التريكي لـ«الشرق الأوسط»: الأولوية للبناء والتعويض لمن سلب حقه ولأسر الشهداء

وزير الخارجية الليبي السابق: انتصار الثورة مرحلة فاصلة في تاريخ الشعب

د. علي التريكي
TT

قال الدكتور علي التريكي وزير الخارجية الليبي السابق، والمنشق عن نظام القذافي منذ نحو أربعة أشهر، إن انتصار الثورة الليبية يعد مرحلة فاصلة في تاريخ ليبيا ومستقبلها، ووصف ما حدث من دخول الثوار إلى طرابلس في 24 ساعة بالبطولة الرائعة المنقطعة النظير.

وأكد التريكي أن مستقبل ليبيا سيقوم على أساس الديمقراطية والحرية والمساواة، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الأولويات للبناء والتعويض لمن سلب حقه ولأسر الشهداء والمصابين وبناء مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن عمليات حلف الناتو انتهت مع دخول الثوار إلى طرابلس.

وأضاف الوزير الليبي السابق فيما يخص تصوره لمستقبل ليبيا بعد القذافي، بقوله إن «ما حدث يعد انتصارا كبيرا للشعب الليبي ومرحلة فاصلة في تاريخه حيث أظهر بطولة رائعة ووطنية منقطعة النظير»، لافتا إلى أنه «حتى من كان يراهن على تقسيم ليبيا أظهر الشعب الليبي قوته في الحفاظ على وحدة البلاد، وعليه فإن المستقبل سوف يبني نظاما ديمقراطيا يحترم حرية الإنسان وتحقيق المساواة والعدل بين الليبيين يحافظ على إمكانيات الشعب ويحميه من كل الممارسات السابقة التي وضعت ليبيا في مخاطر كثيرة».

وتابع قائلا ننتظر في العهد الجديد علاقات مميزة مع كل الدول العربية والأفريقية والدولية وسوف يضع الجميع نفسه في خدمة هذا البلد من أجل تحقيق أهداف الثورة، مشيرا إلى أن الأولويات لا بد أن تكون لبناء ما هدمه النظام السابق. وأضاف موضحا: «أمامنا مشكلة كبيرة تتمثل في إعادة تأهيل المواطنين الذين تعرضوا للظلم والقهر بما في ذلك الذين تعرضوا لحرب نفسية، خاصة الأطفال وتعويض من سلب النظام السابق ممتلكاتهم وشردهم في المناطق الحدودية باتجاه مصر وتونس وتسهيل عودتهم». وقال: «أعتقد أن المجتمع الدولي الذي قام بتأييد الثورة سوف يكون عاملا حاسما للانتقال إلى مرحلة أفضل».

وتابع التريكي، موضحا فيما يتعلق برؤيته لدور حلف الناتو، وما إن كان قد انتهى، أنه «رغم الانتقادات التي وجهت إلى الحلف ورفضنا للتدخل الأجنبي في شؤوننا فإن الأمم المتحدة قامت بدور مهم ساعد على عدم سفك دماء الليبيين.. ونأمل أن تنتهي مهمته بعد دخول الثوار إلى طرابلس وانتصار الثورة الليبية».

وعن رؤيته لوضع المجلس الانتقالي ودوره حاليا، قال التريكي إن المجلس قام بتحمل الكثير من الأعباء وسوف ينتقل إلى طرابلس بعد تحريرها.. «حتى يتمكن من تشكيل مجلس تنفيذي يقوم بتأسيس مؤسسات الدولة التي ستنطلق من أن ليبيا الغد للجميع دون ادعاء بالزعامة، ويجب أن يتم اختيار رئيس يقوم بخدمة الشعب وليس بتسخير الشعب لخدمته». وفيما يتعلق بدوره الحالي منذ خروجه من نظام القذافي، قال التريكي إنه اكتفى بالخروج من نظام القذافي منذ أشهر احتجاجا على ما حدث في مصراتة وفى ربوع ليبيا من تدمير و«اليوم لا أرغب في شيء سوى أن أضع نفسي تحت تصرف شعبنا».

وزاد قائلا إن رسالته للشعب الليبي «هي نفسها التي أعلنها المجلس الانتقالي بأن يعم السلام والتصالح في كل ربوع ليبيا وعلى أساس العدل والمساواة والحكمة». وعما إذا كان يرى أي مخاطر على الثورة من النظام السابق، أوضح التريكي أن «النظام السابق لم تكن له شعبية، ولا خطر على الثورة منه بعد نجاحها، والمطلوب هو إعادة البناء والتسامح دون أي انتقام، وأعتقد أن الجميع متفق على ذلك».