الصحافة الدولية تتحدث عن مطاردة القذافي وسرعة سقوط طرابلس

ظهور سيف الإسلام يربك المعارضة ويثير شكوكا حول الثوار

TT

المحور الأبرز الذي دارت حوله تغطيات الصحف البريطانية، أمس، كان أحداث ليبيا والتقدم الذي أحرزه الثوار، وتحدثت مختلف الصحف عن سرعة سقوط طرابلس. كما عرضت الصحف من خلال مقالات إخبارية وتحليلية ورسوم وصور أهم تطورات المعارك، وتحدثت عن مشاركة الخبرات البريطانية في خطط الثوار الليبيين لدخول طرابلس، وكذلك عن تفاؤلها بمستقبل ليبيا بعد القذافي إذا بقيت المعارضة موحدة ولم تحدث انقسامات. وركزت صحيفة «لوموند» الفرنسية على التساؤل حول مكان القذافي وعائلته، وفي السياق نفسه تحدثت الـ«واشنطن بوست» عن ظهور سيف الإسلام القذافي وما أثاره من «شكوك» حول الثوار.

صحيفة الـ«دايلي تلغراف» عنونت صفحتها الافتتاحية الأولى بـ«معركة دموية من أجل طرابلس» وتحدثت الصحيفة في مقالها الافتتاحي عن تقدم الثوار في طرابلس، وقالت إن القذافي الذي لم يظهر جماهيريا منذ نحو 3 أشهر، يعتقد الجميع أنه ما زال في ليبيا ويدير ما تبقى له من الجنود والدبابات لقصف معارضيه. كما عرضت الصحيفة مواقف الغرب من القذافي حاليا وبدأت بديفيد كاميرون الذي قالت إنه انضم إلى زعماء العالم ودعا القذافي إلى تسليم نفسه من أجل حقن الدماء، ولكن النداء، وكما قالت الصحيفة، توجه إلى «أذن خرساء»، ويتواصل سقوط الضحايا.

وكشفت الـ«دايلي تلغراف» بعض التطورات الأخرى المتعلقة بالشأن الليبي، التي من أهمها أنه تم الكشف، ولأول مرة، عن الدور الأساسي الذي لعبته عناصر من الجيش البريطاني في المساعدة على التخطيط للهجوم على طرابلس ودخولها، مفسرة الدور الذي لعبه الجيش البريطاني والمخابرات لمدة أسابيع كانوا ينسقون مع الثوار في تحضير خطتهم الهجومية على طرابلس. فقد اطلعت الجهات العسكرية البريطانية على مخطط الثوار وقدمت استشارات حوله وتم الاتفاق عليها بشكل نهائي منذ 10 أسابيع. وقالت الصحيفة إن الخبراء البريطانيين قدموا نصائح تكتيكية. كما تحدثت الصحيفة عن تنسيق بين الثوار الذين كانوا يتقدمون برا وقوات «الناتو».

وخصصت صحيفة «الإندبندنت» أيضا صفحتها الأولى لليبيا وعنونت مقالها الرئيسي بـ«القذافي يسقط في النيران» مع لقطة كبيرة لصورة القذافي بلباسه العسكري تلتهمها ألسنة النيران بين أقدام الثوار الذين أحرقوها، كما كتبت تحت الصورة، ونقلا عن الثوار: «لقد سمانا جرذانا، لكن انظر من يختبئ الآن. يجب أن نشنقهم جميعا..»، وتحدثت الصحيفة في مقالها الافتتاحي عن تقدم الثوار وتضييقهم الخناق على القذافي.

وخصصت الصحيفة سبعا من صفحاتها الأولى لتغطية الشأن الليبي، حيث اشتملت على العديد من التقارير والرسوم البيانية والصور.

وفي صفحات الرأي كتب روبرت فيسك أن «ربيع وصيف وخريف العرب أثبت أن لكل ثورة خصوصياتها ورغم المفهوم المشترك للشهادة عندهم يبقى بعض الثوار أكثر شراسة من غيرهم»، ويستشهد الكاتب بما قاله سيف الإسلام في خطابه الأول للثوار عندما قال: «ليبيا ليست تونس وليست مصر، وستكون هناك حرب أهلية وسيغطي الدم الشوارع»، وكان ما قال، حسب الكاتب. لكن الكاتب اعتبر أن «ليبيا ستكون قوة عظمى في الشرق الأوسط، وحريتها ستصيب الجزائر والمغرب بالعدوى». واختتم الكاتب مقاله بقوله إن «الربيع العربي» سيستمر لسنوات و«من الأفضل أن نفكر في هذا.. ولا توجد نهاية للتاريخ».

باتريك كوكبيرن كتب أيضا على صفحات «الإندبندنت» يقول: «استمرت الحرب الأهلية في ليبيا أكثر مما كان متوقعا، لكن سقوط طرابلس جاء أسرع مما تم التنبؤ به». ويرى الكاتب أن السؤال المطروح الآن هو: «كيف يستطيع الثوار تحويل نصرهم في ساحة المعركة إلى سلام مستقر مقبول لكل الأطراف في ليبيا». وفي مقال لبراين ويتكر في «الغارديان» تحدث عن أن سقوط القذافي لن يعتبر درسا فعليا للزعماء العرب، فبشار الأسد لن يتأثر في سوريا بسقوط القذافي لأن «الناتو» لم يتدخل في سوريا بعد والوضع بذلك مختلف، والوضع في اليمن مختلف، وبالنسبة للمغرب فالإصلاحات الدستورية التي قام بها الملك محمد السادس هدأت الأوضاع، أما في الجزائر فخرج بعض المحتجين و«المشاغبين» لكن الحكومة أسكتتهم بإنفاق الأموال. أما صحيفة الـ«فاينانشيال تايمز» فترى أنه «يجب على المعارضة المنتصرة الآن أن تبني دولة ليبية قادرة على توفير الحرية والكرامة التي يتوق إليها أهلها»، وأن المهمة الأولى التي يجب القيام بها هي استعادة الأمن.