بايدن يصل إلى منغوليا الثرية بالفحم بعد اختتام محادثاته في الصين

مصادر أميركية: الزيارة تعبير قوي عن دعم الديمقراطية في البلاد

TT

وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس إلى منغوليا لإجراء محادثات مع زعماء البلد الغني بالموارد الطبيعية والذي أعلن مؤخرا فتح احتياطاته الضخمة من الفحم أمام الاستثمارات الأجنبية. وكان بايدن غادر الصين المجاورة بعد زيارة استمرت 5 أيام هدفت إلى تعزيز سمعة الاقتصاد الأميركي المتعثر. وقد توجه جوا إلى العاصمة المنغولية أولان باتور حيث سيلتقي الرئيس ورئيس الوزراء المنغوليين.

ويعد نائب الرئيس الأميركي أرفع مسؤول أميركي يزور منغوليا منذ 2005 حينما توقف الرئيس الأميركي جورج بوش في العاصمة المنغولية لوقت قصير.

وتقع منغوليا بين الصين جنوبا وروسيا شمالا وتنتهج عادة سياسة خارجية حذرة بهدف عدم إغضاب جارتيها القويتين. لكن تم إحلال الديمقراطية مؤخرا في البلاد التي سعت بعد ذلك إلى علاقات أوثق مع الولايات المتحدة. وقد ساهمت أولان باتور بقوات في كل من العراق وأفغانستان.

وفتحت منغوليا احتياطاتها الضخمة من الفحم أمام الاستثمارات الأجنبية على أمل تنشيط النمو وإخراج الآلاف من دائرة الفقر في البلد الغني بالمعادن والذي ما زال يعاني رغم ذلك من التخلف الاقتصادي.

وكانت شركة «بيبوي إنيرجي» الأميركية العملاقة للتعدين صرحت الشهر الماضي أن الاختيار وقع عليها بين الشركات التي ستسهم في تطوير قطاع من منجم تاوان تولغوي الضخم للفحم بصحراء غوبي، وإن أوردت تقارير أخرى أن الاتفاق ما زال يخضع للتفاوض.

ومنجم تاوان تولغوي من أكبر مناجم الفحم في العالم إذ يحوي احتياطات تقدر بـ6.4 مليار طن من الفحم وقد شهدت المناقصة على الفوز بتطويره منافسات شرسة. وخلال محادثات جرت في واشنطن في يونيو (حزيران) مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وعد الرئيس المنغولي تساخيا البيكدرج بمنح الشركات الأميركية دورا في قطاع الطاقة المتنامي بالبلاد.

وصرحت مصادر أميركية أن زيارة بايدن «التي تأتي في إطار جولة آسيوية شملت الصين وستشمل أيضا الحليف القوي اليابان» تعد «تعبيرا قويا عن الدعم للديمقراطية البازغة في منغوليا».

وقال بيان أورده موقع السفارة الأميركية في أولان باتور «شاركتنا منغوليا على صعيد قضايا عدة بينها منع انتشار السلاح فضلا عن مهام حفظ السلام وقضايا حقوق الإنسان».

وتابع البيان «بالنسبة للدفاع والقضايا الأمنية تسهم منغوليا بشكل كبير بقوات للعمليات في كل من العراق وأفغانستان! وهناك الكثير من الجهد المشترك والقضايا التي تشملها المحادثات» بين الجانبين. وكان بايدن استغل زيارته للصين لطمأنة بكين بأن الاقتصاد الأميركي الأكبر في العالم لن يتخلف أبدا عن سداد الدين في أعقاب خفض غير مسبوق هذا الشهر للتصنيف الائتماني الأميركي من درجة (إيه إيه إيه) الأعلى إلى درجة واحدة أدنى. والصين هي الدائن الأكبر للولايات المتحدة بخلاف الديون الداخلية الأميركية، وخلال الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها بايدن كنائب رئيس طمأن القادة الصينيين إلى وضع استثماراتهم الضخمة في الولايات المتحدة.

وكانت بكين قد استثمرت عائدات التصدير الهائلة لديها في سندات للخزانة الأميركية بقيمة 1.17 تريليون دولار وناشدت الصين! صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الأسبوع الماضي الجهات الدولية الحفاظ على استقرار الأسواق المالية في العالم.

غير أن القادة الصينيين أبدوا لهجة تصالحية خلال الاجتماع مع بايدن إذ قال رئيس الوزراء وين جياباو إن «الرسالة الواضحة» التي بعث بها عززت ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي.

ومن المقرر أن يحضر نائب الرئيس الأميركي عرضا تقليديا للرياضات المنغولية تشمل الرماية والمصارعة وسباق الخيل! بحسب مساعديه - قبل أن يتوجه من منغوليا إلى اليابان في وقت لاحق من يوم أمس.