معارضون ليبيون متفائلون إزاء الأوضاع في بلادهم ويتحدثون عن عودة وشيكة إليها

بعد سنوات من اللجوء السياسي خارج وطنهم

ليبيون في بنغازي يحتفلون بسقوط القذافي أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد سيطرة الثوار الليبيين على العاصمة طرابلس واقتحامهم باب العزيزية، المقر الرئيسي للعقيد معمر القذافي، أبدى عدد من رموز المعارضة الليبية في مصر تفاؤلهم إزاء الأوضاع في ليبيا، كما أبدوا رغبتهم في العودة لبلادهم التي حرمهم منها نظام القذافي لسنوات طويلة.

وقال عبد الله الفلاح، المعارض الليبي واللاجئ السياسي منذ عام 1977: «منذ 35 عاما وأنا أنتظر الحرية، كنا تقريبا فقدنا الأمل، ولكن الآن نتمكن من العودة لوطننا دون أية مشاكل، نظام القذافي من قبل كان يحاول مساومتنا وإقناعنا بالعودة حتى يكمم أفواهنا، ويزج بنا في السجن، ولكن الآن أرجو أن نتمكن من العودة ونحن أحرار».

وعن مستقبل ليبيا بعد الثورة، قال الفلاح «إن كل شهادات وخطابات مسؤولي المجلس الانتقالي تدل على أن هناك تفكيرا سليما إزاء الأمور الحالية، وإننا نسير في الاتجاه السليم.. وسيطرة الثوار على طرابلس إنجاز كبير، ولا ننتظر إلا أياما ليكتمل نجاح الثورة».

وأضاف السمالوسي، الذي قدم إلى مصر عام 1991 لاجئا سياسيا: «إن النهج الذي انتهجه المجلس الانتقالي الوطني الليبي منذ بداية ثورة 17 فبراير (شباط)، جعلنا جميعا نثق بأن هناك دولة ديمقراطية قادمة، وأن جميع الليبيين متساوون أمام القانون»، مشيرا إلى أن فريق العمل الذي اختاره مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي، كان قادرا وجديرا بإدارة البلاد ونجاح الثورة.

وقال: «ليبيا من هذه اللحظة سوف تصبح دولة قانون، ونموذجا مشرفا وقياديا في الوطن العربي والعالم، ليبيا أصبحت دولة جاذبة لكل الأحرار والشرفاء الذين تركوا بيوتهم وأسرهم حتى لا يكونوا تحت وطأة النظام الطاغي».

وعبر محمد فايز جبريل، المعارض الليبي، واللاجئ السياسي في مصر منذ 36 عاما، عن فرحته بانتصار الثورة الليبية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هامتنا مرفوعة إلى السماء وكلنا فخر، وكل المعارضة في الخارج تشعر أن هؤلاء الشباب تمكنوا من فعل ما كنا نسعى إليه خلال الـ4 عقود الماضية، إنه انتصار لمن دفع بروحه وزج به في المعتقلات. انتصار سيرد الاعتبار لكل الأسس السليمة التي أضاعها القذافي».

وأضاف جبريل: «ليبيا ستشهد في المرحلة المقبلة حياة دستورية مقننة وديمقراطية ستضبط إيقاع الحياة السياسية، لنتمكن من خلالها استئناف الشحنة السياسية التي بدأت عام 1951، فالثوار اليوم صاروا على نهج آبائهم الأولين».

من ناحية أخرى، قال كابتن طيار عادل عبد الكافي، اللاجئ السياسي في مصر منذ 24 عاما: «ليبيا بها العديد من المخلصين والوطنيين منهم من في الداخل ومن في الخارج، وهؤلاء سيسعون لبناء ليبيا بمؤسساتها المدنية والعسكرية، التي يكون ولاؤها للوطن وليس للقذافي كما سبق، لأنه خلال فترة حكم العقيد كان من يقترب منه ضعفاء الأنفس على حساب كرامتهم، وهؤلاء من ساعدوه للوصول لما هو عليه الآن، وهم من ساعدوه في مقتل 25 ألف شهيد، و70 ألف جريح منذ اندلاع ثورة 17 فبراير».

وأضاف عبد الكافي، الذي هبط بطائرة حربية في مصر أيام حرب تشاد: «في بداية الثورة وإبان وجودي في ليبيا وجدت لحمة وطنية بين الشعب الليبي، الكل يريد الخلاص من القذافي وبناء ليبيا حرة جديدة، القذافي حرم شعبه من كل ما ينفعهم، وضرهم في كل شيء، وكان وقت حرب تشاد يهلكنا ورأيته بعيني وهو يقتل الأبرياء في تشاد، ويرمي قواتنا المسلحة في الهلاك، ولكن ليبيا الآن حرة».