اليمن: استمرار المواجهات مع «القاعدة» في أبين.. والمعارضة تناقش «الحسم»

مقتل 17 ضابطا وجنديا في هجوم انتقامي نفذه مسلحون على موقع للجيش قرب منطقة دوفس

TT

تتواصل في محافظة أبين بجنوب اليمن المواجهات العسكرية المسلحة بين عناصر مسلحة تنتمي لتنظيم «القاعدة» وقوات الجيش والأمن المرابطة في المنطقة، في وقت ودع اليمن رئيس مجلس النواب الذي توفي متأثرا بجراحه في التفجير الذي تعرض له قصر الرئاسة اليمني.

وقال شهود عيان في أبين إن مواجهات عنيفة تشهدها عدة جبهات بين قوات الجيش في اللواء العسكري «25 ميكا» والمسلحين المتركزين في عدة مناطق من المحافظة، وتحدثت مصادر متطابقة عن مقتل ما لا يقل عن 17 ضابطا وجنديا في هجوم انتقامي نفذه المسلحون على موقع للجيش قرب منطقة دوفس، وذلك ردا على مقتل قرابة 7 مسلحين من زملائهم في غارة جوية شنها الطيران اليمني على منطقة العرقوب، التي استهدفت أحد أوكار تجمع تلك العناصر.

وعجزت قوات الجيش ومعها مسلحون قبليون خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عن استعادة السيطرة على مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة ومدن أخرى كجعار وشقرة التي يسيطر عليها المسلحون، الذين يقدر عددهم بالمئات.

على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات في منطقة أرحب بشمال صنعاء بين قوات الحرس الجمهوري والمسلحين المؤيدين للثورة الشبابية الشعبية، في حين أعربت مصادر رسمية يمنية عن اعتقادها بأن هدنة وقف إطلاق النار بين الحرس الجمهوري والمسلحين المؤيدين للثورة في محافظة تعز، التي وقعت أخيرا، معرضة للانهيار، واتهمت مصادر إعلامية في وزارة الدفاع اليمنية اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع بالسعي لإجهاض اتفاق الهدنة. في موضوع آخر، شيع أمس إلى مثواه، عبد العزيز عبد الغني، رئيس مجلس الشورى اليمني، الذي توفي في المملكة العربية السعودية التي كان يتلقى فيها العلاج جراء إصابات خطيرة لحقت به في التفجير الذي استهدف جامع دار الرئاسة اليمنية في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي.

وكان على رأس مشيعي عبد الغني الذي أقيمت له جنازة رسمية، نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والدكتور علي محمد مجور، رئيس الوزراء، الذي تعد مشاركته في التشييع أول نشاط رسمي له منذ عودته من العلاج في السعودية قبل يومين، وكان الدكتور مجور قد صرح عقب عودته بأن صحة كل المسؤولين الذين أصيبوا في تفجير دار الرئاسة في «تحسن مستمر، وأنهم سيعودون قريبا إلى أرض الوطن». وخلافا لما أعلنه مصدر يمني مسؤول، قبل بضعة أيام، لم يعلن عن عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى اليمن، في الوقت الذي قالت فيه المعارضة اليمنية إنها ستناقش ذلك في اجتماعها الذي تعقده اليوم (الخميس)، وهو ثاني اجتماع للمجلس الوطني الذي شكل في السابع عشر من الشهر الحالي بهدف الحسم الثوري.

ويأتي انعقاد الاجتماع في وقت يشهد المجلس فيه انسحابات متتالية من بين صفوفه من قبل من جرى اختيارهم أعضاء فيه، وآخر المنسحبين هو نصر طه مصطفى، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) السابق، الذي استقال من منصبه عقب تعرض عشرات المتظاهرين للقتل على يد قوات الأمن في مارس (آذار) الماضي.

وأضاف طه في بيان الانسحاب الذي نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «مع التقدير والاحترام لمبررات الذين اعتذروا عن عضوية المجلس فإن لي مبرراتي الخاصة للاعتذار عن عضويته، مع شكري وتقديري لحسن ظن الذين اختاروني، ذلك أني منذ استقلت من عملي في وكالة الأنباء اليمنية في اليوم التالي لمذبحة (جمعة الكرامة) كنت قد اتخذت قرارا في الوقت ذاته باعتزال أي عمل حكومي أو سياسي مستقبلا والاكتفاء بمهنتي كصحافي وكاتب ومحلل سياسي مستقل».