القذافي يوجه رسالته العاشرة من قناة تصدر في دمشق: انسحابنا من العزيزية تكتيكي

مصادر بالإعلام الليبي تؤكد تسجيلها من داخل العاصمة.. وصوت الطيران يسمع فيها

TT

تسببت الكلمة التسجيلية للعقيد الليبي معمر القذافي التي تم بثها عبر قناة تلفزيون «العروبة الرأي»، من العاصمة السورية دمشق، في وجود حالة من الجدل بين الأوساط العربية، حيث إن الرسالة الصوتية التي تعد العاشرة، لم يكن فيها الصوت واضحا عما سبقتها من رسائل، كما سمع صوت طائرات تحلق بالقرب من مكان تسجيل العقيد لكلمته التي توعد خلالها بتطهير العاصمة الليبية طرابلس من الجرذان، في إشارة منه إلى الثوار المناوئين لحكمه والذين خرجوا منذ 17 فبراير (شباط) الماضي في مظاهرات معارضة لنظامه مطالبين بإسقاطه، وعبر اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» بأحد المصادر بإعلام المعارضة الليبية، أكد المصدر أن الرسالة الصوتية التي تداولها العديد من وسائل الأعلام وتم التأكيد على أنه تمت إذاعتها من طرابلس، لم يكن بالأمر الصحيح وذلك لاستيلاء الثوار علي الإذاعة، مشيرا إلى أن الرسالة أيضا لم تبث على إذاعة سرت لقطع بث الإذاعة عنها من الأساس، موضحا أن القناة التي بثت عليها الرسالة الصوتية يتم تمويلها من قبل العقيد القذافي، فيما قامت «الشرق الأوسط» بالعديد من المحاولات والاتصالات للوصول لأحد المسؤولين بإذاعة طرابلس، إلا أن الإذاعة لم تقم بالرد علي الاتصالات.

وجاء في كلمة العقيد معمر القذافي خلال رسالة صوتية بثتها قناة «العروبة الرأي»، التي تبث من دمشق مساء أول من أمس، أن انسحاب قواته من مجمع باب العزيزية كان «تحركا تكتيكيا»، وأنه تجول متخفيا في طرابلس ودعا مؤيديه إلى «تطهير العاصمة الليبية من الجرذان»، مؤكدا أنه لم يره أحد وقت خروجه، حيث قال: «خرجت في طرابلس دون أن يراني الناس متخفيا»، وموجها تحياته لمسانديه من الشعب الليبي، قائلا: «أحيي الشباب الثوريين الذين التقيت بهم في طرابلس»، كما دعا القذافي خلال كلمته كل القبائل الليبية إلى أن تقوم بتطهير طرابلس من الجرذان، في إشارة منه للثوار المناوئين لحكمه.

وعلق عادل المنصوري نائب مدير قناة «ليبيا الأحرار - مكتب بنغازي» على كلمة العقيد قائلا: «كلمة القذافي تم تسجيلها بطريقة بسيطة جدا عبر هاتف جوال ونقل التسجيل إلى قناة (العروبة الرأي) التي تمون قذافيا عبر الإنترنت»، مشيرا إلى أن الثوار كانوا يستخدمون هذه الطريقة نفسها لإرسال المقاطع الصوتية خارج البلاد وقت بداية الثورة ووجود التشديد الأمني من قبل قوات القذافي ومرتزقته، مؤكدا أن الثوار الليبيين منذ دخولهم لطرابلس وهم يسيطرون علي الإذاعة هناك، ولافتا إلى أن هذا المقطع التسجيلي لم تتم إذاعته عبر إذاعة سرت المحلية وذلك لأن بث الإذاعة موقوف من الأساس.

ونفي المنصوري صحة ما تداولته وسائل الأعلام حول بث الكلمة عبر إذاعة طرابلس، مؤكدا أن الثوار يسيطرون بالكامل على إذاعة العاصمة، كما توقع المنصوري أن تكون كلمة القذافي قد سجلت في العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أنه في وقت تسجيل القذافي للكلمة سمع صوت طيران يحلق بالقرب منه، نافيا أن يكون القذافي قد سجلها من مدينة سرت لعدم وجود طيران لقوات التحالف الدولي يحلق فوق المدينة.

من ناحية أخرى، قال أحمد علي خليفة، المعارض الليبي والمذيع السابق بقناة «الجماهيرية» التابعة للقذافي، إن «الثوار يسيطرون على إذاعة طرابلس، ولا يمكن أن تكون كلمة القذافي قد بثت عبرها، كما أن الثوار يسيطرون على أكثر من 80% من المدينة، وبالتالي، كيف يتم بثها عبر الإذاعة؟».