سلفا كير يقيم إفطارا رمضانيا بجوبا.. ويؤكد: مسلمو الجنوب سيؤدون الحج هذا العام

رئيس السودان الجنوبي تعهد بحماية الشماليين.. وقال إن وضع علم السودان القديم في المتحف ذكرى للأجيال

سودانيون يرعون قطيعا من الماشية في إحدى قرى السودان الجنوبي (أ.ب)
TT

تعهد رئيس السودان الجنوبي سلفا كير ميارديت بإعادة ممتلكات المسلمين الجنوبيين التي تم الاستيلاء عليها بعد إجراء التحقيقات اللازمة، مشددا على أنه سيتم تقديم كل من تورط في ذلك للمحاكمة، مؤكدا التزامه بالتصدي للتحديات التي تواجه المسلمين بالجنوب وتحسين أوضاعهم في البلاد، داعيا الدول العربية والإسلامية لتقديم المساعدات لمسلمي الجنوب، معلنا أن فريضة الحج هذا العام للجنوبيين ستتم إجراءاتها من جوبا مباشرة وأن الدولة متكفلة بتسهيلها، واصفا المسلمين الجنوبيين بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى في دولتهم، في وقت قالت فيه الأمم المتحدة إن نحو 58 شخصا قتلوا في اشتباكات قبلية بسبب الماشية في ولاية جونقلي.

وقال كير أول من أمس في أول إفطار رمضاني يقيمه بالقصر الرئاسي بعد إعلان استقلال السودان الجنوبي إن دولته الجديدة ستبدأ عملها بعد تشكيل الحكومة، وأضاف أن السودان الجنوبي لكل المواطنين؛ مسلمين أو مسيحيين وأصحاب المعتقدات المحلية، وشدد على أن هناك جهات قامت بالتلاعب في ممتلكات المسلمين وبعضهم من قادة العمل الإسلامي، وقال: «سنجري التحقيقات لأن هناك من اعتقد أن هذه الممتلكات ملكه الخاص، وفي التحقيقات سنجد أن أحد المسلمين أو تكون هناك سلطات تدخلت وكانت وراء ذلك»، وتابع: «هذه ليست سياسة حكومتنا، لأننا مع حرية الأديان، وإذ لم نصادر الكنائس، فليس هناك من سبب لأن نصادر المساجد»، وأضاف: «هذا فساد لن نسمح به وسنقدم كل من تورط للعدالة ونعيد ممتلكات المسلمين من مال الزكاة والأوقاف ولن نرحم المتلاعبين»، مشيرا إلى أن الدولة الجديدة تقف ضد تسييس الدين والفساد الديني، وقال: «أنتم جنوبيون قبل أن تكونوا مسلمين أو مسيحيين ولكم أن تفتخروا بالتعايش الديني في السودان الجنوبي)، وأضاف أن المسلمين والمسيحيين هم من صوتوا لاستقلال الجنوب في الاستفتاء الذي جرى في يناير (كانون الثاني) الماضي بنسبة تزيد على 98%.

وقال: «ليس المسلمون وحدهم من صوتوا للوحدة من النسبة القليلة التي صوتت لصالح الوحدة بل هناك مسيحيون أيضا صوتوا للوحدة، وهذه هي الديمقراطية).

وتعهد كير بأن ترعى الدولة قضايا المسلمين، وقال إن إجراءات الحج هذا العام ستتم من جوبا وستقدم الحكومة كل التسهيلات لتمكين المسلمين من الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وأضاف: «لن تذهبوا إلى الحج بالوساطة؛ بل من جوبا مباشرة، وليس من أي مكان آخر، لأنكم مواطنون درجة أولى، وسندعم مسلمي الجنوب في موسم الحج»، داعيا الدول العربية والإسلامية لتقديم الدعم لمسلمي الجنوب، وجدد التزام بلاده برعاية حقوق المواطنين الشماليين، وقال إن هناك مواطنين شماليين لا يرغبون في العودة إلى السودان، وأضاف: «المواطنين الشماليين أحرار في رغبتهم بالبقاء في الجنوب ونحن سنحمي أرواحهم وممتلكاتهم ولن نرحم من يعتدي عليهم»، مشيرا إلى أن المشكلات بين دولتي السودان الجنوبي والسودان يمكن حلها، وأن هناك تاريخا طويلا مشتركا بين الشعبين، وقال: «لا يمكن أن نلعب بذلك التاريخ المشترك والمصالح؛ بل يمكن أن نخلق أساسا متينا بيننا».

وأضاف أن مسألة الدين لا يمكن أن تقسم المواطنين، وقال إن الحكومة في الخرطوم استخدمت الدين ضد الحركة الشعبية التي تضم مسلمين، وإنها شكلت «مجلس مسلمي السودان الجديد»، وأضاف: «لم نكن انفصاليين، بل كنا نريد وحدة السودان على أسس جديدة، وأن يقبل بعضنا بعضا بغض النظر عن اللون أو الدين»، وقال: «لكن سوء الإدارة هو الذي دفع الجنوبيين لاختيار الاستقلال).

وقال كير إن الحركة الشعبية ناضلت من أجل الحرية الدينية، نافيا خبرا أوردته إحدى صحف الشمال مفاده أن له ابنا من زوجة رابعة اعتنق الإسلام قبل إعلان الانفصال بشكل رسمي، وأضاف: «ليس لدي زوجة رابعة ولا ابن يسمى جون»، وأضاف أن في الأسرة الكبيرة مسلمين، وأن شقيقته تزوجت من شمالي قبل أيام من الاستقلال، وأنه لم يتمكن من حضور الزواج في الخرطوم لأنه أصبح أجنبيا من دولة أخرى، وقال: «لقد أعفاني البشير قبل إعلان استقلال الجنوب بأربعة أيام).

وكشف رئيس السودان الجنوبي عن تفاصيل إنزال علم السودان في يوم احتفال استقلال الجنوب في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، وقال إن الرئيس السوداني عمر البشير عند لقاء مشترك معه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل إعلان الدولة بأربعة أيام سأله إن كانت لدى رئيس حكومة الجنوب نية لتسليمه علم السودان، وأضاف: «أجبت بنعم، وعند يوم الاحتفال وفي مطار جوبا سألني البشير مرة أخرى إن كنت سأقوم بتسليمه علم بلاده وأجبت بنعم»، وقال: «ولكن عند الاحتفال قلت له سيدي الرئيس سنحتفظ بالعلم معنا في الجنوب ولن نسلمه لك، وشكرني، وأعلنا ذلك في الاحتفال بأننا سنضع العلم في متحف الدولة الجديدة لتعرف الأجيال المقبلة أننا كنا دولة واحدة».