تركيا تعلن مقتل نحو 100 من مسلحي العمال الكردستاني في عملياتها بكردستان العراق

قيادي في الحزب لـ «الشرق الأوسط» : خسائرنا 3 قتلى و7 جرحى فقط

نساء يبكين في جنازة 7 مدنيين قتلوا في غارة جوية تركية استهدفت سيارة بمنطقة رانيه في كردستان العراق أول من أمس (رويترز)
TT

قالت هيئة الأركان التركية أمس إن عمليات الجيش التركي في كردستان العراق أسفرت عن مقتل ما يصل إلى مائة من مسلحي حزب العمال الكردستاني خلال 6 أيام من القصف الجوي والمدفعي لكن حزب العمال الكردستاني شكك في صحة الأرقام وشن المزيد من الهجمات داخل الأراضي التركية.

والغارات الجوية التركية هي الأولى ضد مسلحي العمال الكردستاني في جبال كردستان العراق منذ أكثر من عام وتمثل تصعيدا في الصراع المستمر منذ 27 عاما بعد انهيار جهود التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض.

وخلال 6 أيام من الغارات الجوية عبر الحدود ضربت الطائرات التركية 132 هدفا تابعا لحزب العمال الكردستاني، حسبما أفادت به وكالة رويترز. وبدأت القوات المسلحة التركية العملية يوم 17 أغسطس (آب) ردا على تصاعد هجمات حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي تركيا. وقالت هيئة الأركان التركية «طبقا للمعلومات الأولية تم تحييد 90 إلى مائة إرهابي»، مستخدمة التعبير الذي تلجأ إليه عادة للإشارة إلى مقتل مسلحين أكراد. وأضاف الجيش أن «العمليات الجوية والبرية ستستمر». وذكر الجيش في بيانه أنه لم تتوفر لديه معلومات محددة عن الخسائر في الأرواح في صفوف حزب العمال الكردستاني وأن لديه معلومات عن إصابة أكثر من 80 من المسلحين في العمليات التي ضربت 73 مخبأ و8 مخازن و9 مواقع مضادة للطائرات.

إلى ذلك، أكد قيادي في حزب العمال الكردستاني «أن حديث السلطات التركية والتي تروجه وسائل الإعلام المحلية حول سقوط عشرات القتلى بصفوف حزبنا، ما هو إلا محاولات عقيمة للتأثير على معنويات قواتنا، وأن هذه المحاولات تندرج في إطار الحرب النفسية»، مضيفا «أن الجيش التركي فشل في هجماته الأخيرة على مواقعنا ومقراتنا ومقاتلينا بالداخل، لذلك يحاول من خلال تضخيم عدد القتلى والجرحى إلى تزييف الحقائق وتصوير الفشل الذريع لقواته على أنه انتصار مهم بدليل الخسائر الكبيرة التي لحقت بمقاتلينا والتي ذكرت وسائل الإعلام بأنها تجاوزت 100 قتيل و80 جريحا، في حين أن العدد الإجمالي لضحايانا خلال جميع تلك الهجمات لا يتجاوز 3 قتلى و7 جرحى». وقال أحمد دنيز المتحدث الرسمي باسم قيادة الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وسائل الإعلام التركية اعتادت على إخفاء الحقائق وتزييف الواقع، ففي حين التزمت الصمت المطبق تجاه مقتل 7 مواطنين مدنيين في منطقة رانية داخل إقليم كردستان تحاول أن تزيف الحقائق بترويج تلك الأكاذيب عن خسائر حزبنا، وهذا دليل واضح على محاولة تلك الوسائل لإخفاء حقيقة ما يجري على الحدود، وأن الضربات التركية إنما تستهدف مواطنين مدنيين في قرى آمنة داخل إقليم كردستان وليس كما يردده الجيش بأنها تهدف مقرات الحزب». وأشار المتحدث الرسمي باسم قيادة الحزب الكردستاني إلى «أن عددا من القادة السياسيين والعسكريين عقدوا اجتماعا لتدارس الوضع الراهن، وأصدروا قرارا بتحول الحزب من مرحلة الدفاع عن النفس إلى مرحلة الهجوم، وأرجع الاجتماع أسباب هذا القرار إلى إصرار الحكومة التركية على مواصلة هجمات الجيش وقصف المناطق الحدودية بالصواريخ والمدفعية، وأن نتائج هذه الحرب التي تصر عليها تركيا تقع على عاتق الحكومة الحالية برئاسة (رجب طيب) أردوغان».

وكان أردوغان قد أكد في تصريحات صحافية نشرتها وسائل الإعلام التركية «أن بلاده لن تتراجع في حربها ولن تتنازل عن هدف القضاء على حزب العمال الكردستاني». وشدد أردوغان في كلمة خلال لقائه بمجموعة حزبه العدالة والتنمية في إسطنبول، «عزم تركيا على مواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني حتى يتم القضاء عليه تماما». وقال: «إن العمليات العسكرية ضد هذا الحزب لن تتوقف ولا أحد يستطيع أن يطالب بوقف هذه العمليات، نحن لم نترك ولن نترك يوما شعبنا ووطننا عرضة لأي خطر كبير، لم ولن نتراجع للوراء في تقوية روابط شعبنا، ولن نترك أي أحد من أفراد شعبنا لأن يكون عرضة للخوف من الأعمال المسلحة والقتل والخطف».

وأغضبت الهجمات التركية سكان كردستان العراق التي تدفق عليها المستثمرون الأتراك في السنوات القليلة الماضية لبناء المنازل والمكاتب والمراكز التجارية. وقال مسؤولون أكراد وشهود عيان إن 7 عراقيين قتلوا في غارة جوية تركية في المنطقة يوم الأحد. وكانت هذه أول خسائر بين المدنيين منذ بدء الغارات يوم الأربعاء. وقال رئيس بلدية مدينة رانيه إن 2000 شخص على الأقل تظاهروا في وقت متأخر يوم الأحد في المدينة أثناء دفن الضحايا وسار أكثر من 300 في صمت من محطة للحافلات إلى مسجد في حالة حداد أول من أمس. وطلب تدخل الأمم المتحدة لوقف القصف. وذكر أن من بين الضحايا طفل عمره 3 أشهر واثنان عمرهما أقل من 18 عاما.