جمعة القماطي: نحن في الساعات الأخيرة من حياة نظام القذافي

معلومة خاطئة هي حقيقة قصة سيف الإسلام التي أربكت الثوار

جمعة القماطي
TT

أكد جمعة القماطي، المنسق السياسي بين المجلس الانتقالي الليبي والحكومة البريطانية، في مكالمة هاتفية مع «الشرق الأوسط»، أن السيناريو الحقيقي لقصة اعتقال ثم ظهور سيف الإسلام القذافي هو أن المعلومة التي جاءت للمجلس الانتقالي من طرابلس كانت خاطئة على الرغم من أنها من مصدر موثوق، وقد يكون ما وقع هو الخلط بين سيف الإسلام ومحمد الذي كان الثوار قد قبضوا عليه ووضعوه تحت الإقامة الجبرية قبل أن يهرب، وهذا ما قد أربك الثوار. وما قام به سيف الإسلام هو مسرحية إعلامية من داخل باب العزيزية، وهناك نفق بين باب العزيزية والفندق استعمله سيف الإسلام للتنقل، وأوضح أيضا أن سيف الإسلام لم يتجول في شوارع طرابلس، كما أعلنت بعض وسائل الإعلام، وأكد: «وصلنا الآن إلى نهاية الطريق، وهو سيختفي ويتوارى».

وعن ارتباط سقوط طرابلس بنهاية القذافي قال القماطي: «سقوط طرابلس يعني بالفعل نهاية القذافي، ونظامه لن يستطيع أن يصمد الآن، الثوار في شرق ليبيا خرجوا من البريقة ووصلوا إلى بن جواد والآن هم في طريقهم لمصراتة التي نتوقع أيضا أن تتحرر من داخلها». وعن دخول الثوار لمنطقة باب العزيزية، وهل يعني أن القذافي قد هرب منها، بين القماطي أن القذافي وعائلته ربما ما زالوا مختبئين أو قد هربوا مستعملين الأنفاق التي تحت باب العزيزية.

وعن التنسيق الذي يتم حاليا (في هذين اليومين) بين المجلس الانتقالي في ليبيا والحكومة البريطانية، أوضح القماطي أن التنسيق يتم أساسا من خلال رئيس البعثة الدبلوماسية البريطاني، جون جنكنس، في بنغازي، وعن طريق الخارجية البريطانية في لندن. وتتم حاليا متابعة للنقاشات السابقة ومسألة الإفراج عن الأموال الليبية في بريطانيا وقدرها مليار و300 مليون دينار ليبي، والجديد حول هذا الموضوع أن الحكومة أبدت نواياها بالإفراج عنها قريبا.

وحول ما كشفت عنه الصحف البريطانية عن الدور الذي لعبته خبرات بريطانية في مساعدة الثوار على دخول طرابلس، نفى القماطي تماما هذا، مؤكدا أن الأجهزة البريطانية لم يكن لها أي دور لا في تنفيذ ولا تخطيط عمليات دخول طرابلس، وأن من خطط ونفذ هي جهات ليبية بحتة، والجهات الوحيدة التي يستشيرها الثوار أحيانا هم ضباط من دولة قطر موجودون في بنغازي.

وعند سؤاله عن احتمال نهاية كارثية لطرابلس إذا تيقن القذافي أنه قد انتهى، بين القماطي أنه يعتقد أن المعارك ستنتهي باعتقال القذافي وأبنائه، وإذا فروا فستجري متابعتهم، كما أكد القماطي أن القذافي بوضعه الحالي عاجز عن إعطاء الأوامر أو القيام بأي شيء، وقد سبق أن أطلق صاروخ سكود ولم يكن له أي تأثير.

وعن احتمال تدخل قوات الناتو بريا إذا تدهورت الأمور من أجل حسم آخر المعارك رفض القماطي بشدة قائلا: «لا يمكن، ولن نقبل بذلك، ولن يكون أو يسمح بأي تدخل بري أجنبي، سيقوم الليبيون بتحرير ليبيا بأنفسهم».

وعن إمكانية الانقسام في صفوف المعارضة بعد رحيل القذافي، بيَّن القماطي أنهم حريصون على ألا يكون هناك انقسام، وأنهم يريدون المحافظة على الوحدة الوطنية التي هي خيار استراتيجي بالنسبة لهم كما قال.

وأضاف: «نحن في الساعات الأخيرة من حياة نظام القذافي ومن الثورة الليبية المباركة، سندخل مرحلة جديدة وستكون التحديات صعبة، ونحن مصرون على مواجهتها والعبور بالمرحلة الانتقالية إلى بر السلام نحو ليبيا جديدة كما نريدها دولة دستورية يسودها القانون ويعيش أبناؤها فيها بكرامة وحرية، ونحن جاهزون لتحقيق هذه الرؤى».

وعند سؤاله عن دوره المحتمل في الحكومة الجديدة في المستقبل القريب إذا تحررت طرابلس، قال القماطي: «سأعود إلى ليبيا في أقرب وقت بعد 31 عاما من الغربة، سأذهب إلى طرابلس مباشرة، وقد كان هذا حلمي وقراري منذ البداية ألا أعود إلا إلى طرابلس محررة ويكون دخولي لها مباشرة. ولا أتوقع أي دور رسمي في المرحلة الحالية وسأكون جاهزا لخدمة بلدي من أي موقع.