باراك: إسرائيل ومصر لم تقعا في كمين استهدف تشويش العلاقات بينهما

زعيمة المعارضة: نتنياهو طلب وقف إطلاق النار مع حماس وأظهر إسرائيل ضعيفة

TT

في حين تباهى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بأن «إسرائيل ومصر لم تقعا في الكمين الذي نصب لهما بهدف تشويش العلاقات الاستراتيجية بينهما»، كشفت رئيسة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، عن أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هو الذي طلب وقف إطلاق النار في المعركة الأخيرة مع حركة حماس وبذلك تسبب في خروج إسرائيل بموقف أضعف من السابق من ناحية قوة الردع. وقال الرجل الثاني في حزبها، شاؤول موفاز، إن حكومة نتنياهو جعلت إسرائيل «عاجزة عن توفير الحماية الأمنية من الإرهاب لما يزيد على مليون مواطن إسرائيلي في الجنوب».

وجاء هذا التراشق خلال الجلسة الطارئة التي عقدها الكنيست، خلال عطلته الصيفية أمس، لبحث عملية إيلات التي نفذها مسلحون تسللوا عبر الحدود مع مصر يوم الخميس الماضي، وما تبعها من تدهور أمني وقصف متبادل بالصواريخ مع قطاع غزة.

ودعيت إلى الجلسة أحزاب المعارضة، تحت عنوان: «أحوال إسرائيل بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية». ولكن رئيس الوزراء تغيب عنه ولم يحضر سوى وزيرين اثنين و10 نواب من الائتلاف الحكومي و24 نائبا من المعارضة. ومع ذلك، فقد كان النقاش حاميا في القاعة، حيث إن حزب المعارضة الرئيسي «كديما»، المفترض أنه حزب ليبرالي يؤيد عملية السلام، قاد حملة هجوم على الحكومة لأنها طلبت وقف إطلاق النار مع حماس ولم تواصل غاراتها على قطاع غزة ولم تنتهز الفرصة لتحطيم حكم حماس هناك.

وقال عضو الكنيست نحمان شاي إن على حكومة إسرائيل أن تدير سياسة مسؤولة تجاه الفلسطينيين، فتضرب بيد من حديد تنظيمات إرهاب وفي الوقت نفسه تقدم العون للسلطة الفلسطينية المعنية بالسلام مع إسرائيل. ولكن الحكومة الإسرائيلية تفعل العكس، حسب رأيه، «فهي تقوي حماس وتظهر إسرائيل ضعيفة أمامها، وتستقوي على السلطة الفلسطينية وتضعفها في وجه حماس».

وكان وزير الدفاع، إيهود باراك، قد صرح بأن الهجمات المسلحة التي قدم منفذوها من سيناء، كانت عبارة عن كمين نصب لإسرائيل ومصر بهدف تشويش العلاقات الاستراتيجية بينهما وجرهما إلى مواجهة وأزمة. ولكن الطرفين كانا واعيين لهذا الغرض الخبيث وتمكنا من إجهاضه ويسعيان اليوم لتوضيح الأمور بالشكل المناسب. وأشاد باراك بموقف نتنياهو، «الذي أبدى مسؤولية رفيعة في إدارة هذه الأزمة».

إلا أن ليفني ردت عليه قائلة إن ما حصل هو حلقة أخرى في سلسلة إخفاقات تورطت فيها هذه الحكومة، بل لعلها أخطر هذه الإخفاقات. وأضافت: «هذه الحكومة تتهرب من مسؤوليتها ولا تواجه أيا من الأزمات التي تمر بها. تتهرب من مواجهة خطر حماس على مليون إسرائيلي مهددين. وتتهرب من مواجهة أزمة الاحتجاجات الجماهيرية ضد سياستها الاقتصادية الاجتماعية. وتتهرب من عملية السلام. وحتى من بحث برلماني منظم مثل هذا البحث، تتهرب ويغيب منها 28 وزيرا». ودعت ليفني باراك إلى الاستقالة.

وقال وزير الدولة، ميخائيل ايتان، وهو الذي تكلم أمام الكنيست باسم الحكومة، إنه يحاول أن يفهم ما الذي تريده ليفني حقا ولا يجد جوابا: «هل تريدين يا سيدتي أن يفعل نتنياهو مثل رئيس الحكومة الذي كنت حضرتك نائبة له فيها؟.. هل تريدونه أن يفعل مثل إيهود أولمرت عشية الحرب على لبنان؟.. فهذه حكومة مسؤولة، لا تقبل المغامرة وتدير سياستها بخطوات مدروسة. فلم تمر ساعتان على الهجمات الإرهابية على سياراتنا قرب إيلات، حتى كان القادة الثلاثة المسؤولون عن هذه الهجمات قتلى».

وقال الوزير الثاني الذي حضر الجلسة، جلعاد اردان، إن «ليفني وموفاز يطرحان هذه المواقف ليس بدوافع الأمن، بل بدافع التنافس بينهما على رئاسة حزب (كديما). فالجميع يعرفون أنهما يتصارعان على رئاسة الحزب ويحاول كل منهما منافسة الآخر على مهاجمة الحكومة». وقال اردان: «أنت يا موفاز هو آخر من يحق له الكلام عن ضعف إسرائيلي في مواجهة حماس. فقط قبل شهر سمعناك تقول إنك لا تمانع في فتح حوار مع حماس. فهل لك مسموح الأمر؟».