إصابة 9 بينهم أربعة رجال أمن في محاولة لاقتحام قسم شرطة بشمال مصر

مسلسل اقتحام وحرق مراكز الشرطة ما زال مستمرا

TT

قام أكثر من 400 شخص من أهالي مدينة الحمّام التي تبعد نحو 250 كيلومتر شمال غرب القاهرة، بمهاجمة قسم شرطة المدينة الواقعة بنطاق محافظة مطروح، وإشعال النيران فيه ردا على ما قالوا إنه قيام الشرطة بإساءة معاملة ثلاث سيدات من أهالي المدينة، وإصابة مواطن آخر بطلق ناري عن طريق الخطأ، أثناء ملاحقتهم لمشتبه به في منطقة العميد التابعة للقسم. وقال مصدر أمني إن الأهالي قاموا على أثر ذلك بالانتقال إلى مدينة الحمّام، وتضامن معهم أقارب لهم وعدد من أهالي المدينة، وقاموا بمهاجمة قسم الشرطة، لتحدث اشتباكات متبادلة بين الشرطة والأهالي.

وأصيب في الاشتباكات خمسة مواطنين وأصيب ثلاثة جنود من قوة تأمين القسم، وأحد الضباط بكدمات في الرأس، وعلى الفور قامت قيادات مديرية أمن مطروح بالانتقال إلى مدينة الحمّام للسيطرة على الموقف، وقامت قوات من الجيش المكلفة بتأمين المدينة بالفصل بين الأهالي والشرطة لمحاولة إنهاء الاشتباكات بينهما.

وأكد المصدر الأمني أن سبب تطور الأحداث بهذه الصورة، يرجع إلى إطلاق النار من القوة الأمنية بطريق الخطأ أثناء قيام بعض الأفراد من إدارة البحث الجنائي بالبحث عن حائزي الأسلحة النارية غير المرخصة، حيث تم إطلاق النار بصورة خاطئة على أحد المواطنين، وهو ما أثار الأهالي وجعلهم يتجمهرون أمام قسم الشرطة، مشيرا إلى أنه تم التحفظ على السلاح الميري الموجود بالقسم والتحفظ على الأحراز ونقلها إلى مكان آخر، وأن اللواء حسين فكري، مدير أمن مطروح، توجه لمدينة الحمّام لاحتواء الأزمة والعمل على حلها.

وقال شهود عيان إن الأهالي تجمعوا بعد أن غضبوا بسبب سوء معاملة الشرطة لبعض نساء المدينة أثناء حملة مداهمات للشرطة، وأكد محمد حسين، أحد شهود العيان، أن ألسنة اللهب والدخان تصاعدت من مبنى قسم شرطة مدينة الحمّام وأن عدة سيارات للشرطة أحرقها الأهالي بعد انتشار خبر معاملة بعض أفراد الشرطة لبعض النساء في مدينة العميد بطريقة غير لائقة عند قيامهم بمداهمة مواقع لبعض الخارجين على القانون، مضيفا :»تحظى النساء في مطروح بخصوصية شديدة لما تفرضه العادات والتقاليد البدوية من الاحترام الشديد للمرأة والغضب الشديد أيضا إذا اعتدى أحد على حرمات نساء البدو». ويعد هذا الحادث حلقة جديدة من مسلسل حرق واقتحام أكثر من 100 مركز شرطة بمصر منذ ثورة 25 يناير التي أسقطت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وأسقطت معه ما تبقى من هيبة وقوة الشرطة المصرية التي طالما تغنى بها نظام مبارك، لتحاول هذه الشرطة اليوم فقط أن تنجو من اقتحام الغاضبين لأقسامها بعد أن كانت مصدرا للهلع للكثير من المصريين.