استمرار الهدوء الحذر على الحدود المصرية ـ الإسرائيلية وفرار المطلوبين يتسبب في بطء الملاحقات الأمنية

وزير الخارجية يناقش حادث سيناء مع مسؤول أميركي في القاهرة

TT

بينما استمرت حالة الهدوء الحذر لليوم الثالث على التوالي على الحدود المصرية - الإسرائيلية مع استمرار حالة الاستنفار الأمني على الجانبين المصري والإسرائيلي في أعقاب مقتل ضابط وأربعة جنود مصريين يوم الخميس الماضي بنيران طائرة إسرائيلية أثناء تعقبها مسلحين نفذوا هجمات مسلحة على إيلات الإسرائيلية، قال شهود عيان من سكان سيناء إن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت الرصاص على بعض المشتبه بهم يرجح أن يكونوا من مهربي المهاجرين الأفارقة أثناء محاولتهم الاقتراب من الأسلاك الشائكة التي تفصل بين مصر وإسرائيل عند إحدى النقاط الحدودية بالقطاع الأوسط من سيناء، إلا أنه لم تقع أي إصابات على الجانب المصري. ولم يتسن التأكد من صحة الواقعة من المصادر الأمنية المصرية.

وقال مصدر أمني مصري «الأوضاع هادئة على الحدود، لم نرصد أي تحركات مريبة أو خروقات جديدة للجيش الإسرائيلي».

وأضاف أن حالة الاستنفار الأمني على طول الحدود ما زالت مستمرة، وأن قوات الأمن المركزي المتمركزة عند خط الحدود ما زالت في حالة تأهب.

ودفعت مصر قبل يومين بنحو 500 شرطي في المنطقة لزيادة عدد أفراد الشرطة المنتشرين على طول الحدود حيث يوجد شرطي كل مائة متر بعضهم مزود بكاميرات رؤية ليلية.

وساد هدوء تام على الحدود بين مصر وقطاع غزة مع استمرار وتيرة التهريب عبر الأنفاق كما هي خاصة في المناطق شمال معبر رفح التي تكثر فيها عمليات تهريب مواد البناء.

وقال مسؤول بمعبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة إن حركة عبور الفلسطينيين لم تتأثر وإنها تسير بشكل طبيعي.

أما على صعيد الملاحقات الأمنية للمطلوبين بسيناء فإنها تسير ببطء شديد جدا، بعد فرار أعداد كبيرة من المطلوبين إلى جبل الحلال بعد الهجمات الناجحة لقوات الجيش على مخابئ المطلوبين بالعريش التي أسفرت عن مقتل مسلح واعتقال 20 آخرين تورطوا في الهجوم على قسم شرطة ثان العريش ومحطات تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل.

وعلى صعيد التحقيقات، انتقل فريق من النيابة العامة بإشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامي العام الأول لنيابات شمال سيناء إلى مستشفى العريش العام لمعاينة «الرأس المجهول» الذي تم العثور عليه في تفجيرات الحدود عند العلامة الدولية رقم 79 والواقعة بمنطقة النقب وسط سيناء.

وأوضحت المعاينة أن الملامح الأولية تدل على أن صاحب الرأس المجهول غير مصري، وأن عمره يتعدى الأربعين عاما وأنه ذو شعر طويل وله لحية مما يوحي بأن صاحبه ينتمي إلى إحدى الجماعات المتشددة، ويبدو أنه هو منفذ الهجوم الانتحاري الذي أدى إلى مصرع وإصابة فردي الأمن المركزي.

وقررت النيابة الاستعلام عن هوية صاحب الرأس، واتخاذ إجراءات النشر وتصوير الرأس عن طريق الأدلة الجنائية، وطلب تحليل الحامض النووي لصاحب الرأس عن طريق الطب الشرعي.

من جهة أخرى، أعرب مشايخ القبائل والعواقل وكبار العائلات ورموزها وممثلو كافة التيارات والأحزاب والقوى السياسية عن ارتياحهم التام عقب اللقاء الذي جرى الليلة قبل الماضية مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولجنة تنمية سيناء.

وقال اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء في تصريحات له أمس «هناك علاقة ود متبادل بين أبناء سيناء والقوات المسلحة، وهناك ثقة كاملة في القوات المسلحة وشعور عام بالارتياح مما دار خلال المؤتمر»، مضيفا أن جهود القوات المسلحة واضحة في خدمة أبناء سيناء بصفة خاصة.. لما تقدمه لهم من خدمات ومشاريع.

وأكد الشيخ عارف أبو عكر أحد مشايخ الشيخ زويد ضرورة التضامن مع الجيش والشرطة ضد الإرهاب، من أجل فرض هيبة وسيطرة الدولة على أرض سيناء.. فيما أبدى المشايخ استنكارهم لكل أعمال العنف والإرهاب، وتأييد الدعم الأمني لإعادة الأمن والأمان وحماية حدود مصر الشرقية.

وعلى صعيد متصل، قدم جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية تعازيه لوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في ضحايا حادث سيناء الأخير.

وأطلع الوزير المصري المسؤول الأميركي على الخطوات والإجراءات المصرية لتأمين الحدود مع إسرائيل بشكل كامل.

وقال فيلتمان «هناك اتصالات أميركية مع كل من مصر وإسرائيل لأنه من مصلحتنا أن تكون الأوضاع الأمنية على الحدود مستقرة وألا يتم فقدان حياة مدنيين أو عسكريين مصريين بعد ذلك».

وحول الوساطة الأميركية بين القاهرة وتل أبيب، قال مساعد وزير الخارجية الأميركية «لدينا علاقات قوية بالبلدين، ومصر وإسرائيل مهمان لنا وأصدقاء جيدون، ونحن مستعدون لاتخاذ كل ما يراه البلدان من خطوات للمساعدة في حل الوضع، كما أن كلا من القاهرة وتل أبيب على اتصال معا لأن الجميع مدرك للمخاطر التي نجمت عن الحادث الذي وقع منذ أيام بالنسبة للأمن والاستقرار في المنطقة كما أن الجميع يعمل بجهد كبير من أجل التأكد من عقد التحقيقات المطلوبة ومتابعتها والتأكد من عدم تكرار ما حدث».