إسرائيل تصعد في الضفة الغربية.. والسلطة تدين «الجرائم ضد الإنسانية»

عريقات: لن يحرف هذا مسار قطارنا عن سكة الأمم المتحدة

جنود اسرائيليون خلال عملية بحث عن اعضاء في حركة حماس في مدينة الخليل بالضفة الغربية امس (إ ب أ)
TT

صعد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بشكل ملحوظ، فيما بدأ تهدئة في قطاع غزة، فحاصر بالكامل مدينة الخليل، ونفذ فيها حملة دهم وتفتيش واعتقال واسعة، إلى جانب مدن أخرى مثل بيت لحم، طالت أكثر من 100 فلسطيني، على مدار يومين، بينهم نائب عن حركة حماس، وقياديون آخرون في الحركة.

وتعتبر الحملة الإسرائيلية الذي نفذها الجيش في الخليل، هي الأكبر من نوعها في المدينة منذ سنوات، وكان من بين المعتقلين النائب في المجلس التشريعي عن حماس، محمد أبو أجحيشة، ومسؤولين آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يقوم بـ«نشاط أمني لاعتقال بعض المطلوبين في منطقة الخليل»، من دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل حول عمليته. ومعروف أن الخليل تقع على الحدود مع إسرائيل، مباشرة مع بئر السبع، وترى فيها إسرائيل النقطة الأضعف مع الحدود، ومن غير المعروف ماذا كان هذا مرتبطا بالعمليات الأخيرة جنوب إسرائيل.

وتطور الموقف أمس، إلى مواجهات عنيفة خلفت 55 مصابا، خلال العمليات الإسرائيلية التي طالت معظم أحياء الخليل، في ثاني أيام الحملة الكبيرة. وقالت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني، إن ما يزيد على 55 مواطنا أصيبوا بالرصاص المطاطي والاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، والضرب، وذلك خلال مواجهات متفرقة أو اعتداء الجنود الإسرائيليين عليهم داخل منازلهم. وفجر الجيش الإسرائيلي، خلال الحملة، منزلا للأسير محمود القواسمي، الذي يقبع في السجون الإسرائيلية منذ 7 سنوات، من دون إبداء الأسباب، بعدما احتجز عشرات المواطنين في المكان، وحقق معهم بشكل ميداني.

واندلعت المواجهات الأعنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين عند نقاط التماس، بين مناطق السلطة والمناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وهاجم الفلسطينيون الجنود بالحجارة والزجاجات، فيما رد الجنود بالنار والغاز.

ونفذ الجيش حملات مشابهة لكن أقل عنفا في القدس وبيت لحم، إذ فرضت الشرطة الإسرائيلية حصارا حول المسجد الأقصى، وحولت البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، بعدما أغلقت البوابات الخارجية للمسجد الأقصى، وعطلت دخول الكثير من المصلين إليه عند صلاة الفجر، وهو ما قاد إلى مواجهات محدودة.

وتوتر الموقف في القدس بعد إعلان إسرائيل تعرض أحد ضباطها إلى الطعن خلال مظاهرة في باب العامود، وشنت بعدها الشرطة حملة اعتقالات بحق بعض الشبان، قبل أن تغلق أحياء بأكملها مثل سلوان.

كما اعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين من مخيم الدهيشة في بيت لحم، بعد أن أصابهما إثر اقتحام المكان، ومن دون أن يعطي تفاصيل.

وفرض الجيش أمس، إجراءات مشددة على مداخل بيت لحم، وعرقل دخول وخروج الفلسطينيين من وإلى المدينة.

وعادة ما تشن القوات الإسرائيلية غارات من هذا النوع في مناطق تابعة للسلطة الفلسطينية، غير أن الحملات الأخيرة كانت مفاجئة، إذ تشهد الضفة هدوءا نسبيا، خصوصا في المناطق التي تسيطر عليها السلطة في المدن الكبيرة.

وأدانت السلطة «الجرائم ضد الإنسانية التي تواصلها إسرائيل في الضفة». واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن التصعيد الأخير يهدف إلى تحريف القطار الفلسطيني المتوجه إلى الأمم المتحدة عن مساره، مشيرا إلى التصعيد الكبير على قطاع غزة بالتزامن مع اعتداءات أكبر في الضفة الغربية والقدس الشرقية، «حيث اعتقل العشرات وفرض الإغلاق والحواجز والحصار على عدد كبير من المناطق».

وقال عريقات في بيان بعد لقائه المبعوث النرويجي لعملية السلام، هانسن بياور، والاتصالات التي أجراها مع روبرت سيري، مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة، «إنه إذا اعتقدت الحكومة الإسرائيلية بأن هذا التصعيد الخطير سيخرج القطار الفلسطيني المتجه إلى الأمم المتحدة عن مساره، فهي واهمة، إذ إن الحصول على عضوية دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية بات يشكل المدخل الوحيد للحفاظ على عملية السلام، ومبدأ الدولتين ووضع إسرائيل كقوة اعتدال تحت المساءلة».

كما أكد عريقات «أن تثبيت التهدئة في قطاع غزة يحظى بدعم الرئيس محمود عباس الكامل، ولا بد من بذل كل جهد ممكن لتثبيتها وضمان استمرارها»، مثمنا «الدور الكبير الذي يقوم به الأشقاء في جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة وتثبيت التهدئة».