإنترنت.

واضاف المداح «استقبلت اللجنة لتبرعات الثمينة كالمجوهرات والذهب والسيارات ويتم بيعها عبر اللجنة المحلية في مزاد حسب المتبع في الحملات السابقة، ويتم إيداع المبلغ في حساب الحملة »،مشيرا إلى انه لن يتم تلقي أي تبرع عيني يشترط فيه تخصيص جزء من ريعه للمتبرع مثل الأراضي والأسهم والسيارات واللوحات الفنية والمخطوطات الأثرية والأشياء الثمينة.

وبين المداح «سترسل التبرعات العينية إلى مستودع الحملة بالرياض، أما فيما يتعلق بالمواد الغذائية والمواد الطبية يشترط ألا تقل صلاحيتها عن سنة ولا يتم استقبال الملابس المستعملة وفي حال توفرها تقوم اللجان المحلية بإمارات المنطقة بتسليمها للجمعيات الخيرية بالمنطقة حسب المتبع في الحملات السابقة».

وفي تبوك بدأت حملة التبرعات بتبرع من الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك بقيمة 500 ألف ريال، تبعها تبرعات أهل الخير من أبناء المنطقة بمختلف الشرائح والفئات، وقال أمير المنطقة «إن هذه الحملة المباركة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإغاثة الشعب الصومالي ليست بمستغربة منه ومن شعب المملكة العربية السعودية وأن يكونوا سباقين لهذا العمل».

وتوالت التبرعات في كافة المدن السعودية وعبر وسائل الإعلام وتبرع فاعل خير سعودي، رفض الإفصاح عن اسمه، بمبلغ عشرة ملايين ريال للشعب الصومالي، خصص خمسة ملايين ريال منها تبرعاً عنه وعن عائلته، فيما خصص الملايين الخمسة الأخرى تبرعاً عن جميع السعوديين الذين يرغبون في المشاركة بحملة التبرع ولا يستطيعون ذلك.

من جانبها أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) عن تبرعها بمبلغ خمسة ملايين ريال للحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي استجابةً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وأكد الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك» أن التبرع يأتي متفقاً مع برامج الشركة لخدمة الإنسانية في إطار مسؤولياتها الاجتماعية محققاً لقيمها الإسلامية الأصيلة ومجسداً لعملها الدؤوب على إغاثة المتضررين محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وكانت كافة مناطق المملكة قد شهدت ابتداء من عصر أمس، انطلاق الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي التي وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز بإقامتها للتخفيف من معاناة الصوماليين من آثار المجاعة ويكابدون المشقة والعوز والحاجة، ومن المقرر أن تستمر الحملة حتى الرابعة من فجر اليوم الثلاثاء.

كما أعلن البنك الأهلي عن تبرعه بمبلغ مليون ريال لصالح المتضررين في الصومال استجابةً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين للوقوف معهم ومساعدتهم في الكارثة، واشار عبد الله باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي إلى أن «مساهمة البنك في هذه الحمله الخيِّره تأتي استجابة للتوجيهات بدعم الحمله الخيرية التي تُجسِّد مبدأ التآخي ومواساة الآخرين وللتخفيف من معاناة أشقائنا في الصومال، كما تؤكد تضامن الشعب السعودي مع قيادته الحكيمة.

من جهته ثمن أحمد عبد الله محمد السفير الصومالي لدى السعودية «الخطوة الميمونة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لمساعدة الشعب الصومالي»، وعبر عن سعادته بما يقدمه الشعب السعودي بسخاء لمساعدة إخوانهم الصوماليين الذين يتضورون جوعا. وقال السفير الصومالي في «إن الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لأشقائه من أبناء الشعب الصومالي جراء ما يعانونه من الجوع والفقر تعد بادرة إنسانية عظيمة ليست بمستغربة وتعكس إنسانيته المطلقة وضمن أعماله الخيرية الجليلة التي تذكر فتشكر ويقدمها لكل المحتاجين والفقراء ممن يعانون من الكوارث الطبيعية والمجاعة ودائماً سباقاً لها سواء للشعب الصومالي أو لأبناء الشعوب الأخرى المتضررة».

وأضاف «إن هذه المساعدات جاءت في الوقت المناسب وهي محل تقدير وشكر واهتمام سائر الصوماليين وأدخلت الفرحة والسرور في قلوبهم في ظل ظروف معيشة أليمة وقاسية تمر بها الصومال».

وبين السفير الصومالي أن الوضع في الصومال سيئ جداً خاصة في المناطق المنكوبة؛ فهناك آلاف من المواطنين الصوماليين يواجهون الجوع ومحنة الفقر والظروف السيئة، الأمر الذي أثر كثيراً في نفوق الكثير من الحيوانات وموت كثير من المواطنين.