الزعيم الكوري الشمالي يصل إلى سيبيريا بقطاره المصفح للقاء ميدفيديف اليوم

لبحث البرنامج النووي والطاقة والمساعدة الغذائية لبيونغ يانغ وخط لسكك الحديد بين الكوريتين

TT

وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، أمس، إلى أولان أوديه في سيبيريا؛ حيث سيلتقي اليوم الأربعاء الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للبحث في البرنامج النووي الكوري الشمالي والطاقة والمساعدة الغذائية لبيونغ يانغ. ووصل كيم، صباح أمس، على متن قطاره الخاص المصفح إلى أولان أوديه قرب بحيرة بايكال (5550 كم عن موسكو)، كما قالت وكالة الأنباء الروسية «إيتار تاس». وأضافت أن الزعيم الكوري الشمالي التقى المبعوث الخاص لميدفيديف إلى هذه المنطقة الواقعة في أقصى الشرق الروسي فيكتور أشاييف قبل أن يتوجه إلى ضفاف بحيرة بايكال. ويحاط برنامج كيم بسرية كبيرة. ويفترض أن يزور قرية توركا، حيث تجري إقامة منطقة سياحية! كما قال مصدر «إيتار تاس». كان مسؤول محلي روسي قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم كشف هويته، إنه سيعرض على كيم جولة في مركب في البحيرة. وقال الكرملين إن القمة ستتوج الجولة التي يقوم بها كيم وتستمر أسبوعا في الشرق الأقصى وسيبيريا. وهي ثاني زيارة له إلى الجارة العملاقة منذ عام 2002.

ونظرا لمخاوف كيم، 69 عاما، بشأن سلامته الشخصية، فرض الكرملين حظرا شاملا على المعلومات حول خططه وخط سير رحلته التي سيقوم بها في قطاره الخاص المصفح.

ويتوقع أن يلتقي ميدفيديف وكيم في مدينة أولان أوديه في شرق سيبيريا بالقرب من بحيرة بايكال في منطقة بورياتيا شرق موسكو اليوم الأربعاء.

وستدخل القمة التاريخ لأنها تشكل تطورا كبيرا في العلاقات وتتيح الفرصة أمام موسكو لتلميع صورتها على أنها مفاوض قادر على التعامل مع الأنظمة التي تعتبر خارجة عن التوافق الدولي.

إلا أن المحللين يرون أن المحادثات لن تثمر عن انفراجات كبيرة في السياسة الخارجية أو عن اتفاقيات اقتصادية قوية.

وصرح قسطنطين أسمالوف، الخبير الكوري في معهد دراسات الشرق الأقصى في موسكو، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «النتيجة الأهم في هذه الزيارة هي الزيارة بحد ذاتها». وأضاف أن «كل شيء ستناقشه روسيا وكوريا الشمالية إما أنه سيفشل في كسر الجمود وتبديد المخاوف وإما أنه سيتعلق بمشاريع مختلفة طويلة الأمد».

ويتوقع أن يسعى كيم إلى الحصول على مساعدة موسكو في محاولة إطلاق المحادثات السداسية المتوقفة بشأن نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية وسط مؤشرات على أن الدولة المعزولة تسعى إلى التواصل مع العالم بسبب معاناتها نقص الأغذية. كانت بيونغ يانغ قد خرجت من المفاوضات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا، في أبريل (نيسان) 2009، وأجرت ثاني تجربة نووية لها بعد ذلك بشهر، إلا أنها أعربت عن رغبتها في العودة إلى المحادثات.

وقال أسمالوف إنه من غير المرجح أن يتوصل الزعيمان إلى أي انفراج في المحادثات النووية؛ حيث إن ذلك يعتمد على موقف واشنطن وسيول اللتين أبدتا انزعاجهما من تصرفات بيونغ يانغ المتقلبة. ويتوقع أن يناقش الكرملين، الذي يقول إنه يجب استغلال أي فرصة لإدخال كوريا الشمالية في حوار، مشاريع الطاقة والبنية التحتية الخاصة بالكوريتين. وستشمل المحادثات الخطة المتوقفة منذ فترة لإقامة خط لسكك الحديد بين الكوريتين وبناء خط ربط كهربائي بين البلدين، والأهم من ذلك مد خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى كوريا الجنوبية عبر كوريا الشمالية. وفي أعقاب محادثات مع نظيره الكوري الجنوبي كيم سانغ هوان في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن شركة «غازبروم»، الروسية العملاقة للغاز، تجري محادثات مع شركات الطاقة في الكوريتين. إلا أن المحللين يشككون في إمكانية تنفيذ خطة مد خط أنابيب غاز يمر عبر شبه الجزيرة الكورية المقسمة طالما بقي التوتر بين البلدين قائما.

وقال يوري فانين، الخبير في الشؤون الكورية في معهد الدراسات الشرقية في موسكو: «إن المسألة معقدة للغاية».

ويتوقع أن يسعى كيم إلى الحصول على مزيد من المساعدات الاقتصادية والغذائية من روسيا وسط مخاوف من حدوث مجاعة.

وقالت موسكو عشية وصول كيم إنها تنفق ما يصل إلى 50 ألف طن من القمح إلى كوريا الشمالية. وتعود العلاقات بين الدولة الشيوعية وروسيا إلى العهد السوفياتي، على الرغم من أن العلاقات فترت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. وهذه ثالث زيارة يقوم بها كيم إلى روسيا خلال عقد. وكانت آخر مرة في عام 2002 عندما التقى الرئيس الروسي في ذلك الوقت فلاديمير بوتين في فلاديفيوستوك. وفي مايو (أيار) زار كيم الصين في ثالث زيارة خلال عام واحد إلى البلد الوحيد الحليف له والذي يشكل خط الحياة الاقتصادي له.