مركز حقوقي: أبو مصعب السوري قيادي «القاعدة» في الحبس الانفرادي في شعبة الأمن العسكري بدمشق

مخاوف من محاولة السلطات السورية تصفيته

أبو مصعب السوري
TT

كشف مركز حقوقي في لندن يهتم بأخبار الأصوليين حول العالم أن أبو مصعب السوري، قيادي «القاعدة» الذي يحمل الجنسية الإسبانية، والذي اعتقل في كويتا الباكستانية عام 2005، موجود حاليا في فرع دمشق شعبة الأمن العسكري في زنزانة انفرادية ويتعرض للتعذيب المستمر. وقال بيان من المرصد الإسلامي بلندن تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس إن هناك مخاوف حقيقة من تصفيته وإسلاميين آخرين ضمن الأحداث الجارية في سوريا. وقال البيان إن الاسم الحقيق لأبو مصعب السوري هو مصطفى بن عبد القادر بن مصطفى بن حسين بن الشيخ أحمد المزيّك الجاكيري الرفاعي. وناشد المرصد الإسلامي المجتمع الدولي وكل الهيئات والجمعيات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان سرعة التحرك والتدخل من أجل وقف تعذيب أبو مصعب السوري ورفع الظلم عنه وعن بقية المعتقلين في السجون والمعتقلات السورية، «كما نناشد السلطات الإسبانية سرعة التدخل للحفاظ على حياته، حيث إنه يحمل الجنسية الإسبانية». وأبو مصعب السوري (من مواليد حلب) متزوج وله أربعة أولاد (صبيان وفتاتان). وكان يدير في أفغانستان «معسكر الغرباء» في قاعدة «قرغة» العسكرية الشهيرة في كابل بالتعاون مع وزارة دفاع طالبان، وتعرض هذا المعسكر لتدمير الطائرات الأميركية عام 2001.

وعام 2009 نقلت وكالة «رويترز» عن المحامي كلايف ستافورد سميث الذي يرأس الجماعة الحقوقية «ريبريف» أن المعلومات المتوافرة تؤكد أن السوري محتجز في بلاده، بعد سنوات من انقطاع الأخبار عنه إثر اعتقاله في كويتا. كذلك أكدت زوجة السوري، الإسبانية إيلينا مورينو، أنها تعتقد أن زوجها موقوف في دمشق التي لم تؤكد ذلك. وكان يُعتقد أن السوري سُلّم للأميركيين الذين احتجزوه لفترة في سفينة قبالة جزيرة دييغو غارثيا في المحيط الهندي. ورغم إعلان الأميركيين عن جائزة لمن يساعد في توقيفه فإن اسمه أزيل من لوائح المطلوبين أو الذين تم تسليمهم على موقع «جوائز من أجل العدالة» الذي تعرض فيه الحكومة الأميركية مكافآت لمن يساعد في اعتقال إرهابيين مفترضين.

يذكر أن أبو مصعب السوري كان قد أصدر على الإنترنت قبل اعتقاله عام 2005 بيانا تحدث فيه عن هجمات لندن يوليو (تموز) الماضي، وقال إنه لم يعلم عنها إلا من وسائل الإعلام، وتحدث أيضا عن مداهمة منازل الأصوليين في بريطانيا منذ عملية التحدي عام 1998، وحتى قبل أيام من تلك التفجيرات، وتطرق أيضا إلى تفجيرات مدريد وفرنسا.

وتعتقد السلطات القضائية الإسبانية أن أبو مصعب السوري هو الذي أسس خلية تنظيم القاعدة في إسبانيا، قبل أن يسلم زعامتها إلى السوري عماد الدين بركات جركس الذي حكم عليه القضاء الإسباني مؤخرا بالسجن لمدة 27 عاما، إلى جانب متهمين آخرين، من بينهم مراسل تلفزيون قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية تيسير علوني. ووُلد أبو مصعب في مدينة حلب السورية عام 1957 وسافر إلى إسبانيا أوائل الثمانينات هربا من سوريا بعد ملاحقته بسبب انتمائه إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وتزوج عام 1987 من مواطنة إسبانية وأنجبا ثلاثة أولاد. وأثناء إقامته في مدينة غرناطة الأندلسية الإسبانية أقام علاقات صداقة مع تيسير علوني ومع عماد الدين بركات جركس ومع محمد بهائية الملقب بـ«ساعي البريد». وتعتقد السلطات القضائية الإسبانية أن «ساعي البريد» هو أحد زعماء تنظيم القاعدة والشخص الذي قدّم مصطفى ست مريم إلى زعيم التنظيم أسامة بن لادن أثناء رحلة قاما بها إلى أفغانستان عام 1988 ثم انتقل عام 1995 إلى لندن حيث تولى إدارة مجلة «الأنصار»، إحدى المنشورات التابعة لـ«الجماعة الإسلامية المسلحة» الجزائرية، الذي كان يكتب فيها رجل الدين عمر محمود عثمان الملقب بـ«أبو قتادة»، الذي يعتبر الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في أوروبا.