الخارجية الأميركية: أفضل ما يمكن أن يفعله القذافي هو التنحي

أوباما وساركوزي بحثا الوضع الليبي

TT

أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نيولاند، أمس، أن الولايات المتحدة تستعد لتسليم المجلس الانتقال الليبي جزءا من أموال العقيد معمر القذافي المحتجزة لديها. وأوضحت نيولاند، أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع اللجنة المسؤولة عن العقوبات التابعة للأمم المتحدة، حيث ينبغي أن توافق اللجنة لكي يتم تسليم الأموال.

وكانت هذه من بين القضايا التي بحثتها وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، مع أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، في اتصال بينهما حول ليبيا. وقالت نيولاند: «كلينتون تحدثت إلى بان كي مون حول الخطوات المقبلة في ليبيا ومساعدة المجلس الانتقالي والشعب الليبي في هذه المرحلة الانتقالية». وأضافت أنهما اتفقا على دعم الليبيين في المرحلة المقبلة، من حيث ضبط الأوضاع في البلاد، واتخاذ إجراءات مثل صياغة الدستور وفرض القانون، موضحة أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة ستدعمان هذه العملية وقيادة الليبيين لها.

وقالت نيولاند «هذا الأسبوع نعمل من أجل إطلاق بين مليار و1.5 مليار دولار للمجلس الانتقالي الليبي». وأضافت: «نعمل مع لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة من أجل مساعدة المجلس الانتقالي لضمان أمن ليبيا وتوصيل الخدمات الضرورية للشعب الليبي.. ونريد من لجنة العقوبات أن تؤكد إيجابا نقل الأموال إلى المجلس الانتقالي».

يذكر أن هذه العملية بدأت منذ أيام عدة وما زالت واشنطن تنتظر قرار اللجنة. وأوضحت «قيمة مليار أو 1.5 مليار دولار تمثل نصف قيمة الأموال النقدية هنا، وهو المبلغ الذي نراه ملائما لنقله في الوقت الراهن»، مضيفة «لقد التزم المجلس الانتقالي باستخدام الأموال بشفافية.. ولن نقوم بهذه الخطوة لو لم نكن متأكدين أن الأموال ستستخدم بالطريقة الملائمة وتساعد من يحتاجها». ولفتت نيولاند إلى أن اجتماع مجموعة الاتصال في تركيا يوم الخميس المقبل ستكون مهمة لتحديد متطلبات المجلس الانتقالي والعمل على تسليم المجلس الانتقالي أموال القذافي المحجوزة.

وبينما يعمل ممثل الولايات المتحدة الخاص بليبيا، كريس ستيفنز، مع المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي على الاستعداد للمرحلة المقبلة في ليبيا، يواصل المسؤولون الأميركيون اتصالاتهم على مدار الساعة مع المسؤولين الليبيين.

من جهة أخرى، طالبت الإدارة الأميركية مجددا بتنحي القذافي. وقالت نيولاند «لا يوجد شك في أن نظام القذافي اقترب من الانهيار، وأفضل شيء يمكن أن يفعله القذافي لشعبه هو التنحي». وأوضحت أنه «لم يعد لدى القذافي الكثير من السيطرة أو شيء يذكر من السلطة.. نريد إعلانا منه لشعبه ولمناصريه بأنه يفهم أن الأمر انتهى وأن أيام حكمه انتهت». وشددت نيولاند على أهمية هذه الخطوة كي يكف مؤيدو القذافي عن القتال وإنهاء المعارك المستمرة. وفي الوقت نفسه، شددت على أهمية حماية الليبيين من معارك داخلية وعدم السماح بتفشي العنف في البلاد، قائلة «نؤكد على أهمية المصالحة ومنع أعمال الانتقام وهو أمر يتفق معه المجلس الانتقالي الليبي». واعتبرت نيولاند أيضا أن «رصد المواد الكيماوية» في ليبيا أمر مهم، خشية من بقاء مواد يمكن استخدامها في أسلحة كيماوية، ولكنها امتنعت عن إعطاء المزيد من التفاصيل حول هذه القضية.

ويذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يواصل متابعة التطورات في ليبيا من مقر إقامته خلال إجازته في مارثاز فينيارد. وأوضح البيت الأبيض أمس أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون برينان أطلع أوباما على التطورات في ليبيا صباح أمس، ويتسلم معلومات جديدة مع تطورها.

وتحدث أوباما أمس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الأوضاع في ليبيا. وقال البيت الأبيض في بيان «إنهما اتفقا أن على القذافي وبقايا نظامه، القبول بأن وقتهم انتهى وعليهم التنازل عن السلطة تماما». وأضاف البيان: «إنهما رحبا بالتطور الذي أنجزه النظام الليبي في السعي إلى إنهاء نظام القذافي، وفي الوقت نفسه اتفقا على مواصلة العمل مع الحلفاء والشركاء في المجتمع الدولي لحماية الشعب الليبي ولدعم انتقال سلمي إلى الديمقراطية». وتابع البيان «الرئيس ساركوزي شارك الرئيس في حث المجلس الانتقالي الوطني على مواصلة إظهار قيادته لاحترام حقوق الشعب الليبي، وتجنب الضحايا المدنيين واحترام مؤسسات الدولة الليبية والسعي للانتقال إلى الديمقراطية بشكل عادل وشامل للشعب الليبي».

وكان أوباما قد اتصل برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء أول من أمس حول ليبيا وكررا مطالبة القذافي بالتنحي عن السلطة.