لبنان: مظاهرات يومية في مناطق شمالية وبقاعية دعما للسوريين

مفتي البقاع لـ«الشرق الأوسط»: النظام السوري ليس بحجم شعبه ولا يمثله

مفتي البقاع الشيخ خليل الميس
TT

أشعل الوضع السوري، غضب البلدات اللبنانية المتاخمة للحدود السورية في منطقتي الشمال والبقاع، التي قررت أن تفعّل تحركاتها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، دعما للشعب السوري وتنديدا بأعمال القتل التي يتعرّض لها السوريون العزّل على مرأى ومسمع العالم كله، ولهذه الغاية انطلقت أمس مظاهرات من المساجد بعد صلاة التراويح في بلدات قب الياس ومجدل عنجر في البقاع الأوسط، وكفر زبد في البقاع الشرقي، وفي عدد من قرى عكار وفي مدينة طرابلس في شمال لبنان، تضامنا مع الشعب السوري.

وقد أطلق المشاركون في المظاهرات هتافات نددت بما سموه «الأعمال القمعية التي تقوم بها قوات الأمن السورية بحق المتظاهرين»، وألقيت كلمات أدانت «الصمت العربي والإسلامي تجاه المجازر التي ترتكب بحق المسلمين والصائمين في شهر رمضان المبارك في كل المحافظات السورية، من دون أن يحرّك المسلمون ساكنا وكأنهم غير معنيين بما يحصل لهذا الشعب الأعزل».

وكشفت مصادر إسلامية في شمال لبنان لـ«الشرق الأوسط»، أن العلماء وأئمة المساجد والجمعيات والهيئات الإسلامية «اتفقوا على تفعيل المظاهرات الليلية وبشكل يومي بعد صلاة التراويح، في كل مناطق طرابلس، وفي عدد من البلدات العكارية التي هي على تماس يومي بما يحصل للإخوة السوريين من قتل وتعذيب وتنكيل على أيدي النظام السوري وشبيحته وجيشه وأمنه، خصوصا أن هذا النظام بات غير مكترس بما يعرض على الفضائيات من فظاعات القتل والتعذيب وإهانة كرامات المتظاهرين».

وشددت المصادر على «واجب كل مسلم أن يشارك في المظاهرات المتضامنة مع الشعب السوري، وأن يطلق صرخة مدوية لإنقاذ الدم المسفوك في سوريا، ولتحريك ضمائر بعض الأنظمة العربية والإسلامية، والمطالبة بالإسراع باتخاذ مواقف حازمة وصارمة ضدّ هذا الإجرام المتمادي بحق الشعب السوري بكل فئاته ومناطقه».

وفي هذا الإطار أعلن مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، مباركته «هذه التحركات الداعمة لانتفاضة الشعب السوري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من واجبنا أن ننصر إخواننا في سوريا الذين يدفعون الثمن غاليا نتيجة مطالبتهم بالحرية والكرامة، وهؤلاء لهم علينا الحق في أن ننصرهم ولو بالكلمة والموقف بعد الظلم الكبير الذي لحق بهم، انطلاقا من الحديث الشريف الذي يقول (انصر أخاك ظالما كان أو مظلوما)، ونحن ندعو لهم بالفرج القريب لأننا شعب واحد»، ورأى أن «هذا النظام (السوري) ليس بحجم هذا الشعب العظيم الذي لا بد أنه سيحقق أهدافه، ويأخذ موقعه ليرقى إلى مستوى الشعوب المتقدمة في العيش بأمن وكرامة وحرية». وأضاف «نحن لا نستغرب ممارسات هذا النظام والأساليب الإجرامية التي يستخدمها ضدّ الشعب السوري، لأنه ليس من هذا الشعب ولا يمثله، ولو كان يعنيه شعبه ومواطنوه لما واجه الكلمة بالبندقية والصرخة بالمدفع وبالدبابة». داعيا المسلمين إلى أن «يبرأوا ذمتهم أمام الله مما يتعرض له إخوتنا في سوريا، ويقولوا كلمة الحق». وخاطب الميس الشعب السوري بالآية الكريمة «أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير».

إلى ذلك، أعلن النائب جمال الجراح عضو كتلة المستقبل التي يرأسها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنه سيكون سعيدا جدا «عندما يسقط النظام السوري ويكون هناك نظام ديمقراطي في دمشق»، وقال «لقد قلنا منذ البداية إننا لسنا بوارد التدخل في الشأن الداخلي السوري، وحتى الشعب السوري ليس في حاجة إلى أحد، فهو يعرف كيف يتصرف، ولكن أنا كمواطن لبناني معني عندما يتعرض أصدقاؤنا إلى أفظع التعديات، ولا يمكن القول كمواطن لبناني إن الذي يحصل في سوريا إنجاز أمني كما قال الرئيس (السوري بشار) الأسد».