تركيا تواصل قصفها لكردستان.. ودعوات لتعليق عضوية النواب الكرد في البرلمان العراقي

في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية والرسمية في الإقليم

مبنى دمرته إحدى الغارات الجوية التركية في إقليم كردستان العراق (رويترز)
TT

رغم تصاعد حدة الاحتجاجات الرسمية والشعبية في إقليم كردستان العراق تجاه القصف الجوي التركي الذي دخل مرحلة خطيرة باستهدافه للسيارات المدنية في المنطقة مما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين المدنيين، استأنفت الطائرات التركية، أمس، قصفها الجوي لمناطق لولان وخنيرة وخوا كورك بناحية سيدكان التابعة لقضاء سوران الحدودي في محافظة أربيل. ولم تستطع المصادر المحلية التحدث عن حجم الخسائر التي ألحقها القصف الجوي التركي، أمس، بسبب استمراريتها بشكل متقطع مما يمنع وصول الأشخاص أو الآليات إلى المناطق المستهدفة.

وكان رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، قد أدان بشدة القصف التركي المتجدد للمنطقة الذي أدى إلى سقوط 7 ضحايا، واعتبر أن «استهداف المدنيين أو إلحاق الأضرار بهم لا يمكن تبريره بأي حجة كانت، ولذلك أدعو تركيا إلى عدم تكرار هذه العمليات ضد السكان المدنيين في كردستان».

من جهته، وفي إطار موقف حكومة الإقليم بحث برهم صالح، رئيس حكومة الإقليم، مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، السفير إد ميلكرت، تداعيات القصفين الإيراني والتركي على المنطقة الحدودية، ودعا الأمم المتحدة إلى القيام بدورها في وقف الاعتداءات على الحدود الدولية للعراق وإقليم كردستان، وأكد خلال اللقاء أن «حكومة الإقليم لا تريد ولا تسمح بأن تتحول أراضي كردستان إلى منطلق للهجمات على دول الجوار انطلاقا من احترامها للاتفاقات الحدودية وللقوانين الدولية، ولكنها في الوقت ذاته لن تقبل بأي تهديدات أو اعتداءات من دول الجوار على إقليم كردستان، فالاعتداءات العسكرية التركية أو الإيرانية غير قابلة للقبول، وعلى دول الجوار أن تحل مشاكلها مع معارضيها وفقا للطرق السلمية بالتفاوض والحوار لا بقتل الناس المدنيين على الحدود».

في غضون ذلك تحولت مراسم تشييع الضحايا الـ7 الذين لقوا مصرعهم جراء غارة تركية على سيارتهم المدنية بقرب قرية كورتك التابعة لناحية سنكسر الحدودية بقضاء قلعه دزه التابع لمحافظة السليمانية، إلى مظاهرات منددة بالقصف التركي لمناطق كردستان، بينما تحولت مراسم العزاء التي توافد إليها المئات من مواطني محافظتي أربيل والسليمانية ومخمور إلى مظهر من مظاهر التضامن الشعبي بين سكان الإقليم مع سكان القرى التي تستهدفها الطائرات التركية أو المدافع الإيرانية. فقد تدفق المئات من سكان مدينتي أربيل والسليمانية والأقضية والنواحي التابعة لهما إضافة إلى سكان مدينة مخمور المتنازع عليها على مدينة رانية التي تم دفن الضحايا بمقبرتها وسط احتجاجات شديدة من المشيعين الذين أدانوا قتل المدنيين.

إلى ذلك، تعالت دعوات شعبية في الداخل تدعو إلى تعليق عضوية النواب الكرد في البرلمان العراقي وكذلك مقاطعة الوزراء الكرد لجلسات مجلس الوزراء العراقي ردا على المواقف الباهتة للحكومة والبرلمان العراقي من تكرار القصفين التركي والإيراني لمناطق الإقليم. وكان النائب عن القائمة الكردستانية عادل عبد الله قد شارك في مراسم التعزية المقامة في مدينة رانية، وأكد خلالها أن «رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أكد خلال كلمته داخل البرلمان العراقي أن إلحاق الأذى بأي طفل عراقي، سيلحق الأذى بالطفل التركي، ولكن للأسف فإن القصف التركي اليوم بات يستهدف أجيالا في العراق». وقال عبد الله: «إن النواب الكرد سيكون لهم موقف واضح تجاه تكرار التهديدات الإيرانية والتركية لمناطق إقليم كردستان، وسوف لن نسكت عن تلك التجاوزات، ونحن نعتقد أن الحكومة العراقية مسؤولة عن وقف الاختراقات والتجاوزات التركية والإيرانية على الحدود بموجب المادة 109 من الدستور العراقي الذي يلزم الحكومة العراقية بالمحافظة على سيادة العراق وحماية حدوده، لذلك ندعو الحكومة العراقية ومعها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى العمل من أجل وقف تلك الاعتداءات المتكررة على مناطق الإقليم ووقف قتل المدنيين هناك».