مصر: موجة ثانية من الأحزاب الإسلامية.. ودعوات للاندماج بينها

فيها أول حزب للجماعة الإسلامية.. وآخر شيعي.. وثالث أزهري

TT

في ما وصف بأنه «الموجة الثانية من الأحزاب الإسلامية في مصر بعد ثورة 25 يناير»، أعلن عدد من الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية اعتزامها تقديم أوراق اعتمادها للجنة شؤون الأحزاب للإعلان عن تأسيها رسميا.

وتقدمت كل من الجماعة الإسلامية بأوراق تأسيس أول حزب سياسي لها، كما أعلن شيعة مصر تأسيس حزب جديد لهم يحمل اسم «الوحدة والحرية» الشهر المقبل، وقرر علماء الأزهر التقدم بأوراق تأسيس أول حزب يتبني الفكر الأزهري للجنة الأحزاب الأسبوع المقبل. ويتزامن هذا التطور مع الصعود القوي للتيار الديني في البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير (شباط) الماضي، بعد سنوات من العزلة والقمع، وسط توقعات بحصوله على أغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وظهرت أحزاب إسلامية جديدة في مقدمتها «الحرية والعدالة»، الحزب الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، و«الوسط» ذو المرجعية الإسلامية، و«النور» الذي يضم أعضاء التيار السلفي، كموجة أولى.

وتأتي الموجة الثانية من تأسيس الأحزاب الدينية في وقت أعرب فيه مراقبون عن تخوفاتهم من تأثير هذه التيارات الإسلامية على القوى التصويتية في الانتخابات البرلمانية نهاية العام الحالي، خصوصا بعد نجاحهم في تصدر المشهد خلال التصويت على التعديلات الدستورية في مارس (آزار) الماضي، ونجاح الإسلاميين في الظهور بشكل كبير في مظاهرة مليونية بميدان التحرير في 29 يوليو (تموز) الماضي.

وقدمت الجماعة الإسلامية أوراق تأسيس حزبها «البناء والتنمية»، كأول نشاط رسمي سياسي للجماعة منذ ظهورها في سبعينات القرن الماضي، وضم بين أعضائه مسيحيين وسيدات، واختير الدكتور نصر عبد السلام نصر، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، رئيسا مؤقتا للحزب. وقال الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية، إن ثورة 25 يناير أزالت الحاجز الذي كان مفروضا على التيار الإسلامي من ممارسة العمل السياسي، مؤكدا أن حزب الجماعة تأكيد على انتهاجها العمل السلمي الذي يترجم أفكارها ومبادئها. وأوضح الشيخ إسماعيل محمد، أحد أعضاء الجماعة الإسلامية، أن أهداف الحزب تتمثل في الحفاظ على الهوية الإسلامية والعمل على تحقيق الإصلاح السياسي، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب يرتكز في مبادئه على العدالة الاجتماعية والحرية والشورى والمساواة والتعددية والمرجعية الإسلامية».

وبينما أكد الشيخ محمد على أنه لا يوجد مانع من تحالف حزب الجماعة مع التيارات الدينية الأخرى، رحب حزبا الإخوان والوسط في وقت سابق بالتحالف مع حزب الجماعة، وقال عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، إن الحزب ليس لديه أي مانع من التحالف مع الجماعة الإسلامية لتحقيق أهداف مشتركة.

وفي السياق ذاته أقام حزب الوحدة والحرية الشيعي تحت التأسيس أول نشاط له بمقره أول من أمس بحفل إفطار جماعي لمؤسسي الحزب وأعضائه، وأعلن المفكر الشيعي أحمد راسم النفيس أنه سيتم التقدم بأوراق الحزب في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، مضيفا أن «الحزب لن يضم فصيلا واحدا، بل ستتعدد فيه الأطياف». وأوضح النفيس لـ«الشرق الأوسط» أن «برنامج الحزب يدور حول الحرية، العدالة، الوحدة، الإيمان بمدنية الدولة، رفض دخول الدين في الصراع السياسي».

من جهة أخرى، ورغم تحذير الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لأساتذة جامعة الأزهر الذين قرروا إنشاء حزب سياسي وسطي باسم الأزهر، رافضا إقحام الأزهر في الحياة السياسة، أكد علماء الأزهر استمرارهم في إجراءات تأسيس الحزب الجديد وأنهم سيتقدمون بأوراقه للجنة الأحزاب الأسبوع المقبل. بحسب ما قاله الداعية بوزارة الأوقاف المصرية الدكتور عادل عبد الله المنسق العام، المتحدث الرسمي للحزب، مؤكدا أن الحزب لا يمثل الأزهر كمؤسسة دينية رسمية، لكنه يتبني الفكري الأزهري فقط، وهو الفكر الذي لا يستطيع أحد أن يحجر عليه.