الزهار يشكك في عملية إيلات ويصفها بـ«الغامضة»

قال في مقابلة مع «معا» إن حماس ليست شرطيا لإسرائيل.. واعتبر استحقاق سبتمبر وهما

محمود الزهار
TT

شكك عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور محمود الزهار، في عملية إيلات جنوب إسرائيل التي وقعت يوم الخميس الماضي. ووصف العملية بـ«الغامضة»، مؤكدا أن إسرائيل استغلت هذه العملية للاعتداء على غزة. وتساءل الزهار في مقابلة أجرتها معه وكالة «معا» الفلسطينية الخاصة عن السبب الذي يقف وراء استمرار إسرائيل بإخفاء هوية منفذي العملية؟ قائلا: «حتى الآن لا نعرف من هم ومن أين جاءوا، ولم تعلن إسرائيل عن أسمائهم أو تقوم بنشر صورهم أو حتى صور القتلى الإسرائيليين، بعكس ما كانت تعمل في مثل هذه العمليات، كما أن العملية لم يقم أي فصيل فلسطيني بتبنيها».

واتهم إسرائيل باختلاق الأسباب لشن عدوان على غزة، وقال: «تم العدوان بقصد العدوان ودون أي مبرر، ثم اعتدوا على قائد كبير من قادة المقاومة الشعبية في رفح، أبو عوض النيرب، وخمسة آخرين، مما دفع المقاومة إلى الرد والدفاع عن النفس».

وعن دور حماس في تثبيت التهدئة، وعدم الانجرار من جديد للتصعيد، في أعقاب اغتيال إسرائيل لأحد قادة سرايا القدس في رفح أمس، أكد الزهار أن دور حركته هو «التواصل مع الفصائل وتنظيم المقاومة وأن لا تعيد قطاع غزة للاحتلال مرة أخرى». وقال: «جرى لقاء مع كل الفصائل واتفق الجميع على التهدئة مع الاحتفاظ بحق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية»، وشدد على أن «حماس ليست شرطيا لحماية المصالح الإسرائيلية».

ورأى الزهار أن التهدئة التي تسعى إليها حركته مع إسرائيل «تقوم على مبدأ ردع العدو»، وليس من خلال التعاون معه أو الخضوع لإملاءاته، كاعتقال المقاومين أو سحب سلاحهم.

وردا على الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس تعمل على ضرب إسرائيل من خلف تنظيمات وهمية في القطاع، قال الزهار: «هذه أكاذيب واضحة لتبرير عدوانها، ما التنظيم الوهمي الذي صنعته حماس؟ ما هو موجود تنظيمات على أرض الواقع ولها قواعدها الشعبية والعسكرية ولها ارتباطاتها الفصائلية، ويتم دعوتها للقاهرة لحضور مناسبات وطنية مثل اتفاق المصالحة، فهل مصر تتساوق مع هذه التنظيمات المصطنعة؟».

وتابع القول: «إسرائيل بدأت بالعدوان على عناصر من الجهاد الإسلامي عندما اغتالت بوحشية الشهداء من عائلة قريقع في الشجاعية، لترد الحركة بعد ذلك على إسرائيل، فهل الجهاد اختراع حماس أم أنه حقيقة على أرض الواقع؟».

وقال الزهار إنه منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة جرى التواصل مع جهات عربية ودولية، من بينها مصر، التي أخذت فيها الاحتجاجات بعدين، تمثل الأول في الدور الرسمي بهدف لجم العدوان، والآخر عبر عنه الشعب المصري من خلال المسيرات التي خرجت في معظم المدن وخصوصا في القاهرة وما جرى هناك من احتجاج صاخب أمام مقر السفارة الإسرائيلية وإنزال العلم الإسرائيلي عن المبنى. وأكد أن الإجماع الرسمي والشعبي المصري على وقف العدوان وعدم الانفراد بغزة، أدى إلى إيقاف مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية المقصود والمبرمج.

ورأى الزهار أن الواقع في مصر قد تغير بعد سقوط النظام السابق، ويبدو ذلك كما قال من خلال الموقف الأخير المتمثل بسحب السفير المصري من إسرائيل (السفير لم يُسحب بعد) وخروج الشارع المصري ضد السفارة الإسرائيلية في بلادهم، والرأي الإعلامي المميز باستخدام عبارات مثل وصف الشاب الذي أنزل العلم الإسرائيلي بأنه بطل قومي، مضيفا: «هذه نغمة لم نسمعها في السابق فهناك مطالب بوقف الغاز وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، وشاهدنا أيضا لقاءات إعلامية مع خبراء في القانون الدولي للبحث في إمكانية التنصل من الاتفاقيات مع إسرائيل».

وبشأن ملف المصالحة بين حركتي فتح حماس، أوضح الزهار أن «تطبيق اتفاق المصالحة مرهون باللحظة التي يقتنع فيها كل طرف بأن الخيار الوحيد هو المصالحة بدلا من تعليق الآمال على الوعود الأوروبية والأميركية؛ فإذا وصلنا لهذه القناعة يصبح التطبيق سهلا».

ورأى أن هناك جهات في فتح تعطل المصالحة، على أمل أن تأتي قضية سبتمبر (توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة والحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة) بشيء، واصفا هذا «الاستحقاق» بأنه «وهم جديد يعبر عن فشل مشروع التفاوض».

وحول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الأخيرة للقاهرة، أوضح الزهار أنها تأتي في إطار علاقات حركة حماس في المنطقة، وليس لها أي علاقة بملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.

يُذكر أن الزهار دخل في مواجهة مع مشعل بعد خطاب الأخير في حفل توقيع اتفاق المصالح في القاهرة، في 4 مايو (أيار) الماضي، وذلك بعدما انتقد، ولأول مرة بهذا الشكل العلني، ما جاء في كلمة مشعل بشأن القبول بدولة فلسطينية وإعطاء المفاوضات مع إسرائيل فرصة أخرى. ورد عليه المكتب السياسي من دمشق بعنف، وقال إن ما صدر عن الزهار لا يمثل المكتب السياسي، بل نفسه، وهو غير مخول بالحديث باسم المكتب السياسي.