الأخوان كاسترو في تكساس يتطلعان إلى واشنطن

لاتينيان يسيران على خطى أوباما

نفيسة ديالو عاملة الفندق التي زعمت أن المدير السابق لصندوق النقد الدولي ستروس كان اعتدى عليها جنسيا مع محاميها كينيث طومسون بعد اجتماع في مكتب المدعي العام في مانهاتن. وقالت ديالو: من المحتمل إسقاط التهم الموجهة ضد كان (أ.ف.ب)
TT

مثل الأخوين البريطانيين ديفيد وإدوارد ميليباند، تشهد ولاية تكساس ظهور أخوين، جوليان كاسترو، عمدة مدينة سان انطونيو، وجواكين كاسترو، عضو كونغرس الولاية، يريدان تسلق السلم السياسي، ليس فقط داخل الولاية، ولكن أيضا إلى واشنطن، وإلى البيت الأبيض. وأول من أمس، قال جوليان للطبعة الأميركية لصحيفة «فايننشيال تايمز» إنه لا يستبعد أن يترشح لرئاسة الجمهورية، «لكن، ليس في الوقت الحاضر». هذه إشارة إلى أكثر من سبب:

أولا: عدم شهرته على المسرح الواشنطوني.

ثانيا: سيطرة الرئيس باراك أوباما على المسرح ربما حتى سنة 2016 ثالثا: سيطرة الجمهوريين على المسرح التكساسي.

لكن، ليس سرا أن العمدة من أشهر السياسيين الأميركيين من أصل مكسيكي في الوقت الحاضر. قبل 15 سنة، كان هناك هنري سسنيرو، الذي كاد أن يترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الديمقراطي في سنة 1996، لكنه اكتفى بمنصب وزير في إدارة الرئيس بيل كلينتون. ثم استقال بعد فضيحة جنسية. وقبل 3 سنوات، كان هناك بيل رتشاردسون، حاكم ولاية نيومكسيكو الذي ترشح لرئاسة الجمهورية ثم ألغى ترشيحه بعد فضيحة مالية.

أنهى الرجلان حياتهما السياسية بطريقة أو بأخرى، وأيضا، كبرا في السن. ويظهر جوليان وجواكين كاسترو الآن في قيادة الجيل الجديد من السياسيين المكسيكيي الأصل.

ولاحظ مراسل «فايننشيال تايمز» أن جوليان كاسترو شاب، وأنيق، وهادئ، ودائم الابتسامة. ووصفه بأنه «أوباما اللاتيني». ولديه سبب وجيه لأن يكون سعيدا. لأنه كان فاز بالمنصب في سنة 2009، معتمدا على عدد كبير من المهاجرين المكسيكيين في سان أنطونيو. وقال: «دور العمدة أشبه بدور رئيس مجلس المدينة أكثر منه برئيس تنفيذي لشركة. يحتاج العمدة ليناور ويحاور ويتوسط». ويعترف بأنه ليس في مستوى عمد المدن الكبرى في الولايات المتحدة. لكن، على مدى السنوات العشر الماضية، نمت سان أنطونيو لتصبح سابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

نحو ثلثي سكانها، وجملتهم أكثر من مليون شخص، من أصل لاتيني. ويعرف كاسترو أنهم يمكن أن يكونوا نقطة انطلاق مثالية له داخل الحزب الديمقراطي.

أما الأخ جوليان كاسترو يريد الانتقال إلى واشنطن سريعا، وذلك بأن يترشح لعضوية الكونغرس في واشنطن من دائرة في الولاية.

ويتشابه الأخوان كثيرا. غير أن الغرباء صاروا يفرقون بينهما بسبب خاتم الزواج في إصبع العمدة (تزوج إريكا قبل 3 سنوات، وعندهما طفل عمره سنتان).

وصار الأخوان رمزا لظهور المتحدرين من أصل لاتيني في السياسة الوطنية الأميركية. وبينما الولايات المتحدة ظلت تتصدى للمشاكل السياسية العنصرية طوال تاريخها، صارت الجالية الناطقة باللغة الإسبانية ساحة قتال جديدة تسعى الأطراف الرئيسية السياسية الأميركية إلى كسبها. وتعتبر المجموعة الأسرع نموا في الولايات المتحدة. وهي المسؤولة عن أكثر من نصف الزيادة الوطنية للسكان خلال العشر سنوات الماضية. وستكون قريبا الأغلبية في ولايتي كاليفورنيا وتكساس، الولايتين الأميركيتين الأكثر اكتظاظا بالسكان.

وليس سرا أن الذين من أصل إسباني يصوتون لصالح الحزب الديمقراطي بنسبة 60%، بالمقارنة مع نسبة 40% صوتوا لصالح الحزب الجمهوري في انتخابات 2012. ولد جوليان كاسترو وجواكين كاسترو في سان أنطونيو في سنة 1974. وكانت أمهما روزي كاسترو، ولا تزال من أكثر النشطاء «الشيكان» (اللاتينيين) في الولاية. ومن قادة مجموعة تعرف باسم «لا رازا» (الأمة) تمثل اللاتينيين الغاضبين على عدم مساواتهم مع الأغلبية البيضاء.

ويقارن مراقبون في واشنطن بين جوليان والرئيس باراك أوباما وغيره من السياسيين الذين يريدون تجسيد التطلعات السياسية الطائفية والعرقية. ومثل أوباما، حصل جوليان على شهادة من جامعة هارفارد في القانون. ومثله، كان حريصا على الدخول في السياسة المحلية في بلده (سان أنطونيو بالنسبة لجوليان، وشيكاغو بالنسبة لأوباما). بل أكثر من أوباما، لأنه أنه أطلق حملته ليترشح لمجلس بلدية سان أنطونيو في آخر سنة له في جامعة هارفارد. وحقق الفوز بمقعده في عام 2001. وحقق شقيقه حلم دخول مجلس ولاية تكساس في عام 2002.

ويقارن المراقبون في واشنطن بين الشقيقين الأميركيين، وبين ديفيد وإدوارد ميليباند البريطانيين. غير أن الأخوين ميليباند تربيا في عائلة يسارية، بل يساريه متطرفة، حيث كان أحد والديهما ماركسيا. لكنهم كلهم، الأميركيين والبريطانيين، تربوا في مناخ شعبي أكثر منه ارستقراطي.

وعن تطلعاته المستقبلية، قال جوليان كاسترو: «جزء من نعمة الشباب أن يشعر المرء أن أمامه خيارات كثيرة، وفرصا لا حدود لها. أنا سوف أكون كاذبا إذا قلت إنني لا أفكر في المسرح السياسي في واشنطن. لكن هناك بعض التحديات».

وأضاف أن تكساس «ولاية حمراء جدا (يقصد أنها جمهورية جدا)». لم يحصل الديمقراطيون على أي من المناصب الكبيرة في الولاية منذ عام 1994. وظل الجمهوريون يحكمون الولاية منذ ذلك الوقت، وآخرهم ريك بيري، الحالي، وكان هناك قبله جورج بوش الابن، الذي انتقل من حكم تكساس إلى حكم الولايات المتحدة سنة 2000. هل يعتقد العمدة كاسترو أن النمو في عدد الناخبين من أصل لاتيني قد يعني أن تكساس يمكن أن تتحول إلى اللون «الأزرق» الحزب الديمقراطي)؟» يبتسم، ويقول: «أعتقد ربما ستكون ولاية بنفسجية (جمهورية وديمقراطية)». وأشار إلى قلة الإقبال على الانتخابات وسط الذين من أصل لاتيني. إنهم أكثر من 16% من سكان الولايات المتحدة، ولكنهم 10% فقط من الناخبين المؤهلين للتصويت. ومن أسباب ذلك حقيقة أن الكثيرين منهم في الولايات المتحدة موجودون بصورة غير مشروعة. ثم إن نحو 40% من الذين من أصل لاتيني في تكساس لم يتخرجوا من مدرسة ثانوية. ويكافح كاسترو لشرح السبب، ويقول: «هناك حب هائل للأسرة والأطفال والتطلع إلى النجاح. لكن، توجد مشاكل في التقدم من خلال النظام التعليمي». ولا يخفي نقده للحزب الجمهوري، وإن لم يتهمه بالعنصرية ضد اللاتينيين، يقول بطريقة دبلوماسية إن الجمهوريين «ينظرون إلينا وكأننا حضارة منهم».