قائد كتيبة حماية طرابلس فتح الطريق أمام الثوار بسبب قتل القذافي ابن عمه

شباب طرابلس تلقوا تدريبات عسكرية ثم عادوا متخفين في زي صيادين

TT

أطلق على الخطة السرية التي نفذتها الخلايا النائمة بالاشتراك مع الثوار الليبيين وحلف الناتو للسيطرة على العاصمة طرابلس من قبضة نظام معمر القذافي اسم «فجر عروس البحر».

ووفقا لتقرير «أسوشييتد برس»، كانت الخطة قد بدأت قبل ثلاثة أشهر عندما غادرت مجموعات من الشباب طرابلس صوب بنغازي للتدريب على أيدي عسكريين سابقين.

وبعد انتهاء التدريب في بنغازي عاد هؤلاء الشباب إلى طرابلس إما عن طريق البحر متخفين في زي صيادين أو عبر الجبال الغربية.

وقال فضل الله هارون، المتحدث العسكري الذي أسهم في وضع الخطة: «عادوا إلى طرابلس. وشكلوا خلايا نائمة تنتظر ساعة الصفر». وأشار إلى أن العديد من المقاتلين المدربين أقاموا أيضا في المدن غرب طرابلس مثل الزنتان والزاوية وانتظروا اللحظة التي تم الاتفاق عليها للدخول إلى العاصمة.

بدأت عملية «فجر عروس البحر» في ليلة الحادي والعشرين من أغسطس (آب) الحالي وأدهشت العالم عندما تمكن الثوار من الاستيلاء على العاصمة والاحتفال في الساحة الخضراء دون مقاومة تذكر من القوات الموالية للقذافي.

وأشار هارون إلى أن 150 مقاتلا قاموا من داخل طرابلس بسد الشوارع والدخول في قتال مع قوات القذافي انتهت باستيلائهم على الشوارع ونقاط التفتيش التي تتمركز فيها هذه القوات.

لكن ما السبب في تبخر قوات القذافي عندما دخل الثوار المدينة؟

يقول فتحي باجا، رئيس اللجنة السياسية لقيادة الثوار، إن «الفضل كله يرجع إلى الاتفاق الذي أبرم مع قائد الكتيبة المسؤولة عن حماية بوابات طرابلس، فرقة محمد مقريف. اسمه محمد إشكال وكان شديد الصلة بالقذافي وعائلته». وأوضح باجا أن القذافي أمر بإعدام ابن عمه قبل عشرين عاما.

وقال هارون: «حمل أشكال الضغينة في قلبه ضد القذافي لمدة 20 عاما، وعقد اتفاقا مع المجلس الانتقالي الوطني بأنه عندما تحين ساعة الصفر سيسلم المدينة إلى الثوار». وأضاف هارون: «لم يكن يكترث كثيرا بشأن الثورة، لكنه كان يرغب في الانتقام من القذافي، وعندما أدرك أن هناك فرصة لسقوط القذافي، قال إنه سيسهم في ذلك». لكن هارون أكد على أنه على الرغم من ذلك، فإنه لا يثق في الرجال الذين انشقوا عن نظام القذافي في وقت متأخر. وأوضح هارون أنه لا يثق في أي منشق ترك جانب القذافي في الأيام القليلة التي سبقت 20 أغسطس. وقال: «كانوا يعلمون أن أيامه معدودة لذا انشقوا عنه، لكنهم من داخل قلوبهم سيظلون على الدوام يخشون القذافي ويقدمون له كل الاحترام». وأشار هارون إلى أنه كان على اتصال بقيادة الثوار في بنغازي وكانوا على علم بتاريخ عملية «فجر عروس البحر».

وقال هارون: «بصراحة شديدة، لقد لعب الناتو دورا كبيرا في تحرير طرابلس؛ فقد قصفوا كل المواقع الرئيسة التي لم نتمكن من التعامل معها بأسلحتنا الخفيفة».

وأشار المحللون إلى أنه بمرور الوقت كانت الضربات الجوية للناتو أكثر تركيزا وتراجعت الخسائر العرضية في الأرواح إلى حد كبير. وقد قدمت أعداد متزايدة من الطائرات من دون طيار الأميركية مراقبة على مدار الساعة خلال تقدم الثوار.

واعترف الدبلوماسيون بوجود فريق سري من فرنسا وبريطانيا وبعض دول أوروبا الشرقية قدم مساعدة جوهرية.

شملت المساعدات خبراء في الدعم اللوجستي ومستشارين أمنيين ومراقبي طيران لجيش الثوار، إضافة إلى عملاء استخبارات ومحللي تقييم الخسائر وخبراء آخرين، بحسب دبلوماسي مقيم في مقر الناتو في بروكسل. وقدم المستشارون العسكريون على الأرض معلومات استخبارية مهمة وآنية للمتمردين مما مكنهم من تعزيز قوتهم المحدودة ضد العدو. وأشار أحد المسؤولين الأميركيين الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه سيناقش معلومات استخبارية، إلى أن الجيش القطري كان أول من قاد الطريق الذي انضم إليه لاحقا مستشارون فرنسيون وإيطاليون وبريطانيون. وكان لهذا الجهد أهداف متعددة، لا مساعدة الثوار فقط، بل مراقبة صفوف الثوار ومعرفة ما إذا كانت عناصر «القاعدة» تحاول اختراق صفوفهم أو التأثير على الثورة.

لتعزيز عملية الاستخبارات، كان لا بد من تصعيد المراقبة وحملة الاستهداف في الجو. فقد ساعدت طائرات «بريداتور» من دون طيار في تطهير الطريق أمام تقدم الثوار.

وأوضح باجا أنه عندما حانت ساعة انطلاق عملية «فجر عروس البحر» بدأ الناتو في تكثيف حملة قصفه باب العزيزية وبالقرب من السجون حيث تخزن الأسلحة ويقمع السجناء السياسيون.. ثم انتفض الليبيون.