اليمين يتهم نتنياهو بالتقاعس عن منع الاعتراف بفلسطين.. وأيالون إلى مدريد لتغيير موقفها

بسبب تردده في إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة

TT

في الوقت الذي تدير فيه حكومة إسرائيل حملة دبلوماسية محمومة لمقاومة المشروع الفلسطيني للاعتراف بالدولة في الأمم المتحدة والحصول على عضويتها الكاملة، شن أحد أقطاب اليمين الاستيطاني المتطرف هجوما على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتهمه بـ«التقاعس المبرمج» عن إفشال المشروع، كونه يريد «أن يتظاهر بأن الدولة الفلسطينية فرضت عليه فرضا من المجتمع الدولي». ولكن الحكومة رفضت هذا الاتهام وأشارت إلى أنها تدير معركة دولية شرسة ضد المشروع. وقرر نتنياهو، بعد استدعاء السفير الإسباني لوزارة الخارجية، إرسال نائب وزير الخارجية، داني أيالون، مساء اليوم، إلى مدريد ليحاول إجهاض نية إسبانيا تأييد الاعتراف. وقال مصدر في الخارجية إن إسرائيل صدمت بالموقف الإسباني واحتجت عليه أمام السفير في تل أبيب، إلفاروا آيرنسو، واعتبرته «مساندا لخطوة فلسطينية تهدد بنسف مفاوضات السلام».

وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، قد صرحت لصحيفة «البايس» الإسبانية، إنها تأمل أن يحقق اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الثاني من سبتمبر (أيلول) في بولندا، تقدما نحو الاعتراف بدولة فلسطينية. ونسبت الصحيفة إليها قولها: «هناك شعور بأن الوقت مناسب الآن للقيام بشيء لمنح الفلسطينيين الأمل في أن تصبح إقامة دولتهم أمرا واقعا.. علينا أن نعطيهم إشارة ما، لأنه إذا لم نفعل، فقد يولد ذلك إحباطا كبيرا للشعب الفلسطيني».

وذكر الناطق بلسان وزارة الخارجية، يغئال بالمور، أن إسرائيل احتجت رسميا لدى إسبانيا، على هذه التصريحات. ولكن السفير الإسباني في تل أبيب رد بأن تصريحات خيمينيث «أسيء فهمها»، وأن «إسبانيا ستصر على أن يتضمن أي طلب فلسطيني حتى تؤيده، مطلب الاستئناف الفوري لمحادثات السلام في الشرق الأوسط، وضمانات أمنية لإسرائيل». وأضاف أن نائب الوزير أيالون سيحاول فهم حقيقة الموقف الإسباني و«التأثير عليه في الاتجاه الصحيح».

لكن أوساطا سياسية اعتبرت الموقف الإسباني مؤشرا لفشل الجهود الإسرائيلية في إحباط المشروع الفلسطيني. وقال ناطق بلسان المعارضة من حزب «كديما»، إن «تقاعس الحكومة عن إدارة سياسة سلام واضحة يعمق التفاف حول الموقف الفلسطيني». ولم يستبعد الناطق أن يصل عدد مؤيدي المشروع إلى 135 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال البروفسور أريه الداد، عضو الكنيست من حزب «الاتحاد القومي»، وهو حزب المستوطنين واليمين المتطرف المعارض، إنه «لا يستنظف» موقف نتنياهو من هذه التطورات – «فهو كان قد خان مصوتيه من حزب الليكود وحلفاءه من اليمين عندما قبل الإملاء الأميركي ووافق على مبدأ إقامة دولة فلسطينية ثانية على أرض إسرائيل (هو يعتبر أن الأردن هي الدولة الفلسطينية). ولكنه لم يجرؤ على ترجمة التصريح إلى واقع على الأرض، لأنه كان من الصعب عليه أن يواجه حلفاءه. واليوم نراه يتيح للمجتمع الدولي أن يناصر قيام الدولة الفلسطينية، كما لو أنه أمر مفروض عليه. فمن جهة يتقاعس، ومن جهة أخرى يتظاهر بأنه غير راض».

وفي رد على الداد والمعارضة الليبرالية، تحدث ممثل عن الحكومة الإسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فقال إن الحكومة تبذل جهودا خارقة لإفشال الموقف الفلسطيني. وضرب مثلا على ذلك في المعركة التي دارت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال مؤتمر دول أميركا الوسطى، الذي التأم في سلفادور. فقال إنه في الوقت الذي كان الفلسطينيون يحسبون فيه أن هذه الدول في جيوبهم وأنها ستؤيد مشروعهم في الأمم المتحدة، نظمت إسرائيل نشاطا معمقا معها وحصلت على وعود بإعادة النظر في مواقف بعض منها. وتحدث، دفاعا عن الحكومة أيضا، مئير روزين، المستشار القضائي في وزارة الخارجية، فقال إن «القرار المتوقع في الأمم المتحدة لا قيمة له في إسرائيل.

إلا أن أيالون، الذي عاد من هنغاريا أول من أمس، ضمن جهود الإقناع بعدم الاعتراف، يرى أن إسرائيل ستحاول حتى اللحظة الأخيرة العمل من أجل إجهاض المشروع الفلسطيني.