مرض غامض يفتك بأطفال أسرة عراقية

رب الأسرة لـ «الشرق الأوسط»: طرقت أبواب المسؤولين ولا مجيب

TT

انتشرت في العراق بسبب الحروب وأيام الحصار القاسي في تسعينات القرن الماضي الكثير من الأمراض الفتاكة، إلا أنه وطبقا لما رواه المواطن العراقي خليل إبراهيم آل كركوش لـ«الشرق الأوسط» فإن المرض الذي أصيب به أولاده الثمانية يبدو «الأكثر غموضا في العراق حتى الآن».

وأضاف المواطن الذي روى قصته بحزن بالغ أن «أربعة من أولاده الثمانية توفوا حتى الآن بسبب هذا المرض الذي يطلق عليه طبيا (نقص البايوتين) الذي يتسبب في سقوط شعر الرأس بالكامل وأهداب العين والحواجب، ثم تشقق الفم من الزاويتين، ويتقرح الأنف، ويسيل سواد العين في البياض، ويفقد الطفل الحركة والنطق ويتوقف النمو، ثم يدخل الطفل في غيبوبة تفضي به إلى الموت». وأضاف أن «هذا المرض لا يوجد علاج جذري له وإنما هناك حبة واحدة يتناولها الطفل يوميا قبل الفطور كفيلة بإبقائه على قيد الحياة، ولما كان هذا الدواء غير موجود في العراق فقد كلفني شراؤه من تركيا أسعارا خيالية، اضطررت بسببها إلى رهن بيتي الذي لا أملك غيره لأوفر مبالغ شراء الدواء، مما دفع الدائنين إلى الاستيلاء على البيت وتشريدي منه أنا ومن تبقى من أطفالي الذين يصارعون المرض»، مؤكدا أنه «أصبح الآن بلا مأوى وبلا دواء وبلا قدرة على شرائه».

وأوضح الأب المفجوع أنه سبق أن تلقى عام 2000 شحنة من هذا الدواء أمر بإرسالها الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس الهلال الأحمر الإماراتي، وقد أنقذت أولاده لمدة ثلاث سنوات كاملة، مشيرا إلى أنه طرق أبواب كل الجهات الصحية والسياسية في العراق «لكن بلا جدوى، ولم يبقَ لي سوى أن أتوجه بهذا النداء إلى أصحاب الشيمة العربية الأصيلة وفي مقدمتهم القيادة السعودية لكي ينقذ أولادي الأربعة المتبقين، الذين سوف أفقدهم واحدا واحدا في القريب العاجل ما لم تتوفر لي شحنة من هذا الدواء».