أنباء عن تباينات بين المفتي قباني و«المستقبل».. بعد زيارات لحزب الله والسفير السوري ووفد إيراني

مصادر دار الفتوى لـ «الشرق الأوسط»: لا انقسام داخليا في المواقف ونحن على مسافة واحدة من كل الفرقاء

TT

طرحت الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من حزب الله إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الأسبوع الفائت، وما سبقها من زيارات مماثلة قام بها كل من السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي والإيراني غضنفر ركن أبادي، الكثير من علامات الاستفهام حول توقيت هذه الزيارات ومضمونها ودلالاتها. وتأتي هذه التساؤلات بالتزامن مع أنباء تم التداول بها في الفترة الأخيرة حول اتخاذ دار الإفتاء قرارا بأن تكون على مسافة واحدة من جميع الفرقاء على الساحة السنية تحديدا، وحول تمايزها في طريقة تعاطيها مع بعض الملفات عن تيار المستقبل، منذ وصول الرئيس نجيب ميقاتي إلى رئاسة مجلس الوزراء.

ولم يخف نواب في تيار المستقبل امتعاضهم من تحول ما قرأوه في مواقف المفتي، وبدا لافتا ما أدلى به النائب عن كتلة المستقبل نهاد المشنوق الأحد الفائت، إذ أثنى على «الدور الذي اضطلع به المفتي قباني في السنوات الخمس الماضية والمواقف التي اتخذها بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي كانت محط تقدير»، لكنه سأل في الوقت عينه عن «توقيت زيارة السفير السوري والوفد الإيراني إلى دار الفتوى في محطات سياسية حساسة»، مستغربا «زيارة وفد من حزب الله إلى دار الفتوى بعد صدور القرار الاتهامي، خصوصا أن حزب الله لم يزر دار الفتوى منذ 7 مايو (أيار) 2008».

وأوضح المشنوق «أننا نريد أن تكون دار الفتوى نقطة توازن، ولا نريدها أن تكون نقطة مواجهة أو جزءا من الصراع، لكن بالتوقيت والمنطق المناسبين والجهة السياسية المناسبة»، لافتا إلى أنه «لا يمكن اعتبار ما يحصل هو صدفة وليس قرارا سياسيا، ولا أفترض أن سماحته يريد مواجهة الغالبية العظمى من المسلمين واللبنانيين».

وفيما يتم التداول إعلاميا عن وجود «تململ» داخل دار الفتوى وانقسام في المواقف حول كيفية التعاطي مع بعض الملفات والتقارب السياسي مع الرئيس ميقاتي وفريق 8 آذار على حساب تيار المستقبل فضلا عن انتقاد كبير للمواقف التي وردت على لسان وفد حزب الله حول المحكمة الدولية بعد لقاء المفتي، استغربت مصادر إسلامية في دار الفتوى لـ«الشرق الأوسط» ما سمته بـ«الضجيج الإعلامي المفتعل» في هذا الإطار. ونفت وجود «أي خلافات داخل دار الفتوى»، مشددة على أنه «ثمة موقف واحد ورؤية موحدة للأمور واتفاق على أن تكون دار الفتوى على مسافة واحدة من كل الفرقاء، وكل ما يقال بخلاف ذلك عار عن الصحة». وأكدت هذه المصادر أن «علاقة المفتي ممتازة مع كل الأطراف من دون استثناء، ومع عائلة الحريري وقوى 14 آذار»، مستندة إلى ذلك بالإشارة إلى أن «نوابا من تيار المستقبل و14 آذار يزورون باستمرار دار الإفتاء، التي تستقبل كل من يطلب زيارتها».

وردت مصادر دار الفتوى على التساؤلات التي أطلقها المشنوق حول توقيت هذه الزيارات، وقالت: «توقيت الزيارات مرتبط بشهر رمضان لأنها زيارات تهنئة للمفتي قباني بحلول الشهر الكريم وتم على هامشها عرض الأوضاع العامة»، نافية أن «يكون لها أي خلفية أبعد من ذلك، لا سيما أنه لا يمكن لدار الإفتاء أن تصد الأبواب أمام من يرغب بزيارة المفتي». وعن مصادفة لقاء المفتي بوفد حزب الله عشية الزيارة التي ينوي القيام بها إلى الجنوب في ثاني أيام عيد الفطر، وهي الزيارة الأولى له منذ فترة طويلة، شددت مصادر دار الفتوى على أن الزيارة «طبيعية جدا وتأتي في إطار رغبة المفتي بتفقد المنطقة وأوضاع أهاليها»، مؤكدة أن «دار الفتوى هي وحدها من ترتب تفاصيل الزيارة»، وذلك في رد على أنباء عن تولي حزب الله مسؤولية ترتيب الزيارة. وأوضحت «ألا جهات حزبية أو غير حزبية ترتب للمفتي قباني زيارته إلى الجنوب، والجيش اللبناني هو وحده من سيؤمن الحماية».

وكان النائب في كتلة المستقبل عمار حوري لم ينف وجود «اختلاف بوجهات النظر حول أمور معينة مع المفتي»، إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى «أننا متفقون على الخطوط الوطنية العريضة مع سماحته». وأشار إلى أن «دار الفتوى ما زالت على مواقفها الثابتة، لكن هناك جزءا من الإعلام يتمنى أن يكون هناك خلاف بيننا وبين المفتي».