إسلام آباد: مقتل 3 متمردين في قصف لطائرة أميركية من دون طيار

الجيش الباكستاني جاهز لإعادة الهدوء في كراتشي

TT

أفاد مسؤولون أمنيون محليون أن ثلاثة متمردين على الأقل قتلوا أمس بصاروخين أطلقتهما طائرة أميركية من دون طيار على آلية في إحدى المناطق القبلية بشمال غربي باكستان. وأوضحت المصادر نفسها لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطائرة استهدفت الآلية في منطقة نوراك على بعد 20 كلم شرق ميرانشاه، كبرى مدن إقليم وزيرستان الشمالية.

وقال أحد المسؤولين رافضا كشف هويته إن الطائرة «أطلقت صاروخين على الآلية وقتلت ثلاثة متمردين على الأقل». ووزيرستان الشمالية هو المعقل الرئيسي داخل المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان لطالبان الباكستانية التي أعلنت عام 2007 ولاءها لـ«القاعدة» وتنفذ مذاك موجة اعتداءات دامية في كل أنحاء البلاد. والإقليم يشكل أيضا أحد معاقل «القاعدة» والقاعدة الخلفية لمجموعات تابعة لطالبان الأفغانية، خصوصا شبكة حقاني.

إلى ذلك، نقلت صحيفة «نيوز» الباكستانية أول من أمس عن قائد الجيش الجنرال أشفق كياني قوله إن الجيش الباكستاني جاهز للمساعدة في وقف موجة العنف السياسي والعرقي في مدينة كراتشي إذا طلبت منه الحكومة ذلك.

جاءت تصريحات كياني وسط نداءات متزايدة من الأحزاب السياسية وجمعيات الأعمال للجيش بالتدخل لمنع تدهور الوضع الأمني في كراتشي، المركز التجاري للبلاد والتي شهدت مقتل نحو 900 شخص في أعمال عنف هذا العام ثلثهم تقريبا في شهر يوليو (تموز) الماضي.

وذكرت الصحيفة أن كياني عبر عن «قلق بالغ» إزاء الوضع الأمني في أكبر المدن الباكستانية وقال إن الجيش جاهز للسيطرة على الموقف في كراتشي إذا طلبت منه الحكومة ذلك. لكنه قال أيضا إن بإمكان الشرطة وقوات الأمن كبح الاضطرابات إذا أحسن انتشارهم. ونقلت الصحيفة عنه قوله: «كراتشي شريان اقتصاد البلاد وسيكون من الظلم الكبير السماح باستمرار تدهور الوضع الأمني لفترة أطول».

ويقول محللون إنه ليس من المرجح في الوقت الراهن على الأقل أن يستجيب الجيش لنداءات بالتدخل. ويخوض الجيش بالفعل قتالا ضد تمرد متزايد من طالبان ومتشددين إسلاميين آخرين. وحكم الجيش باكستان لأكثر من نصف سنوات ما بعد الاستقلال عام 1947 وينظر إليه على أنه المؤسسة الأكثر كفاءة في الدولة التي يعتقد على نحو كبير أن حكوماتها المدنية فاسدة وغير فعالة.

ولكراتشي تاريخ طويل من العنف والنزاعات العرقية والدينية والطائفية وكثيرا ما تتحول الخلافات السياسية إلى معارك تجتاح أحياء بأكملها.

وينحي باللوم في هذه الموجة من الاضطرابات على عصابات لها صلة بثلاثة أحزاب سياسية تتنافس من أجل النفوذ؛ وهي حزب الشعب الباكستاني الحاكم، والحركة القومية المتحدة التي تهيمن على كراتشي، وحزب «عوامي» الوطني الذي يمثل البشتون.

وتستعين الأحزاب السياسية برجال عصابات وجماعات عرقية كمقاتلين لخوض معارك الشوارع من أجل السيطرة على المدينة. وتنفي جميع الأحزاب أي دور لها في ذلك.